رام الله الإخباري
أحيت مؤسسة ياسر عرفات، اليوم الأحد، ذكرى ميلاد القائد الوطني الكبير حيدر محيي الدين عبد الشافي، ضمن برنامج "في الذاكرة الوطنية- رفاق الدرب"، في قاعة المنتدى بمتحف ياسر عرفات.
وشارك في الندوة، التي تطرقت إلى شخصية عبد الشافي وأبرز محطات حياته السياسية والاجتماعية، أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح.
وقال مدير عام مؤسسة ياسر عرفات أحمد صبح، إن الراحل عبد الشافي قامة وطنية نفتخر بها، وتميز بتبدل عطائه بين الطبيب والسياسي، وساعدته تلك المهنة في القرب من الشعب وسماع همومهم، وأسس جمعية طبية في غزة عام 1945، وعاد ليتخصص في الولايات المتحدة.
ولفت الى أن عبد الشافي علمنا ميزة الرقي في فن الاختلاف للوطن، فكان مثالا للموقف الوطني الملتزم والمنضبط، وإحياء ميلاده انحناء وتقدير لذكرى رجل كبير وقائد وطني مميز، ولم يكن أبدًا إلا فلسطينيًا حتى النخاع، ووطنيًا جامعًا حتى لحظاته الأخيرة.
بدوره، قال أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، إنه من الصعب الحديث عن قامة وطنية كبيرة كحيدر عبد الشافي، ومثلت حياته تاريخ مرحلة كاملة في حياة الشعب الفلسطيني، وتميز منذ كان طالبا، وطبيبًا، وسياسيا بانحيازه للفقراء والمهمشين، وانتمائه التام للقضية الفلسطينية، إضافة لتميزه بالنزاهة، والنقاء السياسي بعيدا عن المناورات في العلاقات السياسية، ورفضه للتعصب الحزبي، وإخلاصه بالعمل من أجل الوحدة الوطنية حتى صار اسمه مقرونا بذلك.
وأضاف: لقد خاض النضال الوطني ومارس مهنة الطب، وأثبت أن القائد السياسي يستطيع أن يكون مهنيا بالفعل، آملا أن تدرس الأجيال الشابة مسيرة وحياة وأفكار الراحل، لأنها تمثل مرحلة كاملة وحاسمة في حياة الشعب الفلسطيني.
وفي ذات السياق، قال سفير دولة فلسطين لدى النمسا صلاح عبد الشافي نجل الراحل، إن والدي كان قريبًا من الناس، ويمقت ما يبعده عنهم على اختلاف ألوانهم السياسية، وبحكم عمله كان على تماس مباشر مع هموم ومشاكل الناس، وهو ما جعله ينخرط في العمل السياسي تحت مبدأ خدمة المواطنين، وتلبية احتياجاتهم.
وتخلل الحفل معرض صور من الذاكرة الوطنية للقائد الراحل عبد الشافي.
وحيدر محيي الدين عبد الشافي ولد في العاشر من حزيران عام 1919، وهو طبيب وسياسي فلسطيني، رأس وفد فلسطين المفاوض إلى مدريد. و اختير عام 1962 رئيسا للسلطة التشريعية للقطاع حتى عام 1964.
بعد احتلال إسرائيل لغزة عام 1967 عمل كطبيب متطوع في مستشفى الشفاء بالقطاع، واعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة تأييد سياسات أحمد الشقيري زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسها، وتم نفيه إلى نخل (سيناء) بوسط شبه جزيرة سيناء لمدة ثلاثة أشهر، ومن ثم إلى لبنان في الثاني عشر من كانون أول 1970، مع خمسة من الزعماء الوطنيين.
وانتخب عام 1996 عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني بأعلى الأصوات، واختير لرئاسة اللجنة السياسية في المجلس، كما أسس مع مصطفى البرغوثي وإبراهيم الدقاق والراحل إدوارد سعيد وخمسمائة شخصية فلسطينية حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية عام 2002 وتولى مهمة أمينها العام.
توفي عبد الشافي في الرابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2007 وهو في الثامنة والثمانين.
وفا