حزب الله يعد باستمرار عملياته.. وتخوف إسرائيلي من “مفاجأة” تزامنا مع إطلالة لنصرالله الجمعة

769285.webp

استمرت المواجهات في الجنوب اللبناني بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي والتي تتوسّع رقعتها لتتجاوز المدى الجغرافي لقواعد الاشتباك، إذ بعدما بادرت إسرائيل بقصف مدفعي وجوي في عمق بعض المناطق الجنوبية، ردّ عليها حزب الله و”كتائب القسام” بصواريخ طالت مستوطنتي كريات شمونة ونهاريا.

وشهد اليوم الـ23 لبدء المواجهات عقب عملية “طوفان الأقصى” توتراً صباحياً قصفت خلاله مدفعية الاحتلال محلة اللبونة في منطقة الناقورة بأكثر من 15 قذيفة ما أدى إلى تصاعد الدخان، إضافة إلى قصف مدفعي طال خراج بلدة عيتا الشعب وخصوصاً الأحراج المحيطة بموقع الراهب الإسرائيلي وأطراف شبعا

وبسطرة وبليدا والضهيرة. واتسعت رقعة القصف الإسرائيلي باتجاه ضواحي عيناتا وكونين لأول مرة منذ بدء الأحداث، إذ سقطت قذيفة تسببت بإشعال حريق، كما سقطت قذائف في محيط موقع للجيش اللبناني في رأس الناقورة وفي حقول الزيتون والأحراج بين دير ميماس وتل النحاس وكفركلا.

وفي الجليل الغربي وشلومي ونهاريا على الحدود مع لبنان دوّت صفارات الإنذار، وأعلن حزب الله أن مجاهديه استهدفوا بعد ظهر الإثنين التجهيزات الفنية لموقع المطلة بالأسلحة المناسبة وحققوا فيها إصابات مباشرة.

وعثرت القوى الأمنية اللبنانية، بحسب بيان لقيادة الجيش، على 21 منصة لإطلاق الصواريخ في مناطق وادي الخنساء والخريبة في قضاء حاصبيا والقليلة قضاء صور بينها واحدة تحمل صاروخاً معداً للإطلاق فعملت الوحدات المختصة على تفكيكه.

وفيما تتخوف تل أبيب من مفاجأة يخبئها حزب الله، أعلن جيش الاحتلال أن “كل خلية يرسلها حزب الله إلى السياج الأمني أو تطلق الصواريخ ستتم تصفيتها”.

وتأتي هذه المخاوف الإسرائيلية قبل أيام على إطلالة أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الذي سيتحدث عند الثالثة بعد ظهر الجمعة المقبل خلال “الاحتفال التكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس دفاعاً عن غزة والشعب الفلسطيني والمقدسات”.

وجاء الإعلان عن هذه الاطلالة رسمياً وهي الأولى منذ ما قبل عملية “طوفان الأقصى”. ومن المرجح أن تكون حاسمة وتضع حداً للتكهنات حول دور حزب الله في هذه المعركة بعد تأكيد أكثر من قيادي بأنه “ليس على الحياد وهو في قلب المعركة”. واللافت هو توقيت الإطلالة عقب فشل التوغل البري في غزة واتساع الغضب في الدول العربية ودول العالم من الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.

وفي المواقف، أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش “حزب الله في قلب المعركة، ويقوم بواجبه في الدفاع عن لبنان ونصرة الشعب الفلسطيني، ويقدم أعز أبنائه ومجاهديه شهداء على طريق القدس”. وأكد “أن المقاومة مستمرة في عملياتها في الجنوب بكل شجاعة وحكمة واقتدار، ولن تتوقف ما لم يتوقف العدوان وتفشل أهدافه، وهي تستنزف العدو، وتجعله مربكاً وقلقاً وخائفاً على طول الحدود، وتحقق إنجازات نوعية”.

