شهد جنوب غربي العاصمة السودانية الخرطوم إطلاق نار متقطع بأسلحة خفيفة صباح اليوم الثلاثاء، واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بخرق الهدنة التي بدأت صباح الأحد لمدة 72 ساعة.
وقال الجيش السوداني في بيان إن قوات الدعم السريع خرقت الهدنة وهاجمت منطقة طويلة بولاية شمال دارفور غربي البلاد وقتلت 7 مواطنين من المنطقة وجرحت آخرين، ما أجبرهم على النزوح إلى مقر القوات المسلحة.
وأضاف أن قوات الدعم ارتكبت ما وصفها "بانتهاكات جسيمة" بحق مواطني المنطقة على مدى يومين، تضمنت قتل 15 شخصا وجرح عشرات من المدنيين العزل، بجانب حرق السوق ونهب عدد كبير من المتاجر وتشريد مئات من مواطني المنطقة، بحسب بيان الجيش.
من جانبه، عبر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، في بيان نشره على صفحته في فيسبوك عن ثقته بانفراج الأوضاع بزوال من وصفهم بـ"الطغمة الفاسدة" التي قال إنها "وراء إشعال الحرب وتأجيج الصراعات القلبية في دارفور من أجل استمرار الهيمنة والتحكم".
وأعرب حميدتي في البيان عن شكره لدولة تشاد ورئيس المجلس الانتقالي محمد إدريس ديبي، لاستقبالهم اللاجئين السودانيين.
في الأثناء، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن السودان "يغرق في الموت والدمار بسرعة غير مسبوقة" وحث دول الجوار على حماية المدنيين وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية.
ودخلت هدنة جديدة حيز التنفيذ، الأحد، بعد عدة أيام من القصف المتواصل، التزم خلالها الطرفان المتنازعان بتسهيل مرور المساعدات الإنسانية.
وكان مدير المجلس النرويجي للاجئين بالسودان ويليام كارتر قد أعلن، أن أغلب المنظمات غير الحكومية لا تزال تنتظر تأشيرات الدخول لتقديم الغوث للسكان.
يأتي ذلك، فيما تعهد مانحون دوليون الإثنين بتقديم مساعدات إنسانية للسودان والمنطقة بقيمة تقترب من 1.5 مليار دولار، استجابة لمناشدة الأمم المتحدة زيادة المساعدات وسط صراع أجبر نحو 2.2 مليون شخص على ترك ديارهم.
ويشمل ذلك 200 مليون يورو (218 مليون دولار) من ألمانيا حتى عام 2024، و171 مليون دولار من الولايات المتحدة، و190 ميلون يورو من الاتحاد الأوروبي، و50 مليون دولار من قطر.
وتسبب النزاع منذ اندلاعه في 15 نيسان/أبريل، بمقتل أكثر من 2000 شخص، وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.
كذلك، تسببت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفا منهم إلى دول الجوار، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان وعددهم نحو 45 مليونا، للمساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع النزاع.