رام الله الإخباري
حذر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أ. محمد حميد "أبو الحسن" الاحتلال "الإسرائيلي" من التهديدات التي يلوح بها باغتيال قادة المقاومة قائلاً "على العدو الصهيوني أن يحذر من خطأ حساباته وتقديراته والإقدام على استهداف قادة المقاومة في أي ساحة فلسطينية، فالقدرات العسكرية للمقاومة تعاظمت، وحنكتها العملية تزايدت ، ومفاهيمها السياسية قد تطورت وأضحت محل إجماع إقليمي وعرب"
واعتبر حميد خلال حوار خاص لوكالة "فلسطين اليوم" أن الخطة الخمسية التي أقرها الاحتلال بحجة تطوير شرقي القدس تهدف لإحكام السيطرة والإطباق على المدينة المحتلة وتهويدها، مشدداً على الأمر الأكثر خطورة في هذه الخطة استهدافها للوعي الإسلامي والفلسطيني في المدينة وهو الأمر الملاحظ من تخصيص موازنات ضخمة من خلال هذه الخطة لقطاع التعليم والذي سيبث من خلاله سموم دولة الاحتلال عبر تعميم منهاج دولة الاحتلال ومحاربة المنهاج الفلسطيني.
وأكد أن الاحتلال يحاول منذ عام 1967 خلق أمر واقع جديد في المدينة وطمس طابعها العربي والإسلامي.
وشدد على أن احتضان حزب الله لقادة المقاومة الفلسطينية على أرضها وتوفير الدعم العسكري والمادي لها ترجمان حقيقي لمفهوم وحدة الساحات ووحدة الموقف، بل إن أركان محور المقاومة واضحة أنها لن تتخلف عن الدفاع عن المسجد الأقصى حال إقدام الاحتلال على إحداث تغييرات جذرية في مدينة القدس، "ولكني أعتقد أن هناك محدد عملياتي في تصريح السيد/ حسن نصر الله قوامه الحفاظ على قواعد الاشتباك".
وبشأن اللقاء التطبيعي بين الخارجية الصهيونية والوزيرة المنقوش في ليبيا ، قال" اللقاء السري الذي أفصحت عنه الخارجية الصهيونية برعونة نذير شؤم وخذلان وقلق للشعب الفلسطيني" موضحاً أن الإعلان عن هذا اللقاء مثار قلق لوجود لقاءات تطبيعية سرية أخرى مع دولٍ عربيةٍ بالخفاء، وما عزز هذا القلق امتعاض الإدارة الأميركية من هذا الكشف الذي أخل بجهود هذه الإدارة في تطبيع العلاقات بين الدولة العربية ودولة الاحتلال على حد وصفها.
فيما يلي نص الحوار كاملاً :
س: البداية من عودة تحضيرات المتطرفين لتنفيذ اقتحامات للمسجد الأقصى والإعداد مجدداً لجملة من الاقتحامات بحجة الأعياد؟
ج: يحاول الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه منذ بداية احتلالهم لمدينة القدس عام 1967 مروراً بسلسلة الجرائم المرتكبة في المدينة وانتهاءً باقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الاٌقصى خلق أمر واقع جديد في المدينة وطمس طابعها العربي والإسلامي، فتارةً تلوح دولة الاحتلال بمشاريع التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي وتارةً أخرى ترعى إجرام المستوطنين واقتحاماتهم وتوفر الحماية لهم في الوقت الذي تنكل فيه بالمرابطين في المسجد الأقصى وتعتقل عدداً منهم، ولا يرى ذلك إلا في إطار سعي هذه الدولة المجرمة نحو تهويد مدينة القدس وتغييب هويتها الإسلامية والعربية.
س: نفذ الاحتلال الجمعة الماضية اعتداءات بحق المصلين في المسجد الأقصى لأول مرة، فما تعليقكم على ذلك؟
ج: اعتداءات قوات الاحتلال على المصلين جاءت متزامنة مع ذكرى جريمة الاحتلال الكبرى بحرق المسجد الأقصى عام 1969م، وهذه الاعتداءات أحد مظاهر السياسة المتطرفة التي تتبناها الحكومة الصهيونية التي لن تؤتِ سوى مزيداً من الإصرار على الرد على هذه الجريمة وجرائم تدنيس الحرم القدسي، وسيرى الاحتلال الصهيوني أن هذه الهمجية والعنجهية لن تولدا إلا العمليات البطولية على يد إخوان الشهيد/ خيري علقم وغيره من المجاهدين الصادقين.
