موجة حر غير مسبوقة تضرب أوروبا.. ووفيات في الولايات المتحدة

 بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق بدرجات الحرارة في سبع دول عربية، وارتفاع كبير تشهده الولايات المتحدة الأميركية، تستعد عدة دول بقارة أوروبا في غضون أيام، لأعلى درجات حرارة تصل إليها على الإطلاق.

وبعد أن أصدر خبراء الأرصاد الجوية تحذيرا من أن الحرارة الشديدة قد تصل إلى 48 درجة مئوية، مما يهدد البشر والماشية والمحاصيل، قد تتعرض أجزاء من أوروبا لأعلى درجات حرارة على الإطلاق الأسبوع المقبل.

وتقع القارة الأوروبية بالفعل في قبضة موجة حر شديدة سُميت بـ"سيربيروس" - أحد "حراس الجحيم" في الأساطير اليونانية – بعد أن انتقلت (الموجة) من الصحراء إلى جنوب أوروبا. 

ووفق ما ذكرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية، تسببت درجات الحرارة في حرائق غابات في كرواتيا، في حين سيكافح السياح والسكان المحليون للتكيف مع درجات حرارة تتعدى الـ45 درجة مئوية، في إسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا، في نهاية الأسبوع المقبل، حسب ما نقل موقع (سكاي نيوز) عربية.

في الوقت نفسه في بريطانيا، من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة حتى نهاية الأسبوع، إذ من غير المتوقع ان يكون لموجة "سيربيروس" أي تأثير على المملكة. ولا يتوقع مكتب الأرصاد الجوية أن تصل موجة الحر إلى المملكة المتحدة هذا الصيف.

في موقع (أكروبوليس) الأثري بالعاصمة اليونانية أثينا، اضطر عمال الإنقاذ إلى نقل سياح إلى سيارات الإسعاف، الخميس، مع ارتفاع درجات الحرارة. 

وتحدثت تقارير صحفية عن وفاة رسام شوارع بلغ من العمر (44 عاماً)، في لودي بإيطاليا، بسبب الحر، فيما غرق طفلان في مانفريدونيا الإيطالية، يوم الثلاثاء، يُعتقد بأنهما كانا يحاولان مواجهة الحر بالسباحة.

وحذر خبراء الأرصاد من أن موجة الحر القاتلة القادمة - التي سيُطلق عليها اسم "شارون" - من المقرر أن تبدأ بعد أيام فقط، لافتين إلى أن درجات الحرارة خلالها قد تحطم أرقاما قياسية في أوروبا. 

ووصلت درجات حرارة الأرض - مدى سخونة الأرض - في إسبانيا إلى ما يزيد عن 60 درجة مئوية في أجزاء من جنوب البلاد، يوم الخميس، مع تحذير وكالة الفضاء الأوروبية من أن الأسبوع المقبل قد يحطم الأرقام القياسية القارية. 

الوكالة قالت: "إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا تواجه جميعها موجة حرة كبيرة، حيث من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة إلى 48 درجة مئوية في جزيرتي صقلية وسردينيا، اللتين سجلت فيهما أعلى درجات حرارة على الإطلاق في أوروبا".

وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن الرقم القياسي لدرجات الحرارة، البالغ 48.8 درجة مئوية والذي تم تسجيله في إيطاليا في أغسطس 2021، قد يعود قريبا في جزيرتي صقلية وسردينيا الإيطاليتين. 

وتشهد الولايات المتحدة، خصوصا الولايات الجنوبية منها، حاليا موجة حر شديدة، الأمر الذي دفع السلطات إلى تحذير السكان من ممارسة أنشطة نهارية خارجية.

وشهد عشرات ملايين الأميركيين درجات حرارة مرتفعة بشكل خطير، أمس الجمعة، بسبب موجة الحر القوية، التي تمتد من كاليفورنيا غربا، وحتى أجزاء من فلوريدا شرقا، مرورا بولاية تكساس، فيما يُتوقع أن تبلغ ذروتها في نهاية الأسبوع الجاري.

ومنذ بداية الأسبوع تسود موجة حر الولايات الجنوبية الغربية الصحراوية، ما يمثل خطرا صحيا على كبار السن وعمال البناء والتوصيل والأشخاص المشردين، وفقا لفرانس برس.

في أريزونا، إحدى الولايات الأكثر تأثرا، باتت الحياة اليومية أشبه بسباق ضد أشعة الشمس، حيث سجلت مدينة فينيكس، عاصمة الولاية، أمس الجمعة حرارة فاقت الـ43 درجة لليوم الخامس عشر على التوالي، وفقا لمصلحة الأرصاد الأميركية.

وتسببت الحرارة الشديدة في إلغاء سلسلة حفلات كان مقررا أن تُقام في الفترة المسائية في نهاية كل أسبوع من الصيف في المدينة.

وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن "أشد فترات موجة الحر تبدأ" نهاية هذا الأسبوع، بحسب ما ذكرت (فرانس برس).

وتتوقع السلطات أن تتجاوز مدينة نيفادا الرقم القياسي لدرجات الحرارة غداً الأحد، فيما يحتمل أيضاً  أن يُسجّل وادي الموت الشهير، في ولاية كاليفورنيا وهو أحد أكثر الأماكن حرارة على وجه الأرض، أرقاما قياسية الأحد قد تلامس 54 درجة مئوية.

في نهاية الأسبوع الماضي، أدت درجات الحرارة المرتفعة إلى وفاة 10 مهاجرين على طول الحدود الأميركية مع المكسيك، وفقا لشرطة الحدود.

في تكساس، سجّلت مدينة إل "باسو" يوم الخميس حرارة فاقت الـ37.7 درجة مئوية لليوم الـ 27 .

وأعلن البيت الأبيض الثلاثاء تطوير "استراتيجية وطنية للحرارة". وقال الرئيس جو بايدن في بيان إن "ملايين الأميركيين يتأثرون بموجات حر قصوى تزداد شدتها وتواترها ومدتها بسبب التغير المناخي".