طالب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، القيادات الفلسطينية للتعاون مع الجيش لضبط الأمن في المخيمات في لبنان وأن تنهي ظاهرة الاشتباكات المتكررة رافضا محاولات استخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية.
جاء ذلك في بيان صدر عن مكتب ميقاتي في ضوء تسارع تطورات الاشتباكات في مخيم عين الحلوة في صيدا بجنوب لبنان بين عناصر من حركة فتح وناشطين إسلاميين ومقتل قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد في حركة فتح أبو أشرف العرموشي مع عدد من مرافقيه.
ورأى ميقاتي أن "توقيت الاشتباكات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة في الظرف الإقليمي والدولي الراهن، مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكررة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين".
ولفت إلى "تزامن الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية، وهو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها".
وأكد أن "الاشتباكات مرفوضة لعدة أسباب، أولها أنها تكرس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة وهذا أمر مرفوض بالمطلق ويتطلب قرارا صارما من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة".
واعتبر أن الاشتباكات تشكل ضربة في صميم القضية الفلسطينية التي سقط من أجلها الاف الشهداء وقدم لأجلها الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام في الوطن والشتات.
ودعا القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن إلى السلطات اللبنانية، لإعادة بسط الأمن والاستقرار داخل المخيم وفي محيطه، كما في سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان".
وطلب ميقاتي من الجيش والأجهزة الأمنية ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء.
وأكد ميقاتي على أن الحكومة جاهدة لتحسين ظروف عيش اللاجئين الفلسطيينين في لبنان عبر إقرار الاستراتيجية الوطنية للاجئين الفلسطينين، إلا أنه على كافة الجهات الفلسطينية المعنية أن تنهي ظاهرة الاشتباكات المتكررة.
وكانت تطورات الاشتباكات في مخيم عين الحلوة تسارعت وبلغت ذروتها بعد الظهر بتسجيل مقتل قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد في حركة فتح أبو أشرف العرموشي مع عدد من مرافقيه إثر تعرضهم لكمين مسلح في حي البساتين داخل المخيم.
وقد نعت حركة فتح في لبنان العرموشي وقالت إنه قضى و4 من رفاقه نتيجة كمين مسلح جراء الاشتباكات الدائرة في مخيم عين الحلوة، معاهدة بأننا لن نسمح بأن تمر هذه الجريمة الآثمة دون محاسبة مرتكبيها.
كذلك أعلن الجيش اللبناني في بيان عن سقوط قذيفة هاون داخل أحد المراكز العسكرية بالقرب من مخيم عين الحلوة ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح، فيما أقفل الجيش كل الطرق المحيطة بمخيم عين الحلوة في مدينة صيدا حرصا على سلامة المواطنين .
وذكرت الوكالة أن حصيلة الاشتباكات ارتفعت في حصيلة أولية إلى مقتل 6 أشخاص وجرح أكثر من 30 شخصا بعدما كانت قد اندلعت ليلا وأدت إلى مقتل شخص وإصابة 6 آخرين .
بدورها أعلنت وزارة الصحة في بيان أنه نظرا للأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة جرى إخلاء مستشفى صيدا الحكومي الواقع على تخوم المخيم وتوزيع المرضى على المستشفيات المجاورة.
ويشهد مخيم عين الحلوة، الذي يعد أحد أكبر المخميات الفلسطينية في لبنان، عمليات تفجير واغتيال واشتباكات مسلحة بين الحين والآخر على خلفية الصراع السياسي والسيطرة والنفوذ الأمني بين عدد من الفصائل والتنظيمات.