صحيفة أمريكية: زيارة بلينكن للمنطقة "بلا نتيجة"

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن "زيارة بلينكن إلى المنطقة لم تؤت ثمارها فيما يتعلق بتهدئة الأوضاع المتفجرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد أحداث دامية وقعت بين الطرفين".

وذكرت الصحيفة أن "زيارة بلينكن، في المقابل، عمّقت السخط الإسرائيلي والفلسطيني بشأن دور الولايات المتحدة في الصراع طويل الأمد، وأن الجانبين أصبحا متشككين بشدة، بل ويحتقران الدعوات المتجددة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لحل الدولتين كأفضل ضامن للسلام".

وقالت الصحيفة إنه "وفقاً لاستطلاعات رأي حديثة، يرى ثلث الفلسطينيين والإسرائيليين فقط فرصة لحل الدولتين، حيث يلوم الجانبان الولايات المتحدة على عدم القيام بالمزيد لتحقيق هذا الحلم، مؤكدين أن واشنطن لا تفعل أي شيء سوى الدعوات الروتينية".

وسلطت الصحيفة الضوء على "تضارب المواقف" لبلينكن خلال يومين من الاجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين. وقالت إنه "خلال لقائه مع نتنياهو، الإثنين، لم يتطرق بلينكن بشكل كاف لمفهوم الدولتين، كما إنه لم يلمح إلا لفترة وجيزة إلى إيجاد حل عملي مع جيراننا الفلسطينيين".

ولكن في المقابل، أكد بلينكن خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس، اقتناع الرئيس بايدن الراسخ بأن السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو حل الدولتين"، محذراً حكومة نتنياهو من أن "الولايات المتحدة ستستمر في معارضة أي شيء يجعل هذا الهدف بعيد المنال"، في إشارة إلى التوسع الاستيطاني والدعوات لضم الضفة الغربية المحتلة.

ويعارض أعضاء أقوياء في حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة إقامة دولة فلسطينية ويؤيدون ضم الضفة الغربية المحتلة وحل السلطة الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن بلينكن غادر المنطقة دون الدعوة إلى جولة جديدة من محادثات السلام، مكتفياً فقط بالدعوة للهدوء. وكانت المحاولة الأخيرة للترويج لحل الدولتين في عهد الرئيس الأمريكي السباق، باراك أوباما، في 2014، لكنها باءت بالفشل أيضاً.

وذكرت الصحيفة أنه فيما يتعلق بموضوع السلام الدائم، ينظر العديد من الفلسطينيين والإسرائيليين إلى هذه الزيارة التي قام بها دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى على أنها "مجرد حلقة أخرى في برنامج طويل الأمد، بموضوعات قديمة وطاقم من الشخصيات السياسية عاودوا الظهور".

وأضافت الصحيفة أن الجانب الفلسطيني والإسرائيلي أصبحا يائسين بشكل خاص، حيث سارع كلاهما إلى استنتاج أن الأمريكيين "يسعون إلى الهدوء قليلاً في الشرق الأوسط لأنهم قلقون من تهديدات أكبر قادمة من روسيا والصين."