صحن الحمص المسرطن يعود الى واجهة الجدل من جديد !

موقع مدينه رام الله الاخباري :

- ثار جدل إعلامي وعلمي واسع بعد نشر ملحق \"حياة وسوق\" التابع لصحيفة الحياة الجديدة تحقيق جاء فيه اكتشاف مادة اكسيد التيتانيوم في عينات الحمص المأخوذة من مطاعم في مدينة رام الله.

الجهات الرسمية والعلمية عبرت عن آراء تكاد تكون متناقضة، ففي وقت اعتبرت فيها جهات أنه لا يوجد أي اثبات علمي حول أن المادة مسببة للسرطان، تحدثت جهات أخرى عن أن منع استخدام المادة في اعداد مواد غذائية في فلسطين بعد السماح باستخدامها بكميات محددة جاء من باب الحيطة والحذر خاصة بعد ربط دراسات علمية بين هذه المادة والإصابة بمرض السرطان.

خبير: المادة مسرطنة وأكد أمين عام المجلس الطبي الفلسطيني سابقا والمختص بالتغذية العلاجية والصحة العامة د.أسامة صلاح أن مادة ثاني أكسيد التيتانيوم هي مادة قد تسبب مرض السرطان إضافة إلى تليف الرئة واتلاف المعدة. وقال صلاح لـ\" الاقتصادي\"  تعقيبا على التحقيق الذي نشره ملحق \"حياة وسوق\" عن استخدام مادة التيتانيوم المسرطنة في الحمص, لافتا إلى أن هذه المادة تؤثر على من يتناولها بنسب قليلة أو كثيرة إلا أن التأثير يكون أكبر على من يتناولونها بشكل كبير, وأن أي مادة كيماوية تدخل إلى جسم الإنسان فإنها تسبب أمراضا عدة من ضمنها مرض السرطان.

  حجة: المادة منعت من باب الحيطة والحذر المهندس حيدر حجة مدير عام مؤسسة المواصفات والمقايس، أشار إلى أن بعض الدول تسخدم مادة \"التيتانيوم\"، في تبييض الصناعات الغذائية، نظرا لأن تشريعاتها تسمح بذلك، وكانت مسموحة عندنا في فلسطين بنسب مقننة، لكن وبعد العام 2012، ونظرا لوجود الكثير من الأبحاث العلمية المتضاربة بشأنها بين من اعتبرها ضارة ومسرطنة، وبين من يقول إنها غير ضارة، قررت اللجان الفنية التوصية بحظر استخدامها من باب الاحتياط والحفاظ على صحة المواطن الفلسطيني، بالإضافة إلى دورها غير الضروري في الصناعة الغذائية، فلا فرق بين أن يكون الحمص أصفر أو أبيض.

\"Lebanese_style_hummus\"

  \"الصحة\": لا اثبات علميا أن المادة مسرطنة من جهتها، قالت رئيسة قسم السلامة الغذائية في وزارة الصحة إن ثاني اكسيد التيتانيوم مادة مبيضة تستخدم في الطحينية وليس في الحمص،  مشيرة إلى أن الطحينية هي جزء اساسي في تركيبة صنع الحمص. وأضافت\" سبب بياض الحمص ليس بالضرورة هو استخدام ثاني اكسيد التيتانيوم فمن الممكن ان يكون البياض ناجما عن استخدام ليمون أو ملح ليمون\". وأكدت أن المادة كانت مسموحة الاستخدام  ضمن المواصفات الفلسطينية بنسبة 125 جزء بالمليون في منتجات الطحينية، ولكن في عام 2012 وانطلاقا من مبدأ الزيادة في الحذر والحيظة، ارتأت الجهات الفنية المسؤولة  منع استخدام هذه المادة في المواد الغذائية.

وأشارت عرار إلى أن المادة مسموحة الاستخدام في المواصفات الاوروبية والاسرائيلية كمادة مضافة للاغذية إذ تستخدم بحذر لتحسين شكل الغذاء او قيمته. وتابعت\" اي مادة كيماوية تستخدم في مادة غذائية دون الاخرى وبنسب معينة\"، منوهة إلى أنه يمكن استخدام مادة معينة في تركيب لاحد المواد الغذائية لكنها قد لا تستخدم في مادة أخرى.

وخلصت عرار إلى القول بأن هذه المادة تستخدم لاعطاء الحمص اللون الابيض، ويتم ضبط الفحص في المصنع والتأكد من النسب المستخدمة. وأكدت \"لا يوجد حكم مطلق بأن هذا مسرطن وذلك غير مسرطن، فمعظم المواد الكيماوية مسرطنة، ولكن تحفظ في ظروف معينة وتستخدم في مواد معينة وضمن نسب معينة، ولا يجوز القول بالمطلق بان هذه المادة مسرطنة، ولا يجوز استخدام المادة دون التعليمات المعلن عنها\".

وحول انتشار مرض السرطان في السنوات الأخيرة وارتباط ذلك بنوعية الأغذية التي يتناولها المواطنون، قالت عرار\"لا نستطيع ان نجزم أن الامراض كلها سببها المواد الغذائية، فهناك ظروف بيئية مثل الاحتباس الحراري، والاسلحة التي تستخدمها اسرائيل في حروبها ومفاعل ديمونا، وهناك سيارات ومصانع تتزايد وتلوث البيئة\". يذكر أن مادة ثاني اكسيد التيتانيوم محظورة الاستخدام في كل من الأسواق الخليجية والأردنية.   جهات صحية دولية لا تنصح باستخدام المادة في غضون ذلك، تميل معظم الجهات الصحية الدولية إلى تجنب استخدام هذه المادة في المواد الغذائية.

فقد أدرج المركز الكندي للأمان المهني والسلامة مادة ثاني اكسيد التيتانيوم ضمن 25 مادة من المحتمل أن يكون لها أثر سرطاني على صحة الإنسان. إضافة إلى قاعدة البيانات الخاصة بموقع مستحضرات التجميل التي أدرجت هذه المادة ضمن المواد المحتمل أن يكون لها أثر سرطاني. ويتساءل الدكتور العالمي \"مايك ادمز\": لماذا يسعى الإنسان إلى إضافة مركب لا يتكون طبيعيا في جسم الإنسان أو في طعامه  إلى أغذيته حتى لو ثبت أنه آمن على صحة الإنسان؟ ولماذا يصر البعض على هذه الإضافة؟\".

وبينت الدراسات التي أجرتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (International Agency for Research on Cancer (IARC) أن المادة قد تكون سبباً في الإصابة بسرطان الرئة نتيجة تجمعها (كمادة صلبة) في الرئة وهذا ما بينته الدراسات التي بنيت عليها إرشادات إدارة الصحة والسلامة المهنية بالولايات المتحدة الأمريكية. وبين المعهد الصحي الكندي أن هنالك نتائج أظهرت اصابة الفئران بمرض سرطان الجهاز التنفسي عند حقنها بمادة التيتانيوم للتجربة, وعليه فإن الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء في جامعة الأزهر بمدينة غزة الدكتور حسن طموس أوضح أنه إذا تم إثبات تسبب أي مادة بالخطر على الحيوان في المختبر والتجارب فإنه يمنع استخدامها على الإنسان.

المصدر : الاقتصادي