واعتبر دعموش “أن المقاومة أفهمت العدو من خلال عملياتها وحضورها في الميدان، أن كل التهديدات والأساطيل والحشود العسكرية في البر والبحر والجو لم تردع المقاومة من القيام بواجبها، ولن تثنيها عن استكمال عملياتها والقيام بكل ما تراه لازماً وضرورياً ومطلوباً للدفاع عن لبنان ونصرة أهلنا الشرفاء في غزة ومقاومتهم الباسلة”. وقال: “نحن على أتم الاستعداد والجهوزية لمواجهة كل الاحتمالات والتطورات بدقة وحكمة وبأعلى درجات المسؤولية الوطنية”، مؤكداً ان “لدينا رؤيتنا التي تأخذ بعين الاعتبار مقتضيات الصراع مع العدو الصهيوني، ومصلحة المقاومة، والمصلحة الوطنية، ومصالح الناس، ونتصرف في كل خطواتنا ومواقفنا على هذا الأساس”.

وبعد مشاركة حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية في اتجاه شمال فلسطين المحتلة، رد القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” أبو عماد الرفاعي على من ينتقد إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، فقال “المقاومة في الجنوب اليوم هي مقاومة مشروعة لحماية لبنان ولحماية الشعب الفلسطيني في الداخل ولمنع تهجير الفلسطينيين”، ولفت إلى عدم التنسيق المسبق مع الحكومة اللبنانية، قائلاً “هناك معادلة لا تستطيع أن تقحم الدولة اللبنانية والجيش اللبناني في مواجهة إسرائيل لأسباب عديدة، وما قامت به المقاومة على مدار الوقت هو من دون إذن رسمي”، مضيفاً “نحن نقدّر الظروف اللبنانية والواقع ولكن في المقابل هناك شعب يُذبَح ولا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي، ويجب ألا ننسى أن في لبنان 450 ألف لاجئ فلسطيني وبالتالي لا يمكن للفلسطيني في لبنان أن يشاهد المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ على مدار الساعة ويقف متفرجاً”. وأشار إلى “أن كل الشعوب الحرة في العالم تخرج وتقول افتحوا الحدود، وما يمنع الوصول إلى الحدود الفلسطينية هو معادلات سياسية في المنطقة تمنع هذه الشعوب من الوصول إلى الحدود للدفاع عن الشعب الفلسطيني أمام المجزرة التي يرتكبها الاحتلال”.

الرفاعي: هناك معادلة لا تستطيع أن تقحم الدولة اللبنانية والجيش اللبناني في مواجهة إسرائيل لأسباب عديدة، وما قامت به المقاومة على مدار الوقت هو من دون إذن رسمي

وأكد الرفاعي “أن الاحتلال الاسرائيلي يسعى لتهجير الفلسطينيين ويتحدث دائماً عن النمو الديمغرافي في داخل فلسطين المحتلة تاريخياً. لذلك هو أعلن بشكل واضح عن مشروعه لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وعن تهجير ما يستطيع من الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأردن وتهجير الجزء الأكبر من فلسطينيي 48 إلى لبنان، فكيف تريد كلبناني أو كفلسطيني أن أمنع هذا التهجير؟ لا يمكن أن أمنعه إلا من خلال المقاومة وإلا أن أقول هناك 450 ألف فلسطيني في لبنان لن يسمحوا بإعادة النكبة مرة ثانية”.

أما لبنان الرسمي، فعبّر عن موقفه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي جدد القول إن “لبنان في عين العاصفة ونسعى لتجنيبه الحرب”، وطالب في حديث صحافي “بوقف الاستفزازات الإسرائيلية على الحدود والشعب اللبناني لا يريد الحرب”، معتبراً أنه “اذا دخل لبنان هذه الحرب فلن يقتصر الأمر عليه وستكون المنطقة في حالة فوضى”، لافتاً إلى “أن قرار الحرب بيد إسرائيل إذا واصلت خرق الحدود والانتهاكات”.