ما أسباب وأهداف الهجوم الإسرائيلي المتكرر على سوريا؟

زادت حدة الاستهدافات العسكرية الإسرائيلية، مؤخراً، على عدة مناطق سورية، وتنوعت بين دمشق وحلب وحمص وغيرها، فيما تُثار تساؤلات عن أسباب إسرائيل وأهدافها من قصفها المتكرر على سوريا، وآخرها قصف مطار حلب، مساء الاثنين، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة آخرين.

ويقول المحلل السياسي السوري البارز الدكتور كمال الجفا إن "إسرائيل ضاعفت من حدة الاستهدافات داخل الأراضي السورية، وتوسعت مروحة الأهداف بشكل أفقي وعمودي".

ويضيف: "كانت إسرائيل سابقاً تتذرع بأنها تستهدف مواقع أو مقرات أو تشكيلات أو شخصيات تابعة لإيران أو لحزب الله، ولكن الواقع الميداني لا يشير إلى ذلك، بل هناك أهداف محددة تعمل عليها وبشكل مدروس خلال السنوات العشر الماضية".

ويوضح الجفا، وهو خبير عسكري واستراتيجي، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "زيادة وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية ترتبط بعدة أهداف وحسابات داخلية وخارجية.

واستهدفت إسرائيل، في عملياتها الأخيرة، مواقع تابعة للجيش السوري، ومحطات رادار، ومنظومات دفاع جوي، ومواقع يستخدمها حلفاء سوريا أو تتمركز فيها قوات حليفة لسوريا.

وبحسب الجفا، "تتضمن الأهداف الإسرائيلية مواقع للجيش السوري، والقوات الرديفة، ومنظومات دفاع جوي، وكل ما يتعلق بالتواجد الإيراني حسب التصنيف الإسرائيلي، إن كان حزب الله أو إيران".

ويوضح: "إسرائيل شنّت خلال سنوات الحرب مئات الضربات الجوية التي طالت مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة".

ويستطرد الجفا: "لكن إسرائيل تشير بشكل غير مباشر إلى مسؤوليتها عن هذه الاستهدافات، وتكرر بأنها ستواصل التصدي لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا".

ويوجز الجفا أسباب هذه الاستهدافات: "الهجمات الإسرائيلية بالمفهوم الإسرائيلي تدل على رغبة تل أبيب في توجيه رسائل للداخل الإسرائيلي رغم الأزمات التي تمر بها، وهي أن إسرائيل قادرة على حماية حدودها وتوفير الأمن لشعبها".

كما يعدد الدكتور كمال الجفا أسباب القصف الإسرائيلي وفقاً لما يلي:

-السعي لاستمرار الوضع الأمني غير المستقر والمضطرب في سوريا، واستمرار الاقتتال الداخلي والحرب في مناطق التوتر.

-السعي لمنع تعافي الجيش السوري، ومنع إعادة بناء منظومات الدفاع الجوي، التي انتُهكت خلال السنوات السابقة.

-السعي لمنع تموضع قوات حليفة لسوريا محسوبة على إيران وحزب الله.

-السعي لمنع إعادة بناء توازن استراتيجي بين سورية وحلفائها مع إسرائيل.

-السعي لمنع بناء خطوط دفاع قوية عن العاصمة أو وسط سوريا أو الساحل، وخاصة تركيب منظومات دفاع جوية حديثة.