على وقع الترتيبات والتحركات المتسارعة التي يشهدها الملف اليمني مؤخرًا، ارتفع سقف طموحات اليمنيين، في الوصول إلى عملية سلام شاملة تنهي الحرب التي يشهدها البلد منذ أكثر من 9 سنوات.
وفي ظل الجهود الدولية المكثّفة، التقى مساء أمس الأحد، الوفدان السعودي والعماني اللذان يزوران العاصمة صنعاء، برئيس "المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، مهدي المشاط، في لقاء هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين منذ العام 2014، لبحث الوصول إلى اتفاق هدنة جديدة، تمهيدًا لانطلاق حوار سياسي شامل ينهي أزمة اليمن.
وعلى الرغم من تعثّر جميع جولات التفاوض بين الأطراف اليمنية، على مدى السنوات الماضية، إلا أن مؤشرات نجاحها هذه المرة تبدو أكثر من سابقاتها، وسط حالة التقارب بين المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفًا عربيًا لدعم الحكومة الشرعية في اليمن، وإيران الداعمة للحوثيين، واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد محادثات شهدتها العاصمة الصينية بكين، الشهر الماضي.
ويقول وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أسامة الشرمي، في حديث خاص لـ"إرم نيوز"، إن خطة السلام الشاملة التي تعتزم الأطراف اليمنية الانخراط فيها، "هي خطة أعدتها الأمم المتحدة منذ نيسان/إبريل من العام الماضي، إلا أن المستجدّ هذه المرة، هو الاتفاق ما بين الأشقاء في المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، التي تعدّ الداعم الأول ليمليشيات الحوثيين".
ويرى الشرمي، أن الضمان الوحيد لالتزام الحوثيين وانخراطهم في عملية سياسية شاملة، مرتبط بإيران ومدى جدّيتها في تنفيذ اتفاقها مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، "ودون هذا، لا يوجد أي ضمان حقيقي".
مؤكدًا أن أمام اليمنيين حاليًا، فرصة جادّة وحقيقية واستثنائية للسلام، خصوصًا وأن هذه المرة "اتفق اللاعب الإقليمي في الحرب اليمنية، التي طالما عُدت أنها حرب بالوكالة تخوضها إيران على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، ولذلك عندما يتفق الأشقاء مع إيران، تصبح هذه الحرب بدون محرك رئيسي، وبالتالي فإن على اليمنيين معالجة التداعيات والانقسام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي حصل خلال الفترة الماضية".
ورحبت الحكومة اليمنية، اليوم الاثنين، بالجهود الاستثنائية التي تبذلها السعودية لجمع الأطراف والمكونات اليمنية للحوار، بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي شامل، يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني في بيان نشره على تويتر، إن تحقيق التقدم في مسار الحل السلمي للأزمة هو "انتصار للشرعية الدستورية والتحالف، كونه يكرّس نهجنا في الوصول إلى السلام، مقابل محاولات إدامة النزاع والأزمة والإتجار من الحرب، خصوصًا في ظل التطورات الإيجابية الأخيرة في المنطقة، وأهمها الاتفاق السعودي الإيراني، حيث باتت الأجواء مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق السلام".
ويترقب اليمنيون بحذر بالغ، نتائج المناقشات الجارية ترقبًا لإعلان التوصّل إلى تفاهمات في مختلف الملفات اليمنية، تنهي الحرب ومعاناة الأزمة الإنسانية "الأسوأ في العالم" وفق الأمم المتحدة.
وقال الصحفي أحمد الحاج، في تغريدة على تويتر، إن السلام حتى وإن كان "ناقصًا ولا يمثل تطلعات اليمنيين كافة"، إلا أن المهم هو عودة الاستقرار ولو إلى حين، "لكن الأهم فتح الطرقات وحرية تنقل اليمنيين والإفراج عن بقية الأسرى والمعتقلين، وإعادة المخفيين قسرا، وصرف المرتبات، في هذه الفترة الحرجة حتى تستعبد الناس أنفاسها".
فيما يقول مدير المركز الإعلامي لقوات "ألوية العمالقة الجنوبية"، الموالية للحكومة اليمنية، أصيل السقلدي، في تغريدته، إنه "من السهل توقيع الحوثيين على مبادرات السلام لكنهم ينقضون العهود قبل أن يجف حبر توقيعهم، سبق وأن وقعوا على العشرات من اتفاقيات السلام ونقضوها كلها ولم يكونوا أوفياء ولو لمرة واحدة".