نفت رباب الصدر، شقيقة الزعيم الشيعي، موسى الصدر، التصريحات المنسوبة إليها، في كتاب (Beyrouth Sentimental) للكاتب دانيال روندو، حول قضية اختفاء أخيها، موسى الصدر، وعلاقة الرئيس الراحل ياسر عرفات بقضية الاختفاء، لافتةً إلى عمق القضية الفلسطينية في فكر ومواقف الإمام الصدر.
وقالت رباب الصدر إننا "فوجئنا بما ورد في كتاب (Beyrouth Sentimental) الصادر حديثاً عن الأكاديمي والديبلوماسي الفرنسي دانيال روندو، ونقلته صحيفة (الأخبار) اللبنانية، من كلام خطير منسوب إلينا بما خصّ قضية إخفاء الإمام موسى الصدر وأخويه في ليبيا".
وتابعت القول خلال ردّ لها نشرته صحيفة (الأخبار) اللبنانية: "نُقَدِّرُ جداً الكاتب المحترم دانيال روندو، فإننا نأسف لهذا الالتباس الحاصل إن لناحية سلامة الإمام وأخويه، أو لناحية توجيه اتهام الخطف وحجز الحرية إلى غير معمر القذافي ونظامه وفلوله".
وأكدت على أن "ثوابت عائلة الإمام في متابعة جريمة خطف الإمام وأخويه وقضية تحريرهم وعودتهم سالمين لم تتغير منذ 45 عاماً، كُنتُ فيها إحدى حارسات هذه القضية المقدّسة".
وشددت على أنه "لا بد من التذكير بعمق حضور القضية الفلسطينية في فكر الإمام الصدر ووجدانه وعمله، وجميع مواقفه وكلماته وأفعاله لحماية المقاومة الفلسطينية شواهد على عدم صحة ما يخالف ذلك".
وأوضحت أن "الإمام خاطب أخاه أبا عمار في قاعة الأونيسكو في 23 أيار 1976 قائلاً "لو وقفتَ في الساحة يوماً ما، وتكاثرت عليك الأعداء وتآمر عليك الشرق والغرب فستجدنا وراءك وإلى يمينك وإلى شمالك، نحملك ونضعك في قلوبنا ونحمي أقدامك الجريحة وأياديك المرهقة وجباهك المتعبة، نحن سنقف إلى جانبك لا بحولنا وقوّتنا بل بحول الله وقوته. سنقف ننصرك بالقلب وبالعقل وفي يدنا سيف محمد، وسيف علي، وفي يدنا درة المسيح وإلى جانبنا دماء كربلا!".
وأشارت رباب الصدر إلى أن "عدالة قضية الإمام وأخويه المقدّسة تفرض علينا جميعاً أن نهب لنصرتها واحترام قواعد التعامل مع جرائم الخطف دون زيادة أو نقصان، وبإذن الله لن نهدأ ولن نستكين حتى تحريرهم وعودتهم سالمين".
وكانت سهى عرفات، أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات، قد نفت في تصريحات خاصة لـ "دنيا الوطن"، اتهامات وردت على لسان شقيقة الزعيم الشيعي المختفي، موسى الصدر، حول علاقة الرئيس عرفات بقضية اختفاء أخيها، مطالبة إياها بالاعتذار والتراجع الفوري عن هذه التصريحات.
واختفى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في العراق، موسى الصدر، واثنين من مساعديه، في ظروف غامضة، عام 1978.
وفي كتاب (Beyrouth sentimental)، الصادر في آيار/مايو الماضي، للدبلوماسي والأكاديمي الفرنسي دانيال روندو، اتهمت رباب الصدر، شقيقة موسى الصدر، الرئيس عرفات والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بخطف وإخفاء شقيقها في ليبيا.
ونقل روندو عن شقيقة موسى الصدر قولها في الكتاب: "لقد كنا عائلة متدينة منذ 1000 عام، وكنا دائما منفتحين على الديانات الأخرى. عارض أخي العنف وقام بإطلاق حملة من أجل السلام".
وأضافت أن موسى الصدر "أزعج الكثير من الناس، لذا أعتقد الآن أنه قُتل. لقد أراد العديد من رؤساء الدول العربية التخلص منه. أنا على قناعة تامة بأن هناك مؤامرة بين القذافي وياسر عرفات".
وتقول شقيقة الصدر وفق ما جاء في الكتاب: "عرفات في رأيي مسؤول عن خطف الإمام. ربما طلب من القذافي إعدامه". ويضيف على لسانها "مع اختفائه لم يكن الشيعة فقط هم من فقدوا زعيما روحيا وسياسيا".
بدورها قالت سهى عرفات في تصريحات خاصة لـ "دنيا الوطن": "عندما قرأت هذا الكتاب استغربت من التصريحات الخطيرة التي جاء بها على لسان السيدة رباب الصدر".
وأكدت بأن هذه التصريحات "مرفوضة جملة وتفصيلاً وخلال الـ 40 عاماً الأخيرة لم أسمع من قريب أو بعيد عن أي علاقة للرئيس عرفات بقضية اختفاء موسى الصدر".
وأكدت سهى عرفات بأن "الزعيم الفلسطيني الراحل كان لديه علاقات قوية مع الشيعة وإيران وهو من درّب وفَتَح مخيمات التدريب لكل أخوتنا الشيعة من حركة أمل ومن (حزب الله)".
وأضافت: بأن "قياداتهم تعترف بفضل الرئيس عرفات فيما يتعلق بالتدريب وإمدادهم بالسلاح والعتاد والمال وهذا لا يمكن أن يتم إخفاؤه".
وطالبت أرملة الرئيس عرفات باسم عائلة أبو عمار، السيدة رباب الصدر بالتراجع الفوري عن هذه التصريحات والاعتذار، و"في حال أنها كانت متأكدة عليها الإثبات بالدلائل والقرائن".
وحذرت عرفات من أن هذا الموضوع يمكن أن يؤدي إلى فتنة في المخيمات الفلسطينية، وتهجير للفلسطينيين، خاصة وأن هناك علاقة قوية تربطنا بالشيعة.
وأكدت عرفات أن هذه التصريحات لها هدف وهو التضليل، وأجدد مطالبتي للسيدة رباب الصدر بالاعتذار والتراجع الفوري عن هذه التصريحات.
يشار إلى أن موسى الصدر، مؤسس حركة "أمل" اللبنانية عام 1974، ولد في مدينة قم الإيرانية عام 1928، قبل أن يغادر إلى مدينة النجف العراقية، لإكمال دراساته الدينية العليا.
عاد الصدر إلى إيران بعد الإطاحة بالحكم الملكي في العراق. وكان آخر ظهور له في ليبيا التي زارها مع اثنين من مساعديه في 25 آب/أغسطس 1978 لعقد اجتماع مع القذافي.
وشوهد الصدر ومساعداه للمرة الأخيرة، يوم 31 آب/أغسطس 1978، قبل أن يختفوا تماما بشكل غامض، ليظل مصيرهم مجهولاً إلى اليوم.