"إسرائيل" تطور قبة إلكترونية للتعقب عبر الذكاء الاصطناعي

أعلنت وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية "الشاباك"، تطوير برامج تجسس جديدة لمحاربة ما وصفته بـ "الإرهاب الداخلي"، أطلقت عليها اسم القبة الحديدية الإلكترونية، وفقا لما نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية.

وقال مدير الشاباك، رونين بار، إن "الذكاء الاصطناعي ساعد الوكالة على تحديد عدد كبير من التهديدات"، مؤكدا أن هذه التكنولوجيا ستكون حاسمة في إنقاذ الأرواح مثل نظام القبة الحديدية الذي يحمي إسرائيل من آلاف الصواريخ.

وأضاف بار في مؤتمر أسبوع الإنترنت الذي استضافته جامعة تل أبيب: "نرى ما يحدث في أعماق الشبكة جيدًا كأعمال التجسس والإرهاب والتحريض والنفوذ الأجنبي".

وتابع "الشبكة، مثل أعشاش الإرهابيين في جنين وأنفاق الإرهاب في غزة، ليست مكانا آمنا لأعدائنا القبة الحديدية التي يطورها الشاباك في الفضاء الإلكتروني تتخذ بالفعل خطواتها الأولى ".

من جانبه، أوضح المحلل الاستخباراتي المستقل في إسرائيل رونين سولومون، أن الذكاء الاصطناعي سيسرع بشكل كبير في جمع المعلومات الاستخبارية

ونقلت صحيفة "التايمز" عن سولومون قوله: " إذا كنت ترغب في جمع كل هذه المعلومات مع البشر، فسوف يستغرق الأمر وقتًا طويلًا - قسم واحد يقوم بالاستماع، وآخر يقوم بتحليل مكتوب".

ومع تطور الذكاء الاصطناعي، يمكن لجميع الأقسام التحدث بنفس لغة الشفرة ويعرف الكمبيوتر كيفية أخذ جميع المعلومات من قاعدة بيانات ضخمة وربطها بهدف مثير للاهتمام وإنشاء أنماط وتنبيهات."

ورغم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعمل بشكل جيد مع القياسات الحيوية مثل التعرف على الوجه، وكذلك مع المواقع الجغرافية ومراقبة صور الأقمار الاصطناعية، كما هو الحال عند تتبع التغييرات في موقع نووي محتمل، فقد حذر الخبراء من حدوده.

وقال رئيس سابق للمخابرات الإسرائيلية "الموساد"، تحدث لصحيفة "التايمز" شريطة عدم الكشف عن هويته: " لقد أحدثت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال مكافحة الإرهاب".

وأضاف "لكن من المهم الاعتراف بأن الذكاء الاصطناعي ما زال يواجه قيودا عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الإرهابيين الذين يعملون بشكل مستقل ولا ينتمون إلى أي منظمة إرهابية على عكس الجماعات الإرهابية المنظمة التي غالبًا ما تترك بصمات رقمية وتعرض أنماطًا يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي اكتشافها".

وتابع "قد تتصرف (الذئاب المنفردة) بشكل عفوي ودون أي اتصال مسبق، قد تكون أفعالهم مدفوعة بالمظالم الشخصية أو الأيديولوجيات المتطرفة أو قضايا الصحة العقلية، الأمر الذي يجعل من الصعب على الذكاء الاصطناعي توقع هجماتهم أو منعها".

وأردف قائلا: "بدون تفاعلات أو اتصالات صريحة عبر الإنترنت بالشبكات المراقبة، تجد خوارزميات الذكاء الاصطناعي صعوبة في جمع المعلومات ذات الصلة وإنشاء تقييمات دقيقة للتهديدات في الوقت الفعلي".

وقال رئيس "الموساد" السابق، إن "المحللين البشر يمكنهم تفسير الإشارات الدقيقة والتغيرات السلوكية والمعلومات السياقية التي قد لا تكون واضحة من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي".

وحذر من أن الخلايا الإرهابية قد تطور إجراءات مضادة؛ بما في ذلك العودة إلى الاتصالات منخفضة التكنولوجيا، مما يجعل من الصعب على خوارزميات الذكاء الاصطناعي اكتشاف ومراقبة أنشطتها بشكل فعال.

وسيكون التنظيم هو المفتاح، نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه تقليد شخص ما من خلال صوته وصورته، والتلاعب بالبيانات، فهناك مخاطر واضحة على تطبيقه وثروة من الانتهاكات المحتملة.

كما دعا بار هذا الأسبوع إلى أن تشمل اللوائح مراجعة القوانين المتعلقة بالشاباك، بالإضافة إلى إعادة تعريف السرية الرسمية