محلل عسكري إسرائيلي: طبيعة العملية البرية في غزة بدأت تتضح

00b7bec6-2988-4281-8eb8-f64c485ab162.jpeg

 قال المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، إن طبيعة العملية البرية داخل غزة بدأت تتضح، مضيفا أن الجيش بدأ تشديد قبضته في شمال القطاع من خلالها.

جاء ذلك في مقال تحليلي نشره في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، شرح فيه طبيعة العملية العسكرية داخل غزة، وفق المعطيات بما في ذلك نقاط القوة والضعف وحدود الدعم الغربي لإسرائيل في حربها ضد حركة “حماس” بشكل خاص.

والأحد، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات برية محدودة داخل قطاع غزة، وقال في بيان الاثنين: “تواصل قوات الجيش في الساعات الأخيرة الأعمال البرية داخل قطاع غزة”.

وأضاف هارئيل: “هناك أشياء لم يعد ضباب المعركة يخفيها، إن الجيش الإسرائيلي يشدد قبضته على شمال قطاع غزة”.

وتابع: “تجري العمليات بالفعل في الجزء الشمالي من مدينة غزة، وحركة القوات تذكرنا بالتوغّل البرّي أثناء حرب غزة عام 2009”.

واستدرك: “لكن هناك اختلافان رئيسيان بين العملية التي جرت قبل 14 عاماً والعملية الحالية”.

أولاً، يقول هارئيل، “قامت حماس بتعزيز وتحسين أنظمتها الدفاعية منذ عام 2009، وخاصة شبكة الأنفاق لديها”.

وثانياً، يتابع، “حددت الحكومة هذه المرة هدفًا بعيد المدى للجيش الإسرائيلي: تدمير نظام حماس وقدراته العسكرية”.

نقاط قوة وضعف

هارئيل ذكر أنه “في بداية العملية، ظل الاحتكاك العسكري منخفضا نسبيا، وربما كان ذلك مرتبطا باختيار حماس عدم الدخول في مواجهات في الأماكن التي تنكشف فيها”.

وأكمل: “طبيعة المناورة الإسرائيلية بدأت تتضح تدريجياً، فوق الأرض، يتمتع الجيش الإسرائيلي بميزة كبيرة في القوة النارية والقدرة على تشغيل أجهزة المراقبة، عندما تتحرك خلايا حماس فوق الأرض فإنها تعرّض نفسها للأذى”.

في المقابل، بحسب هارئيل، فإن الجانب الفلسطيني “يمكنه استغلال نقاط ضعف الجيش النظامي بالعبوات الناسفة وتفجير الأنفاق والصواريخ المضادة للدبابات”.

وقال: “يمكن للقوات المناورة على الأرض في المناطق التي تحولت إلى أنقاض بسبب الغارات الجوية، أن تساعد في تحديد موقع الأنفاق الدفاعية”.

ووفق هارئيل، فإن “سلاح الجو الإسرائيلي يهدف الآن، بمساعدة معلومات استخبارية دقيقة، ومن خلال العمليات البرية، إلى إحداث دمار هائل في الأنفاق وقتل المسلحين، وهذا ما يهدف إليه الجيش”.

وأردف: “كما أشار الضباط الأمريكيون لنظرائهم الإسرائيليين، فإنه لا يزال من غير الواضح كيف تتماشى المناورات الحالية مع هذا الهدف والتوقعات العالية اللاحقة للجمهور الإسرائيلي”.

وزاد هارئيل: “بالمناسبة، وعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الاثنين بهزيمة حماس. ومن الممكن أن نشهد اعتدالاً طفيفاً في الوعود”.

مفاوضات تبادل الأسرى في الكواليس

وأشار هارئيل إلى أنه “في الكواليس، تجري مفاوضات بشأن صفقة الرهائن، وفرص التوصل إلى صفقة تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين ليست عالية في هذه المرحلة”.

ومضى قائلا: “تعتقد حماس أن احتجاز بعض الرهائن على الأقل سيكون بمثابة رصيد لها قبل المرحلة التالية من الهجوم البري للجيش الإسرائيلي، وأن إطلاق سراح جميع الرهائن سيمكن من القيام بمناورة إسرائيلية أكثر عدوانية في القطاع”.

وأضاف: “يبدو أن حماس مستعدة للتفاوض على إطلاق سراح النساء والأطفال والمسنين، لكنها تريد أن تستغرق أطول وقت ممكن للقيام بذلك من أجل تأخير استمرار العمليات البرية”.

واستدرك: “في هذه الأثناء، فإنه في إسرائيل، تكثف عائلات الرهائن الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، وتظهر صور الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس في الملصقات واللوحات الإعلانية في جميع أنحاء المدن والبلدات”.

عملية مفتوحة وفق “محاذير” دولية

وكشف هارئيل النقاب عن أن وزير الدفاع يوآف غالانت وكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي وجّهوا رسالة مفادها أن “القوات سيكون لديها وقت غير محدود للقيام بمهمتها”.

وقال: “يرتكز هذا الفهم على الدعم الشعبي الواسع في إسرائيل في أعقاب فظائع 7 أكتوبر (تشرين الأول الجاري) والرسائل المشجعة التي تلقتها من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية”.

واستدرك: “مع ذلك، هناك محاذير لهذا الدعم الغربي، وهي مشروطة بالتزام إسرائيل بالقيود التي وضعها (الرئيس الأمريكي جو) بايدن: احترام القانون الدولي، والحفاظ على الممرات الإنسانية لحماية المدنيين الفلسطينيين وعدم احتلال إسرائيل للقطاع”.

وزاد: “عند نقطة ما، سيتبدد صبر الغرب في ضوء الصور التي تظهر معاناة السكان المدنيين الفلسطينيين في غزة، ويبقى أن نرى من الناحية العملية ما إذا كان لدى إسرائيل أشهر أو أسابيع للعمل”.

ومنذ 25 يوما يشن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على الأحياء السكنية بغزة، استشهد فيها 8525 فلسطينيا بينهم 3542 طفلا والمصابين 21543، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي الضفة الغربية استشهد 122 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر، كما يشن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 2000 فلسطيني بحسب مصادر فلسطينية رسمية.