جرى على نطاق واسع تداول لقطات وصور لضوء أزرق ظهر فجأة بشكل غامض وشوهد في أكثر من دولة قبيل الزلزال الذي ضرب تركيا.
وتعد أضواء الزلازل ظاهرة غامضة ونادرة حيرت الخبراء والعلماء لمئات السنين بحسب تقرير لناشيونال جيوغرافيك.
وتلاحق الظاهرة الكثير من الإشاعات والروايات المتضاربة فعلى سبيل المثال رصد سكان في مناطق في مدينة الإسكندرية المصرية ضوءا أزرق زاعمين أنه من الزلزال في تركيا قبل أن تصرح السلطات الرسمية أنه من أضواء ليزر في حفل بالمدينة ولا علاقة له بالزلزال.
ومما يزيد الأمور تعقيدًا يُصعب على العلماء تفسير هذه الظاهرة هو أن حالات اللمعان حول الزلازل لا تبدو كلها متشابهة ، مما يثير نظريات مختلفة تتراوح بين البرق العادي إلى نظريات المؤامرة والأجسام الطائرة المجهولة والظواهر الأخرى المختلفة.
ويقول فريدمان فرويند ، أستاذ الفيزياء المساعد وباحث أول في مركز أبحاث أميس التابع لناسا، في مقابلة أجرتها مجلة ناشونال جيوغرافيك معه عام 2014 ، إن الأضواء يمكن أن تتخذ "العديد من الأشكال والأشكال والألوان المختلفة".
وتقول الهيئة على موقعها الإلكتروني: "يختلف الجيوفيزيائيون في مدى اعتقادهم أن التقارير الفردية عن الإضاءة غير العادية بالقرب من وقت ومركز الزلزال تمثل في الواقع أضواء زلزال .. يشك البعض في أن أيًا من تلك التقارير تشكل دليلًا قويًا على وجود أضواء الزلزال بينما يعتقد البعض الآخر أن بعض التقارير على الأقل تتوافق بشكل معقول مع ما يسمى أضواء الزلزال."
بتحليل 65 حادثًا ضوئيًا زلزاليًا في دراسة عام 2014 ، افترض فرويند وزملاؤه أن الأضواء ناتجة عن الشحنات الكهربائية التي يتم تنشيطها في أنواع معينة من الصخور أثناء النشاط الزلزالي ، "كما لو قمت بتشغيل بطارية في قشرة الأرض" بحسب تقرير ناشيونال جيوغرافيك الذي أورد أن بعض الصخور على سبيل المثال تحتوي على عيوب صغيرة في بلوراتها يمكن أن تطلق شحنات كهربائية في الهواء.
وقدر العلماء أن الظروف التي تسمح بظهور أضواء الزلزال موجودة في أقل من 0.5 في المائة فقط من الزلازل في جميع أنحاء العالم ، وهو ما يفسر سبب ندرة هذه الظاهرة نسبيًا. كما أشاروا إلى أن أضواء الزلزال تظهر بشكل أكثر شيوعًا قبل أو أثناء الزلازل ، وليس بعدها.
واقترحت دراسة سابقة أن الإجهاد التكتوني خلق ما يسمى التأثير الكهرضغطية ، حيث تنتج الصخور الحاملة للكوارتز مجالات كهربائية قوية عند ضغطها بطريقة معينة. لكن أحد التعقيدات في دراسة أضواء الزلازل هو ، بالطبع ، أنها تحدث سريعا ولا يمكن التنبؤ بها وفي محاولة للتغلب على ذلك، حاول بعض العلماء إعادة إنشاء الظاهرة في المختبر لكن النتائج كانت متضاربة مع الدراسات الأخرى مثل التي أجراها الباحث فرويند.
هذا التضارب سيبقي الجدل حول تفسير وأسباب أضواء الزلازل محتدما بين العلماء.