نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا مطولًا عن أضرار الإطارات والفرامل في السيارات على تلوث الهواء، وصحة الإنسان.
وبين التقرير، أن العلماء اكتشفوا في الآونة الأخيرة، أن الإطارات والفرامل البالية والمهترئة تتسبب في قدر مقلق من التلوث بالجسيمات، الذي قد يمثل مشكلة للبيئة وصحة الإنسان.
وثبت من خلال التقرير أن الإطارات والفرامل تنتج تلوثًا متزايدًا من الجسيمات من حيث الكتلة، أكثر من أنظمة عوادم السيارات، إذ إن بعض الجسيمات كبيرة بما يكفي لنراها بأعيننا، والبعض الآخر عبارة عن جسيمات دقيقة (تعرف باسم PM 2.5، بأقطار تصل إلى 2.5 ميكرون)، وجزيئات متناهية الصغر (تعرف باسم PM 0.1، بأقطار 100 نانومتر)، والتي يمكن أن تدخل عبر مجرى الدم وتضر بأعضاء جسم الإنسان.
ولفت التقرير إلى أن العلماء قالوا، إن المشكلة ستزداد سوءًا مع وضع مزيد من السيارات، بما في ذلك السيارات الكهربائية الثقيلة التي تزيد من الضغط على الإطارات على الطريق، والسيارات الكهربائية بسبب بطارياتها الكبيرة، التي تكون أثقل بنسبة 50 في المئة على الأقل من السيارات التي تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي، وسيؤدي إلى مزيد من التآكل للإطارات مما يسبب مزيدًا من التلوث.
وأشار التقرير إلى أن التلوث الذي تسببه الإطارات والفرامل قد يستمر دون رادع في المستقبل المنظور؛ لأنه لا يتم تنظيم انبعاثاتها، على عكس انبعاثات عادم السيارات.
وقال هيجونج جونج، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا، انبعاثات الإطارات والفرامل أصبحت مشكلة لسببن، الأول أنه لم يتم تنظيمها، والثاني أنه يمكن أن يكون تركيبها الكيميائي أكثر سمية، خاصة بالنسبة لـ"المواد الجسيمية" من المكابح، لأنها معدنية.
ولفت التقرير إلى أن إحدى الدراسات التي أجريت على طريقين سريعين بأمريكا في 2020 لمعرفة درجة الانبعاثات أظهرت أن الفرامل والإطارات شكلت 30% من PM 2.5، في حين شكلت انبعاثات العادم المرتبطة بالبنزين والديزل 19 % في الطريق الأول، أما في الطريق الثاني فقد شكلت الفرامل والإطارات 15% من تلوث PM 2.5، وهو نفس التلوث الناجم عن الغاز والديزل.
وأردف التقرير بأن التلوث الناجم عن الفرامل والإطارات ليس حميدًا، حيث وجدت الاختبارات التي أجرتها Emissions Analytics، وهي شركة استشارية هندسية مقرها في إنجلترا، أن الإطارات تنتج تلوثًا للجسيمات يزيد بمقدار 2000 مرة عن أنابيب العادم من حيث الكتلة، على الرغم من عدم تنظيم هذه الانبعاثات، إلا أنها تتجاوز حدود الجسيمات القانونية للعادم، بالإضافة إلى أن انبعاثات الإطارات والفرامل تتكون أيضًا من أكثر من 400 مركب من مختلف الأحجام والسمية.
وقال نيك مولدن، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، إن الاختبارات أظهرت أن هناك جسيمات كبيرة وأخرى متناهية الصغر في الإطارات والفرامل، مؤكدًا أنهم وجدوا جزيئات صغيرة تصل إلى 6 نانومترات، ويمكن استنشاقها، بالإضافة أن الإطارات تنبعث منها مواد مسرطنة.
وأضاف مولدن أنه من المرجح أن تكون المياه هي أكبر الوجهات لهذه الجسيمات، إذ تذهب هذه المواد إلى المصارف بعيدًا عن الطريق أو تتسرب عبر التربة.