أجرى أطباء مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله بالشراكة مع طبيب ألماني متطوع مع جمعية إغاثة أطفال فلسطين عملية قسطرة قلبية نوعية، والتي تعتبر الثامنة على مستوى العالم، لطفلة تبلغ من العمر 7 شهور من مدينة سلفيت في فلسطين.

تمكن الفريق الطبي الفلسطيني بإشراف د. رولا عواد، اختصاصية قلب الأطفال والقسطرة القلبية في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، من إجراء عملية زراعة جهاز "مقيد التدفق الرئوي" في كل من الشريان الرئوي الرئيسي الأيمن والأيسر عن طريق القسطرة التداخلية دون استخدام الجراحة بنجاح، وذلك بالتعاون مع البروفيسور ديتمر شرانتس، خبير القسطرة التداخلية المعروف عالمية من مستشفى فرانكفورت الجامعي في ألمانيا، ومتابعة استشاري جراحة قلب الأطفال د. نزار حجة والطواقم الطبية المتميزة في القسم. 

تقول د. رولا عواد إن الطفلة "لور" تعاني من قصور عضلة القلب الشديد، وتم إجراء الفحوصات الطبية الشاملة التي أكدت أن قصور العضلة الذي تعاني منها الطفلة خطير جدا ومن الممكن أن يؤدي للوفاة. 

وأشارت السيدة لبنى موسى، المدير التنفيذي لجمعية إغاثة أطفال فلسطين، أن الجمعية لم تتردد في دعم البعثة الطبية التطوعية للبروفيسور ديتمر شرانتس والذي جاء إلى فلسطين من أجل المساندة في إجراء هذه العملية النوعية، واضافت موسى أن الجمعية ترسل أكثر من 150 بعثة طبية تطوعية من جميع أنحاء العالم لإنقاذ حياة مئات الأطفال سنويا في مستشفيات القطاع الصحي العام في فلسطين، بالمجان.

بعد دخول لور إلى وحدة العناية القلبية الجديدة في مجمع فلسطين الطبي، تم إجراء عملية Transcatheter Pulmonary Artery Banding بنجاح، ولم تشهد الطفلة أي مضاعفات تذكر بعد العملية، ويتوقع الفريق الطبي تعافيها بالكامل خلال الأشهر القليلة المقبلة.

تعد هذه العملية "غير الجراحية" منقذة لحياة الطفل، حيث تجنبت الوصول لعملية زراعة القلب غير المتوفرة في المنظومة الصحية الفلسطينية، وتعد أكثر فاعلية وأمانًا للأطفال الصغار.

علقت د. عواد على هذا الإنجاز الطبي البارز: "نحن فخورون بتحقيق هذا الإنجاز الطبي المهم في فلسطين. إن هذه العملية الناجحة تمثل ثورة في عالم القسطرة التداخلية وستفتح آفاقًا جديدة للأطفال المحتاجين في المستقبل."

من الجدير ذكره أنه لم يكن بالإمكان إجراء هذا النوع من العمليات قبل افتتاح قسم الحاج أحمد أبو غزالة لعلاج وجراحة قلب الأطفال في مجمع فلسطين الطبي، والذي تم انشاؤه وافتتاحه مطلع هذا العام بتمويل كامل من متبرعي جمعية إغاثة أطفال فلسطين، ومنذ ذلك الحين تم تنفيذ مجموعة من العمليات النوعية في القسم على أن يتم تشغيله بكامل قدرته التشغيلية مطلع سبتمبر من هذا العام.

يعكس هذا الإنجاز الطبي التقدم الطبي الذي تحقق في فلسطين، والجهود الرامية إلى توفير الرعاية الصحية العالية للأطفال المحتاجين في المنطقة.