قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن سويسرا والنمسا المعروفتين تقليديًا بتبني الحياد في سياستهما الخارجية، أظهرتا، عزمهما الانضمام إلى مبادرة بقيادة ألمانيا.
وتسعى المبادرة، التي تقودها ألمانيا، إلى تعزيز الدفاعات الجوية الأوروبية للتعامل مع التهديدات التي أفرزتها العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ووقعت كل من وزيرة الدفاع السويسرية، فيولا أمهيرد ونظيرتها النمساوية كلوديا تانر، مذكرة تفاهم بشأن الانضمام إلى المشروع الدفاعي الجوي المعروف باسم "سكاي شيلد" والذي يضم حتى الآن 17 دولة أوروبية أخرى، وذلك خلال اجتماع الوزيرتين مع نظيرهما الألماني، بوريس بيستوريوس، في العاصمة السويسرية برن، اليوم الجمعة.
وتهدف هذه المبادرة إلى تنسيق عملية شراء أنظمة الدفاع الجوي، وتعزيز التعاون في مجالات التدريب والبحث والخدمات اللوجستية، حيث حظيت المبادرة أيضًا بدعم من بريطانيا، والسويد، وفنلندا.
ونقلت الصحيفة عن وزيري الدفاع السويسري والألماني، الجمعة، قولهما إنهما يعتزمان أيضًا التعاون في مجال النقل الجوي الإستراتيجي.
وأشارت الصحيفة إلى أن سويسرا والنمسا نفتا أن يؤثر انضمامها إلى هذه المبادرة، بأي شكل من الأشكال، على موقفهما التقليدي المتمثل في حياد سياستهما الخارجية .
وقال بيان للحكومة السويسرية إن "من مصلحة سويسرا توجيه سياستها الأمنية والدفاعية بشكل أكثر اتساقًا نحو التعاون الدولي، وزيادة مساهماتها (الخارجية) ".
ابتعاد عن الحياد
لكن الصحيفة أشارت إلى أن هذه المشاركة السويسرية في المبادرة الدفاعية تمثل خطوة إضافية نحو التوافق بشكل أوثق مع جيرانها الأوروبيين منذ بدء العمليات الروسية في أوكرانيا، على الرغم من أن هذه الخطوة أثارت جدلاً حادًا داخل سويسرا مع منتقديها الذين يخشون أن تبتعد البلاد عن تقليدها المتمثل في الحياد الصارم.
وانضمت سويسرا إلى حملة العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا بعد حرب أوكرانيا، وأظهرت بوادر تخفيف موقفها بشأن السماح ببيع معدات دفاعية للدول التي تقدم الدعم العسكري لأوكرانيا.
وكانت سويسرا قد رفضت، العام الماضي، طلبات ألمانية ودنماركية لإعادة تصدير المركبات المدرعة والذخيرة السويسرية الصنع، لكن مجلس النواب في البرلمان السويسري عاد وصوَّت، الشهر الماضي، لصالح بيع دبابات ليوبارد التي خرجت من الخدمة إلى ألمانيا.
وبموجب شروط البيع المقترحة، التي لم تتم الموافقة عليها بعد، فإنه لا يمكن إرسال الدبابات إلى أوكرانيا على الرغم من أنه يمكن استخدامها لتحل محل الدبابات التي ترسلها ألمانيا من ممتلكاتها الخاصة.
وتروّج ألمانيا لمبادرة "سكاي شيلد " كحل سريع وفعال من حيث التكلفة لسد الثغرات في الدفاعات الجوية الأوروبية، وذلك من خلال شراء الأنظمة الجوية المتاحة الجاهزة من الولايات المتحدة أو الموردين الآخرين، وقد قامت برلين بالفعل بالإعلان عن عزمها شراء منظومة صواريخ أرو-3 الإسرائيلية الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النهج الذي تتبناه ألمانيا يواجه معارضة قوية من قبل كل من فرنسا وإيطاليا على وجه الخصوص، حيث تحرص الدولتان على تعزيز صناعاتهما الدفاعية وتطوير أنظمة من شأنها الإسهام في إبعاد أوروبا عن الاعتماد على الولايات المتحدة.
وكانت سويسرا قد اختارت تحديث سلاحها الجوي من خلال شراء طائرات إف -35 التي تصنعها شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية بدلاً من شراء المقاتلات الأوروبية المنافسة، ناهيك عن قيام سويسرا بشراء نظام صواريخ باتريوت الأمريكي.