شهدت جنين، خصوصاً المناطق المحيطة بمخيمها دماراً هائلة بالبنية التجتية بفعل الجرافات العسكرية الإسرائيلية.
وأعلنت بلدية جنين أن قوات الاحتلال تعمدت تدمير الخطوط الرئيسية لشبكات المياه، منشادة المواطنين بترشيد الاستهلاك.
وطال الدمار أيضاً خطوط الهاتف والكهرباء والشوارع، فيما قدرت الخسائر الأولية بعشرات ملايين الشواكل.
قال رئيس بلدية جنين نضال عبيدي إن إمدادات المياه إلى مخيم جنين وأجزاء واسعة من المدينة توقفت بصورة كاملة، بعد تدمير جرافات الاحتلال للبنية التحتية في الشوارع الرئيسة في المخيم، أثناء العدوان العسكري المستمر منذ فجر الإثنين.
وأوضح عبيدي في حديث لـ "الترا فلسطين" أن جرافات الاحتلال العسكرية دمّرت شبكات توزيع المياه والصرف الصحي وشبكة الكهرباء في مخيم جنين، الأمر الذي أدى إلى توقف بئر السعادة الذي يغذي المخيم وأجزاء كبيرة من المدينة عن العمل بصورة كاملة.
وبين عبيدي أن جنود الاحتلال تعمّدوا كذلك عن استهداف خزانات المياه الخاصة بالمواطنين، والموجودة على أسطح منازلهم، عبر إطلاق النار اتجاهها بصورة مباشرة، في محاولة لضرب كل مُقوِّمات الحياة داخل المخيم.
وأكد أن طواقم البلدية لا تستطيع التحرك على الأرض لإصلاح أو ترميم شبكات المياه التي لحقت بها أضرار كبيرة جدًا، نظرًا لاستهداف جنود الاحتلال لطواقم الإسعاف وكل شخص يتحرك على الأرض.
ودعا عبيدي المواطنين إلى ترشيد استهلاك ما يتوفر لديهم من مياه، إلى حين إيجاد حلول مؤقتة للأزمة.
وذكر أن تشغيل بئر السعادة من شأنه أن يزيد الأزمة لأن المياه التي ستخرج منه ستتدفق إلى الشوارع العامة بسبب تدمير شبكة المياه بالكامل. ولفت إلى أن تدمير شبكة المياه والكهرباء أحدث حالة من إرباك في البلدية، وحذّر من وقوع كارثة صحية في المخيم، حال استمرار هذه الحالة.
ولفت عبيدي إلى أن البلدية تحاول التغلب على الأزمة حال توقف العملية العسكرية بصورة مبدئية عبر توزيع المياه في المخيم من خلال خزانات متنقلة رغم أن عددها محدود.
وكانت طائرات الاحتلال قد استهدفت بالصواريخ عدة مواقع داخل مخيم جنين وعلى أطرافه.
وفي اعقاب عملية القصف، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات عسكرية مدرعة مدينة جنين من عدة محاور، وحاصرت مخيم جنين، وقطعت الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة على المخيم ونشرت قناصتها فوق اسطحها، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المخيم.
وتشهد سماء جنين ومخيمها تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال الإسرائيلي سواء "الاباتشي" او طائرات الاستطلاع.
وبحسب قناة ريشت كان العبرية، فإن الجيش الإسرائيلي أطلق على العملية اسم "بيت وحديقة".
وأشارت إلى أن العملية تم المصادقة عليها قبل 10 أيام، وتم تأجيلها لما بعد عيد الأضحى، وستستمر وفق الحاجة، وربما لمدة 72 ساعة.
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية ترافقها جرافات إلى محيط مخيم جنين، فيما واصلت استهداف منازل المواطنين وممتلكاتهم بالصواريخ واطلاق النار الكثيف، بعد ارغام مئات المواطنين في المخيم على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح.
وتشهد احياء المخيم خاصة حيي الدمج والحواشين مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، فيما تسمع بين فترة وأخرى أصوات انفجارات، وتشاهد ألسنة النيران وأعمدة الدخان تخرج من المنازل التي يستهدفها الاحتلال.
وتواصل قوات الاحتلال شن حملة مداهمات واسعة للمنازل الواقعة على أطراف المخيم وتقوم بالانتقال من منزل الى منزل عبر احداث ثقوب في جدرانها، فيما تشهد سماء مدينة جنين ومخيمها تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال، خاصة الطائرات المسيرة.