"الحرارة" ترفع سعر كيلوغرام الجوافة إلى 43 شيقلا

شهد السوق الفلسطيني ارتفاعا في أسعار الجوافة، التي نضجت مبكرا على غير عادتها هذا العام، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ليصل سعر الكيلوغرام الواحد من القطاف الأول من هذه الفاكهة إلى 43 شيقلا.

موسم قطاف ثمرة الجوافة، يبدأ مع نهاية آب/ أغسطس، ويستمر حتى منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر، لكن الظروف المناخية هذا العام أثرت في الثمار وأنضجتها مبكرا، ومن المتوقع أن يشهد الموسم كثافة في الإنتاج، بالتزامن مع موجات الحر التي تؤثر على البلاد.

"قلقيلية تتعرض كغيرها من المحافظات الأخرى لموجات حر شديدة، والتي وصلت في بعض الأيام إلى إلى 40 درجة مئوية، وبنسبة رطوبة بلغت 70%، ما ساهم في سرعة نضوج الجوافة، فالرطوبة العالية مدت أشجار الجوافة باحتياجاتها من الماء خلال الحر، وحجبت عنها التعرض للجفاف"، بحسب رئيس قسم البستنة بمديرية زراعة قلقيلية محمد عودة.

ويوضح عودة، "أن الحرارة زادت من حركة الهرمونات داخل الأشجار، ما زاد إفراز هرمون "الأثيلين"، وهو غاز يتكون نتيجة النشاط الحيوي في النبات، إذ يساعد في تمدد خلايا الأجزاء العلوية من ورق الأشجار، وتسبب في ظهور ظاهرة تدلي الورق (الذبول)، ما يسرّع معدل التنفس، وإنضاج الثمار مبكرا".

ويشير إلى أن ري المزارعين المتواصل لأشجارهم، ووفرة المياه في المحافظة، علاوة على خصوبة التربة وطبيعتها الخصبة، قد ساهمت أيضا في سرعة نضوج ثمار الجوافة، إذ تم بيع ما يقارب 200 كغم من الجوافة حتى الآن، بيد أن هناك توقعات بانتهاء موسمها قبل أوانه، بسبب كثافة الإنتاج في الفترات المقبلة.

أشجار الجوافة شبه استوائية، وتتميز أوراقها بأنها ذات شكل بيضاوي وهي نصف متساقطة، ومتقابلة، وهي تنمو حتى ارتفاع كبير قد يصل إلى حوالي 4 أمتار، وثمرتها ثلاثة أنواع: المصرية التي تمتاز بصلابة ثمرتها، ولها أشكال متعددة: كالآجاصي، والطويل، والدائري، والنوع الثاني "الغبرة"، وثمرتها ملساء، وأما الأخير ذو الطعم الحلو، والحجم الكبير المجعد، فهو ما يطلق عليه بـ"الشواطي".

وبحسب غرفة تجارة وزراعة وصناعة قلقيلية ممثلة برئيسها طارق شاور، فإن موسم الجوافة ينتظره التجار كل عام بفارغ الصبر، لما يحققه من انتعاش اقتصادي، ويدر دخلا ماديا يقترب من 56 مليون شيقل سنويا، منتجة مما يقارب سبعين ألف شجرة جوافة، منها 52500 شجرة تقع خلف جدار الفصل العنصري، بواقع 12 ألف طن سنويا، ويستفيد من الموسم نحو 800 عائلة، في حين تشغل ما يقارب 1000 من الأيدي العاملة سنويا.

وأوضح شاور، أن الحديث عن تصدير الجوافة ما زال مبكرا، فالتصدير يعتمد على الكميات المنتجة، وقدرتها على تغطية السوق المحلي، والفائض سيتم تصديره، ولن يتم السماح بكساد الثمار أو خرابها.

من جهته، قال عضو الجمعية التعاونية للتسويق الزراعي والري رامي الجدع، إن أساس الموسم قائم على التسويق، خاصة مع كثافة الإنتاج في المرحلة المقبلة، وتتم منذ الآن دراسة تنظيم أيام تسويقية مع الجهات المختصة، لجلب زوار من المحافظات كافة.

وتطرق الجدع إلى أهمية تنظيم أيام تسويقية لتعزيز صمود المزارع الفلسطيني بأرضه، وتشجيعه على مواصلة الزراعة، والمساهمة في إنعاش اقتصاد المحافظة.