رام الله الإخباري
استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في عملية إطلاق نار نفذت قرب مستوطنة "عيلي" وسط الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين وإصابة أربعة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.
والشهيد هو مهند فالح شحادة (26 عاما) من بلدة عوريف. ووفقا للتقارير الإسرائيلية فإن العملية نفذت بواسطة شخصين أو ثلاثة. وبحسب التقارير الأولية فإن باستثناء شهادة، نجح الآخران بالانسحاب من المكان باتجاه مدينة نابلس.
وعُلم أن العملية نفذت في محطة وقود في شارع رقم 60 قرب مستوطنة "عيلي". ونشرت قوات الاحتلال قواتها في المنطقة وأغلقت مقاطع من شارع رقم 60 ونصبت حواجز عسكرية على مداخل مدينة نابلس.
وفي حين شرعت قوات الاحتلال بعمليات بحث عن "آخرين" شاركوا في تنفيذ العملية، طالبت الجبهة الداخلية للاحتلال المستوطنين في "عيلي" بالاحتماء داخل المنازل وعدم مغادرتها.
ويعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية في أعقاب العملية، وأفاد بيان صدر عن مكتبه بأنه يتلقى تقارير ميدانية حول تفاصيل العملية التي وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بـ"الصعبة".
كما أعلن وزير جيش الاحتلال، يوآف غالانت، عقد جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية، مساء اليوم، بمشاركة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار، بالإضافة إلى كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية.
وذكرت التقارير الإسرائيلية أن الشبهات تشير إلى أن العملية نفذت بواسطة شخصين، أحدهما انسحب من المكان، في حين جرى "تحييد" الآخر؛ وأظهرت صورة متداولة من موقع العملية، شابا ملقى على الأرض وإلى جواره بندقية من طراز "إم 16".
وجاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال أن العملية نفذت بواسطة "عدد من المخربين"، على حد تعبيره، جرى "تحييد أحدهم، وشرعت قوات الجيش في ملاحقة مشتبه بهم إضافيين". وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية استشهاد أحد منفذي العملية.
وفي وقت سابق، ذكرت طواقم "نجمة داوود الحمراء"، أن عدد الإصابات ارتفعت إلى 8، من بينها أربعة بحالات تتراوح بين خطيرة وحرجة. وذكرت أنها نقلت شابين بحالة خطيرة إلى مستشفى "شعاري تيسيدك" (20 عاما) و"بيلنسون" (38 عاما).
وعملت الطواقم على تقديم العلاج الميداني لـ4 مصابين فاقدي الوعي قبل الإعلان عن مقتلهم. وبالإضافة إلى القتلى الأربعة، أكدت "نجمة داوود الحمراء" إصابة 4 آخرين بينهم شحص بحالة خطيرة و3 بحالة بين متوسطة وطفيفة.
وأغلقت قوات الاحتلال شارع رقم 60 في كلا الاتجاهين، وأصدرت تحذيرات لمستوطني "عيلي" وطالبتهم بالامتناع عن مغادرة المنازل، وإغلاق النوافذ والأبواب، في ظل الشبهات التي تشير إلى أن أحد منفذي العملية تسلل إلى المستوطنة.
وقالت قيادة الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال، في بيان، مخاطبة المستوطنين في "عيلي"، "لا تغادروا المنازل حتى تلقي إخطار بنهاية الحدث. الحركة في المنطقة محظورة والدخول إليها محظور حتى إشعار آخر".
وبحسب جيش الاحتلال، فإن فلسطينيين وصلوا إلى محطة وقود بالقرب من مستوطنة عيلي وأطلقوا النار، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة عدد آخر من المدنيين"، وأضاف أن مستوطنا كان في الموقع "قام بتحييد أحد الفلسطينيين".
وأضاف جيش الاحتلال أن قواته "تواصل ملاحقة مشتبه بهم آخرين ونصبوا حواجز في المنطقة". في حين ذكرت تقارير إسرائيلية أن الحقيقات الأولية تشير إلى منفذين اثنين، وصلا بسيارة شيفروليه سوداء إلى كشك الحراسة في المستوطنة.
وبحسب التقارير، قام المنفذان بإطلاق النار على حارس المستوطنة، ثم تقدما إلى محطة الوقود المجاورة واستهدافا شخصين، قبل أن يدخل أحدهما إلى مطعم حمص في محطة الوقود، ويطلق النار على عدد من الأشخاص تواجدوا فيه.
وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن أحد المنفذين انسحب من المكان بواسطة مركبة قادها باتجاه مدينة نابلس. في حين أشارت وسائل إعلام أخرى إلى أن العملية نفذت بواسطة ثلاثة أشخاص، انسحب اثنان منهما "بسيارة مسيروقة" إلى نابلس.
وكان الوزير في وزارة الجيش الإسرائيلية، بتسلئيل سموتريتش، قد أعلن أنه قرر التوجه إلى موقع العملية، قبل أن يتراجع عن قراره "استجابة لطلب من الأجهزة الأمنية، تفاديا لتشتيت جهود القوات الأمنية وإلحاق الضرر بجهود المطاردة".
عرب 48