قناة عبرية: هكذا يتطور التهديد عندما لا يدخل الجيش جنين

رام الله الإخباري

قالت القناة 12 العبرية، يوم السبت، إن إطلاق صواريخ بدائية من جنين في شمالي الضفة الغربية المحتلة صوب مستوطنات مُحاذية يُشكل مصد قلق كبير في "إسرائيل"، داعية إلى عدم التهوين من ذلك واستذكار تجربة غزة التي بدأت بصواريخ مشابهة.

وذكر المراسل العسكري للصحيفة "شاي ليفي"، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن إطلاق صاروخين بدائيين من جنين بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي "يعني أن الجيش والشاباك ليس لديهما معلومات عن جميع مجمعات إنتاج الصواريخ هناك، وربما في مدن أخرى أيضًا".

وأشار إلى أنه "على الرغم من تقليل الكثيرين، بما في ذلك المؤسسة الأمنية، من خطر تلك الصواريخ، إلا أنه من الصعب عدم تذكر الطريقة المتشابهة للغاية التي تطور بها التهديد الصاروخي من قطاع غزة".

ولفت إلى أن الصواريخ الأولى التي أُطلقت من جنين كانت في 24 مايو/ أيار 2023 باتجاه مستوطنة "شاكيد"، وعثر الجيش على بقاياها، وادعى أنها كانت عبارة عن أسطوانة كرتونية بدون متفجرات.

وأضاف "ويبدو أنه تم إطلاق صاروخ آخر بعد ذلك، لكن الأهم كان في 26 يونيو/ حزيران عندما تم إطلاق صاروخين باتجاه مستوطنة في جلبوع".

وأوضح أن جيش الاحتلال عثر على قاذفات بهيكل معدني بسيط وبقايا صواريخ، وقال إنها: "وسيلة بدائية بدون متفجرات".

وأشار المحلل العسكري إلى أن جيش الاحتلال ذكر أن "أحد الصواريخ الأخيرة اجتاز مسافة 80 مترًا والآخر ثمانية أمتار، ولم يشكلوا خطرًا على أحد، لكن بعد أيام قليلة تبين أن تقرير الجيش غير دقيق، وعثر على بقايا صاروخ في مقبرة".

وتابع "ليفي"، "لا شك أن هذا الصاروخ بدائي، وهو ليس أكثر من أنبوب بمحرك في هذه المرحلة، لكن الجيش يدرك أن عمليات الإطلاق هذه هي لقطة من المرحلة الأولى لتطوير منظومة صواريخ في شمال الضفة".

وادّعى أن "تطوير المنظومة الصاروخية في الضفة يتم بمساعدة وثيقة من إيران وغزة، وهذا يعني تحويل الأموال والدعم بالمعرفة الفنية وتعليمات التشغيل وأكثر من ذلك".

وذكر المراسل العسكري أن مصادر في جيش الاحتلال تعتقد أن الصمت الإسرائيلي تجاه صواريخ جنين ستستخدمه الفصائل لتطويرها.

وأشار إلى أن قرار حكومة الاحتلال وقف اقتحام الجيش منطقة جنين- باستثناء "إحباط القنابل الموقوتة"- في المستقبل القريب "أمر محير".

وأوضح أن "الغرض من هذه الخطوة هو السماح للسلطة الفلسطينية باستعادة السيطرة على المنطقة؛ لأن المؤسسة الأمنية تدرك أن حجم الإرهاب في المناطق التي تسيطر عليها السلطة أقل"، على حد تعبيره.

وقال: "على الرغم من كل هذا، وخاصة محاولة التقليل من خطر تلك الصواريخ التي تم إطلاقها مؤخرًا من جنين، يجب علينا أن نتذكر كيف بدأ تهديد الصواريخ من غزة".

وأضاف "بسبب الانتفاضة بدأ الجيش بتحصين المستوطنات والقواعد العسكرية، وكانت الفصائل تبحث عن وسيلة للالتفاف على ذلك؛ فوجدت ضالتها في الصواريخ".

وتابع "رغم أنف الجيش والمخابرات بدأوا في تطوير الصواريخ وتم توثيق إطلاق صاروخ "قسام 1" في 16 أبريل/ نيسان 2001، أي قبل أربع سنوات من الانسحاب، وبعد ذلك تم إطلاق صواريخ باتجاه مستوطنات غوش قطيف وقواعد الجيش".

وذكر أنه "في البداية كان هناك نوع من الصدمة، لكن سرعان ما ظهرت أصوات كثيرة في النظامين السياسي والعسكري حاولت التقليل من حجم التهديد، وكان يُنظر إلى صواريخ القسام الأولى على أنها مصدر إزعاج وليس أكثر من ذلك".

وأشار "ليفي" إلى أن "صواريخ القسام الأولى كانت تصل لمدى 2-3 كم، ولم تكن بها متفجرات تقريبًا، وعندما سقطت على سديروت كان الموقف مشابهًا".

ولفت إلى أنه "في عام 2002 طورت حماس صواريخ القسام 2 التي وصل مداها إلى 8 كيلومترات وفي نهاية ذلك العام طورت وأطلقت صواريخ القسام 3 التي وصل مداها إلى 10 كيلومترات، وقُتل وجُرح إسرائيليون بسببها".

وخلُص تقرير المراسل العسكري للقناة 12 العبرية إلى أن "الضفة الغربية الآن في وضع مشابه لما كانت عليه غزة عام 2001".

وقال: "إنها مسألة وقت فقط حتى يتحول التهديد في الضفة إلى أمر يتوقفون عن الاستخفاف به".

ترجمة صفا