صحيفة أمريكية: بن سلمان يلعب دورا رئيسيا لإبرام اتفاق تطبيع بين السعودية و"إسرائيل"

53DF43BD0_RTRMADP_3_SAUDI-INVESTMENT-1024x570.jpg

رام الله الإخباري

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن شخص مطلع، بأن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يلعب دورا مباشرا في المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة لإبرام اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن الشخصية السعودية الأكثر نشاطا في تلك المفاوضات هي سفيرة المملكة لدى واشنطن، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان.

كما قال شخصان مطلعان على الأمر إن المفاوضات الأميركية يقودها منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، وكبير مساعدي بايدن لقضايا الطاقة العالمية، أموس هوشستين.

كانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، كشفت، الخميس، أن المملكة العربية السعودية تسعى للحصول على تعهدات أمنية ومساعدة نووية من الولايات المتحدة مقابل التطبيع مع إسرائيل. 

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على المناقشات بين البلدين، القول إن الرياض طلبت من واشنطن تقديم ضمانات أمنية والمساعدة في تطوير برنامجها النووي المدني، بالتزامن مع سعي الولايات المتحدة التوسط لإقامة علاقات دبلوماسية بين المملكة وإسرائيل. 

وأضافت الصحيفة أن التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية أصبح أولوية بالنسبة للرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في ظل مواجهة محتملة مع إيران.

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الخميس، أن المملكة العربية السعودية تسعى للحصول على تعهدات أمنية ومساعدة نووية من الولايات المتحدة مقابل التطبيع مع إسرائيل. 

وانقسم المسؤولون والخبراء في الولايات المتحدة والشرق الأوسط حول مدى جدية التعامل مع الطلبات السعودية بالنظر إلى العلاقات الفاترة بين بايدن ومحمد بن سلمان.

وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن هناك عدة تحديات تقف في طريق صفقة سلام سعودية إسرائيلية محتملة والتي ستكون ضمن إطار معاهدة إبراهيم التي توسطت فيها إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، وأسفرت عن علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل و4 دول عربية منها الإمارات والبحرين.

ويبرز تصاعد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين في ظل الحكومة اليمينية الجديدة في البلاد خلال الأسابيع الأخيرة أبرز تلك التحديات.

وأصدرت الحكومة السعودية إدانات علنية متكررة للإجراءات الإسرائيلية، مما يقلل من احتمالية التوصل إلى صفقة على المدى القريب، بحسب الصحيفة.

ويقول محللون إن تصعيدا كبيرا مثل انتفاضة فلسطينية جديدة سيجعل التوصل إلى اتفاق مستحيلا.

وقال مسؤولون سعوديون إنهم لا يستطيعون إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل قبل إقامة دولة فلسطينية.

لكن بعض الأشخاص المطلعين على المناقشات قالوا إنهم يعتقدون أن السعوديين، الذين يبنون علاقات غير رسمية أوثق مع إسرائيل، سيقبلون بأقل من ذلك، وفقا لـ "نيويورك تايمز".

وقال مارتن إنديك،  السفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل الذي عمل خلال إدارة كلينتون: "إنه أمر مثير للاهتمام لعدد من الأسباب".

وأضاف أن نتانياهو "يريد ذلك بشدة ولا يمكنه الحصول عليه إلا بمساعدة بايدن. هذا يخلق وضعا يتمتع فيه بايدن بنفوذ على نتانياهو لإقناعه بأنه لا يمكن أن يحدث شيء جيد مع السعودية إذا سمح بانفجار الوضع في الضفة الغربية والقدس الشرقية".

وأشار إنديك إلى أن بايدن سيرى أيضا التطبيع الكامل بين الدولتين على أنه في مصلحة الولايات المتحدة، لا سيما كوسيلة لمواجهة النفوذ الإيراني.

ولطالما قال مسؤولو إدارة بايدن إن هدفهم هو البناء على معاهدة إبراهيم التي وقعت في صيف العام 2020.

وقال أشخاص مطلعون على المناقشات لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه ليس من الواضح ما هي شروط الاتفاقية الأمنية التي ترغب فيها الرياض، لكن من المحتمل ألا ترقى إلى مستوى ضمان الدفاع المتبادل مثل تلك التي تربط دول حلف الناتو.

وحتى لو كان بايدن على استعداد للوفاء بشروط الأمير محمد بن سلمان للتطبيع مع إسرائيل، فمن المحتمل أن يواجه مقاومة شديدة في الكونغرس، حيث ضغط العديد من الديمقراطيين مؤخرا لخفض العلاقات مع السعودية.

ورفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي التعليق مباشرة على المناقشات الدبلوماسية، لكنه قال إن إدارة بايدن تدعم توثيق العلاقات بين إسرائيل وجيرانها في الشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية.

ولم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن على الفور على طلب "نيويورك تايمز" للتعليق. كما لم ترد السفارة السعودية لدى واشنطن على أسئلة الصحيفة حول المناقشات.

وقال عبدالعزيز الغشيان، الباحث السعودي الذي يدرس سياسة بلاده تجاه إسرائيل، إنه بالنظر إلى العلاقة الصعبة، يمكن تفسير العرض السعودي على أنه "خطوة بلاغية".

وتشير "نيويورك تايمز" إلى أنه قد يكون الهدف هو وضع بايدن في موقف حرج يتمثل في رفض تقديم اتفاق تريده إسرائيل بشدة، وهي نتيجة يمكن أن تخيب آمال الجماعات اليهودية الأميركية ذات النفوذ السياسي.

وقال الغشيان إنه من غير المرجح أن يقوم المسؤولون السعوديون في الواقع بتسهيل تحقيق فوز كبير في السياسة الخارجية للرئيس بايدن، بالنظر إلى شكاواهم من إدارته.

وأضاف أن القيادة السعودية لا تريد أن ينسب فضل التطبيع السعودي الإسرائيلي إلى بايدن كرئيس للولايات المتحدة، لكنهم لا يمانعون بأن يتحمل بايدن اللوم في عدم وجود اتفاقية.

الحرة