تظاهرات في تل أبيب واحتجاجات ببرلين.. نتنياهو يزور ألمانيا

يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إلى العاصمة الألمانية برلين على وقع انتقادات سبقت وصوله.

ومن المتوقع أن يسمع نتنياهو هذه الانتقادات مباشرة من المسؤولين الألمان وتنصب حول برنامح حكومته للإصلاح القضائي المثير للجدل.

وسبقت وصول نتنياهو انتقادات رسمية أطلقها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، على نحو لم تعتده السياسة الألمانية تجاه تل أبيب.

وتحدث شتاينماير، نهاية الاسبوع الماضي، عن التطورات السياسية الداخلية في إسرائيل بشكل نقدي، إذ أعرب عن قلقه حيال "تصاعد الكراهية والعنف" خلال الأسابيع والأشهر الماضية، وخطط الحكومة الإسرائيلية "لإعادة هيكلة دولة القانون".

وأوضح شتاينماير أنه على "تواصل منتظم مع نظيره الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ" وأنه يعتمد على "ذكائه وصوته المتوازن في الجدل الدائر في إسرائيل".

والرئيس الإسرائيلي نفسه يوجه تحذيرات لحكومة نتنياهو، لذلك يتعرض هو نفسه للضغوط.

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس شتاينماير الخميس.

ورغم أن شولتس هنأ نتنياهو لدى توليه منصبه كرئيس للحكومة الإسرائيلية أواخر عام 2022، مشيرا إلى الصداقة الخاصة بين البلدين، فإن الجانب الألماني ينظر بانتقاد إلى ضم سياسيين وأحزاب يمينية متشددة للحكومة.

وجاء النقد في البداية من المتحدث باسم الحكومة الألمانية خلال المؤتمرات الصحفية، التي تم التذكير فيها بحل الدولتين.

وفي نهاية شباط/ فبراير أعرب وزيران مهمان عن قلقهما ونقدهما، فوزير العدل الألماني ماركو بوشمان زار إسرائيل كأول ممثل للحكومة الألمانية بعد عودة نتنياهو على رأس حكومته إلى السلطة.

وقد أصبحت النقاشات واضحة على تويتر، إذ أشار بوشمان إلى "الوقوف بوضوح ضد الميل إلى تعريض دولة القانون للخطر"، مؤكدا أن الأمر يتعلق بـ "حماية الديمقراطية الليبرالية" محذرا من "تعريض دولة القانون للخطر".

ولم يسبق أن انتقد مسؤول ألماني الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل بهذا الوضوح كما فعل بوشمان الذي ينتمي للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، بحسب ما ذكر موقع دويتشه فيله.

وبعد أسبوع من زيارة وزير العدل إلى القدس، استقبلت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك (حزب الخضر)، نظيرها الإسرائيلي الجديد إيلي كوهين، وقالت بحضوره علنا: "لا أريد إخفاء أننا قلقون في الخارج".

وتطغى على العلاقة بين تل أبيب وبرلين وقائع تاريخية تجلت في المحرقة والإبادة الجماعية لستة ملايين يهودي في حقبة ألمانيا النازية التي تسمى الهولوكوست.

ورغم أن العلاقات الدبلوماسية بدأت بين البلدين عام 1965، غير أن ذكرى الهولوكوست تظل حاضرة، وكأن ألمانيا تشعر بعقدة ذنب تجاه الدولة العبرية لما اقترفته النازية بحق اليهود.

ومن خلال الاحتفالات المشتركة وزيارات ممثلي الحكومة الألمانية تم تعزيز العلاقات والتضامن بين البلدين. وصحيح أن هلموت كول زار إسرائيل مرتين فقط خلال 16 عاما كمستشار لألمانيا، إلا أن أنغيلا ميركل التي كانت مستشارة لمدة 16 عاما أيضا، زارت إسرائيل 8 مرات، وهو ما يشير الى خصوصية العلاقة.

أما المستشار الحالي، أولاف شولتس، فقد زار إسرائيل في مارس/ آذار 2022، وهي زيارته الأولى والوحيدة حتى الآن.

وقبيل إقلاع طائرته إلى ألمانيا، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى أنه سيبحث "بشكل أساسي في (ملف) إيران، وغيره من الملفات التي تهم إسرائيل".

وشدد نتنياهو على أن الهواجس الأمنية تبقى قائمة دوما.

وعرّضت زيارة الزعيم الإسرائيلي الحكومة الألمانية لضغوط، حتى أن معارضي نتنياهو طلبوا من برلين إلغاء الزيارة، بحسب وكالة فرانس برس.

ودعا عدد من الإسرائيليين المقيمين في برلين إلى التظاهر الخميس احتجاجا على الزيارة.

وعشية توجهه إلى ألمانيا وقبيل زيارة مقررة إلى بريطانيا الأسبوع المقبل، بعثت ألف شخصية من كتاب وفنانين وأكاديميين برسالة إلى سفراء البلدين الأوروبيين تدعو حكومتيهما لإلغاء الزيارة.

وتظاهر الأربعاء إسرائيليون معارضون لبرنامج الإصلاح القضائي المثير للجدل، بالتزامن مع مغادرة نتنياهو إلى برلين من مطار بن غوريون.

وأثار مشروع قانون الإصلاح القضائي احتجاجات وتظاهرات يشارك فيها الآلاف منذ أكثر من شهرين، إذ يرى معارضوه أنه يرمي إلى تقويض السلطة القضائية لصالح السلطة السياسية، محذّرين من أنه يشكّل تهديدا للنظام الديموقراطي.