بن غفير يثير أزمة داخلية في "إسرائيل"

تبادل اليميني الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي من المنتظر أن يتولى منصباً أمنياً رفيعاً في الحكومة التي يعمل بنيامين نتنياهو على تشكيلها، الانتقادات اللاذعة، الأربعاء، 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مع قائد الجيش بشأن سجن جندي سخر من نشطاء يساريين في الضفة الغربية المحتلة.

بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، إن "التحريض الوحشي الذي يقوده اليمين الإسرائيلي ضد قادة الجيش خطير ومدمّر". فيما دعا بنيامين نتنياهو عبر حسابه بموقع تويتر إلى إبعاد الجيش عن أي "سجال سياسي".

انتقد إيتمار بن غفير زعيم حزب "القوة اليهودية" القومي المتطرف حبس الجندي لعشرة أيام بعد أن تم تصويره يوم الجمعة الماضي وهو يحذّر نشطاء مؤيدين للفلسطينيين في مدينة الخليل المضطربة بالقول "بن غفير سيغير معالم هذا المكان".

كتب بن غفير، الذي وعد نتنياهو بإسناد منصب وزير الأمن القومي إليه مع سلطات موسّعة على الشرطة في الضفة الغربية، على تويتر أمس الثلاثاء إن الحكم قاسٍ للغاية، ويُضعف عزيمة الجنود.

كما ظهر في مقطع فيديو برفقة والد الجندي، وطالب الجيش بمراجعة العقوبة، وانتقد، على ما يبدو، رئيس الأركان أفيف كوخافي.

بينما نقل الجيش عبر تويتر عن كوخافي القول، في اتصال هاتفي مع قادة الكتيبة واللواء اللذين ينتمي إليهما الجندي "لن نسمح بتدخل أي سياسي، من اليسار أو اليمين، في قرارات القادة، أو استخدام الجيش للترويج لأجندة سياسية".

كما اتهم إيتمار بن غفير، عبر تويتر أيضاً، كوخافي بالإدلاء بتصريحات سياسية غير مناسبة، وأوضح أنه لا نية لديه للتدخل في الإجراءات التأديبية التي يتخذها القادة، وإنما يطالب بتغيير في السياسة.

قوبل هذا الانتقاد باستنكار من القيادة في إسرائيل، حيث قال الرئيس إسحق هرتزوج في فعالية إنه من المهم إجراء نقاش أخلاقي، إلا أنه "يتعين عدم جر جيش الدفاع الإسرائيلي إلى ميدان السياسة". ودعا نتنياهو عبر تويتر إلى إبعاد الجيش عن أي "سجال سياسي".

كما أعلن حزب الليكود بزعامة نتنياهو يوم الجمعة أنه توصل لاتفاقات بشأن مناصب وزارية مع القوة اليهودية، بعد أن جاءت القائمة المؤلفة من فصائل يمينية في المرتبة الثالثة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

حسب وكالة رويترز، أثار بزوغ نجم إيتمار بن غفير، وهو مستوطن في الضفة الغربية يتضمن سجله إدانات عام 2007 بتهمة التحريض ضد العرب ودعم جماعة يهودية متشددة موضوعة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة، قلقاً في داخل إسرائيل وخارجها.

يقول بن غفير إن مواقفه أصبحت أكثر اعتدالاً، ومن بينها طرد من يعتبرهم إرهابيين أو خونة، وليس كل العرب، وتخفيف قواعد فتح النار للقوات التي تواجه الاضطرابات الفلسطينية.

من جهته، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، الأربعاء، تصريحات اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، وقال، إن "التحريض الوحشي الذي يقوده اليمين الإسرائيلي ضد قادة الجيش خطير ومدمّر".

جاء ذلك في تغريدة على تويتر، عقب انتقاد زعيم "القوة اليهودية" اليميني المتشدد ايتمار بن غفير عقوبات انضباطية فرضها الجيش على جنديين اعتديا على ناشطين إسرائيليين وفلسطينيين بمدينة الخليل الأسبوع الماضي.

قال لابيد: "الحكومة الجديدة لم تتسلم مهامّها بعد، ووزراؤها يحرّضون جنود الجيش الإسرائيلي ضد قادتهم". وأضاف أن "التحريض الوحشي الذي قاده الوزراء وأعضاء الكنيست ضد رئيس الأركان وقائد المنطقة الوسطى بالجيش يهودا فوكس، خطير ومدمّر ووصمة ضد الحكومة الجديدة".

كما شدد لابيد على أنه "لا يمكن لجنودنا الحصول على إذن من الوزراء وأعضاء الكنيست لخرق أوامر قادتهم، تعتمد حياتهم وحياتنا على وجود جيش قوي، وسلسلة قيادة واضحة، وانضباط".

فيما أشار إلى أن "هذا التحريض المقنّع على هيئة دعم، خطير وغير مسؤول وينال من قوة الجيش الإسرائيلي".

خلص الجيش في تحقيق حول هذه القضية إلى أن "الجنود تصرّفوا بتقدير خاطئ وبشكل مخالف للتوقعات، مستخدمين العنف الجسدي واللفظي غير الضروري".

من المرتقب أن يتولى إيتمار بن غفير، المنحدر من مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، حقيبة الأمن الوطني في الحكومة التي يعكف رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو على تشكيلها.

تعتبر وزارة الأمن القومي في إسرائيل مسؤولة عن جهاز الشرطة وحرس الحدود في الضفة الغربية، إضافة إلى قوات الحرس الوطني.