س: أقرت حكومة الاحتلال مؤخراً ما يسمى: الخطة الخمسية" بحجة تطوير شرقي القدس، هل تأتي ضمن خطة تهويد للمدينة المحتلة؟
ج: إن إحكام السيطرة والإطباق على المدينة المحتلة أحد الأهداف التي تسعى لها دولة الاحتلال منذ نشأتها، وكما سلف القول فإن جميع سياسات الاحتلال في المدينة المقدسة تستهدف تهويد المدينة، ولعل الأمر الأكثر خطورة في هذه الخطة استهدافها للوعي الإسلامي والفلسطيني في المدينة وهو الأمر الملاحظ من تخصيص موازنات ضخمة من خلال هذه الخطة لقطاع التعليم والذي سيبث من خلاله سموم دولة الاحتلال عبر تعميم منهاج دولة الاحتلال ومحاربة المنهاج الفلسطيني، ولكن أملنا في الله كبير ثم في أهلنا في مدينة القدس في إفشال المخطط الصهيوني وتعزيز الهوية الفلسطينية والإسلامية لطلابنا.
س: يروج الاحتلال منذ عدة أيام لتهديدات بشأن تنفيذ اغتيالات بحق قادة المقاومة في غزة والخارج، فما تعليقكم؟
ج: هذه التهديدات التي يلوح بها الاحتلال تقرأ من جانبين: الأول: محاولة ترميم دولة الاحتلال لردعها المتآكل نتيجة الضربات الأليمة التي تعرض لها ويتعرض لها في القدس المحتلة والضفة الغربية، وحالة الذعر التي يعيشها نتيجة وحدة الساحات الفلسطينية والعربية في مواجهته، الجانب الثاني: محاولة خروج حكومة العدو المتطرفة من مأزقها السياسي بعد تكدس الأزمات السياسية التي تعيشها ورعونة وزراء دولة الاحتلال، ومهما يكن من أمرٍ فإن من الواجب على العدو الصهيوني أن يحذر من خطأ حساباته وتقديراته والإقدام على استهداف قادة المقاومة في أي ساحة فلسطينية، فالقدرات العسكرية للمقاومة تعاظمت، وحنكتها العملية تزايدت، بل إن مفاهيمها السياسية قد تطورت وأضحت محل إجماع إقليمي وعرب، والالتفاف الشعبي والجماهيري حولها قد ازداد زخمه، فلن تكون أي عملية اغتيال غادرة أمراً هيناً على دولة الاحتلال وجيشها.
س: أعلن السيد/ حسن نصر الله بشكلٍ صريح أنه لن يصمت حال نفذ الاحتلال أي اغتيالات على أرضه، هل يأتي ذلك ضمن وحدة الساحات ووحدة الموقف؟
ج: احتضان حركة حزب الله لقادة المقاومة الفلسطينية على أرضها وتوفير الدعم العسكري والمادي لها ترجمان حقيقي لمفهوم وحدة الساحات ووحدة الموقف، بل إن أركان محور المقاومة واضحة أنها لن تتخلف عن الدفاع عن المسجد الأقصى حال إقدام الاحتلال على إحداث تغييرات جذرية في مدينة القدس، ولكني أعتقد أن هناك محدد عملياتي في تصريح السيد/ حسن نصر الله قوامه الحفاظ على قواعد الاشتباك التي خُطت بدماء شهداء الشعب اللبناني الشقيق في حرب تموز 2006 والتي أسسست لصيانة الساحة اللبنانية من استباحة الدم العربي عليها، وشل أيادي الاحتلال من العبث فيها.
س: ما رأيكم بلقاء وزير الخارجية الصهيوني مع المنقوش؟
ج: هذا اللقاء السري الذي أفصحت عنه الخارجية الصهيونية برعونة نذير شؤم وخذلان وقلق للشعب الفلسطيني، فقد كانت الآمال الفلسطينية كبيرةً في الوزيرة المنقوش التي توشحت بكوفية تؤكد عروبة القدس عند لقائها وزير الخارجية الأميركية قبل عدة أشهر، قبل أن تتكسر على عتبات هذا اللقاء التطبيعي، بل إن الإعلان عن هذا اللقاء مثار قلق لوجود لقاءات تطبيعية سرية أخرى مع دولٍ عربيةٍ بالخفاء، وما عزز هذا القلق امتعاض الإدارة الأميركية من هذا الكشف الذي أخل بجهود هذه الإدارة في تطبيع العلاقات بين الدولة العربية ودولة الاحتلال على حد وصفها، الأمر الذي يحمل في طياته تصريحاً ضمنياً على جهود تطبيعية أخرى تبذل مع عدد من الدول العربية، لكن الشعب الليبي الشقيق قد قال كلمته بجلاء أن العملية التطبيعية مرفوضةٌ وأن روادها غير مرحبٍ بهم على الأرض الليبية، ونسأل الله أن يكون رد الفعل الليبي المميز قد أجهض مشروع التطبيع في مهده، فثقتنا في الشعوب العربية عالية في تصحيح انحرافات حكوماتها وتصويب بوصلتها نحو القدس.
فلسطين اليوم