اعتقال الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة لقولها “لا غالب إلا الله” ضمن حملة اعتقالات وترهيب واسعة

دلال-أبو-آمنة-2-730x438.jpg

تواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلية حملة اعتقالات وتهديدات ضد ناشطين مناهضين للحرب داخل أراضي 48 طالت حتى الآن نحو 200 معتقلا منهم الفنانة دلال أبو آمنة لمجرد نشرها في صفحتها “وما غالب إلا الله” وهذا اعتبر تحريضا ودعما لـ”الإرهاب”.

وقالت شرطة الاحتلال في بيانها الثلاثاء إن “مكافحة التّحريض ودعم الإرهاب” مستمرّة طوال الوقت وإنها أوقفت مغنّية وفنانة مؤثّرة في شبكات التواصل ودكتورة في مهنتها، بشبهة المدح والتّحريض”.

وأضافت في بيانها “إلى جانب الاستعدادات الميدانية المستمرة والمتزايدة، يقوم أفراد شرطة اللواء بالتّعامل بحزم ودون هوادة مع أي مظهر من مظاهر التحريض على الإرهاب والعنف”.

وفي محاولة لتبرير اعتقال الفنانة الفلسطينية أبو آمنة قالت “إنه تمّ عقب ظهور عدد من المنشورات أمس على شبكات التواصل الاجتماعي وتوجهات إضافية حول دكتورة في مهنتها، وهي من الشخصيات المؤثرة في الشبكة في المجتمع العربي والتي تنشر منشورات وأنشطة في وسائل الإعلام المختلفة أدلت فيها بتصريحات ضدّ إسرائيل ودعم فلسطين”.

وقد تمّت إحالة أبو آمنة إلى مركز شرطة الاحتلال الإسرائيلية في حيفا حيث تمّ التحقيق معها وتوقيفها للاشتباه في قيامها بـ”تصرف قد ينتهك الأمن العام وسلامة الجمهور”، وسيتم إحالتها في وقت لاحق الثلاثاء بناءً على طلب شرطة الاحتلال لتمديد توقيفها في محكمة الصلح في الناصرة.

وتمضي شرطة الاحتلال الإسرائيلية في تهديداتها في محاولة لمنع احتجاجات فلسطينيي الداخل على غرار “هبة الكرامة” في مايو/ أيار 2021 تزامنا مع حملة “سيف القدس”، وقالت إنها ستواصل العمل لـ”تحديد مكان المحرّضين على العنف وأعمال الإرهاب ومكافحتهم، وأولئك الذين يتعاطفون مع الإرهاب ويشيدون بهذه الأعمال في زمن الحرب، في شبكات التواصل وفي أي مكان آخر”.

وقالت المحامية عبير بكر المدافعة عن الفنانة أبو آمنة لـ”القدس العربي” إن الاعتقال يندرج ضمن محاولات ترهيب إسرائيلية، مؤكدة عدم وجود سبب مقنع لتحقيق جنائي معها فالقول “ولا غالب إلا الله ” لا يدعو بالضرورة للعنف.

وأضافت “من حضّ الشرطة الإسرائيلية على الاعتقال هي أوساط صهيونية يمينية اعتبرت أن (لا غالب إلا الله) لجانب علم فلسطين بمثابة دعوة لانتصار فلسطين. وتتابع “من حق الفنانة أبو آمنة تعريف نفسها كفلسطينية وما كتبته ليس حضّا على الإرهاب. واكتشفت فور زيارتها لها في المعتقل في مقر شرطة العفولة إنهم مددوا اعتقالها قبل التحقيق معها”.

وكشفت بكر أن موكلتها دلال أبو آمنة توجهت لشرطة حيفا لتقديم شكوى ضد ناشطة إسرائيلية يمينية بارزة تمنت في منشور على صفحتها في الفيسبوك القتل والاغتصاب وما لبثت أن تعرّضت لتهديدات واسعة هي وزوجها طبيب الأسنان عنان عباسي وهناك أبلغوها أنها معتقلة بنفسها.

وأكدت المحامية بكر أن “معنوياتها عالية وتقول إنها متصالحة مع نفسها ومستعدة لدفع ثمن كونها فنانة فلسطينية ملتزمة وإنها واعية لمحاولة ترهيب فلسطينيي الداخل من خلال مثل هذه الاعتقالات”.

ملاحقة صحافيين وسياسيين

في التزامن تتواصل اعتقال وتهديد ناشطين وسياسيين وصحافيين من فلسطينيي داخل أراضي الـ48 منهم معلمة من مدينة الطيبة بشبهة التحريض وتأييدها لحركة حماس. كما تمّ إبعاد عشرات المواطنين العرب من أماكن عملهم كما جرى تهديد وإبعاد طلاب عرب من الجامعات والكليات المختلفة بالفصل بسبب منشورات منددة بالعدوان على قطاع غزة.

وطالب الرئيس التنفيذي لمنظمة “بيتسالمو” الصهيونية، شاي غليك، رئيس معهد العلوم التطبيقية التخنيون في حيفا بروفيسور أوري سيفان، بإبعاد دائم لطلاب وأعضاء هيئة تدريس “يدعمون الإرهاب”، على حدّ وصفه.

وجاء في رسالة غليك “علمنا أن طلابا من التخنيون، وحتى إحدى الموظفات، يعبرون عن دعمهم للمجزرة الرهيبة، التي قُتل فيها 1300 شخص، بل وأكثر من ذلك الذي يدعم قتل الآلاف من الناس، ونساءً وأطفالا، وسبي اليهود، وكبار السن والأطفال.

وأضاف أن “الأمر يتجاوز الإرهاب بكثير، إنه عدو في زمن الحرب. وفي زمن الحرب يُحكم على كل من ينضم إلى العدو بالإعدام، ومن غير الممكن أن تدين أولئك الذين يحاربون الإرهاب بدلا من إدانة الإرهاب”.

وحمل غليك على أبو آمنة لكتابتها في منشورها: “لا غالب إلا الله” لجانب علم فلسطين، وتابع متسائلا “هذا الشعار له بعد تاريخي مهم جدا، فهو رمز لانتصار المسلمين عندما فتحوا الأندلس.. هذا هو أفظع عبارة سمعتها على الإطلاق؛ القول إن الله أراد هذه المذبحة الشنيعة؟ كما قال إنه تلقّى عدة شكاوى في هذا المضمار منها ما يتعلق بالباحثة في التخنيون، دلال أبو آمانة، وهي دكتورة في علم الأعصاب، وفنانة لها ملايين المتابعين في منتديات التواصل الاجتماعي.

كذلك تم تمديد اعتقال الدكتور عامر الهزيل، من مدينة رهط في النقب وهو المرشح لرئاسة بلديتها، حتى يوم الخميس المقبل، للمرة الثانية لاتهامه بالتكافل مع حماس بعدما أشار لارتكاب مذابح بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع.

وفي سياق متصل انتقد معلق صحافي في صحيفة “هآرتس” الثلاثاء يوعنا غونين ما وصفه بـ”المكارثية الإسرائيلية” وقال “هناك ورثة كثر لجوزيف مكارثي يشاركون في شيطنة مواطنين عرب في إسرائيل ودعوة لاعتقالهم وطردهم من أماكن عملهم وتعلمهم لمجرد انتقادهم انتهاك حقوق المدنيين داخل القطاع”.