البحرين: موقفنا الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف

رام الله الإخباري

 أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، ومكتب الأمم المتحدة في مملكة البحرين، بمشاركة وزارة الخارجية البحرينية، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف الـ29 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، من كل عام، بمهرجان خطابي تضمن عرض فيلم وثائقي بعنوان "عمر" بالتعاون مع تلفزيون فلسطين، وافتتاح معرض صور النكبة الفلسطينية.

وحضر الفعالية التي اقيمت، في فندق ريجنسي، في العاصمة البحرينية المنامة، ممثل وزارة الخارجية البحرينية، رئيس قطاع الشؤون العربية بالوزارة، السفير أحمد محمد الطريفي، وسفير المملكة الاردنية الهاشمية، عميد السلك الدبلوماسي، رامي وريكات العدوان، والسفراء العرب، وعدد من سفراء الدول الصديقة، وأعضاء من مجلسي النواب والشورى، وممثلو الجمعيات السياسية والأهلية والشبابية، وأصحاب مجالس البحرين، وشخصيات رسمية واعتبارية بحرينية وعربية وعدد من أبناء الجالية الفلسطينية.

وفي كلمة الأمم المتحدة، قال المنسق المقيم لنشاطات الأمم المتحدة، خالد المقود، إننا نجتمع اليوم بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي عانى ولا يزال يعاني من صعاب كثيرة، تؤثر على حاضره ومستقبله. فمنذ عام 1977، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 32/40 ب/ إلى تخصيص يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، يومًا دوليًا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ يعد هذا اليوم فرصة لتذكرة المجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية لا تزال دون حل، والتأكيد على أن حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف، على النحو الذي حددته الجمعية العامة، ألا وهو الحق في تقرير المصير، والاستقلال والسيادة الوطنية، وحق العودة.

وأضاف، ان القرار المتعلق بإحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ليس مجرد دعوة إلى الدول الأعضاء لمواصلة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني والتذكير بالتزاماتها في هذا الصدد، بل هو قرار دولي يهدف الى انصافه، وتمكينه من التمتع بكافة حقوقه المشروعة.  كما أنه فرصة لإلقاء الضوء وفتح أعين العالم على الوضع المتدني في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تثير قلقا عميقا، حيث يشكل استمرار العنف ضد المدنيين وامتداده الى الأماكن المقدسة عاملا مساعدا في تفاقم انعدام الثقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ويقوض فرص التوصل إلى حل سلمي للصراع.

وأضاف المقود ان الامين العام للأمم المتحدة أكد في ذات الوقت أن غزة لا تزال تخضع لإجراءات إغلاق منهكة وتعاني من أزمات إنسانية. وأن الأمين العام يكرر دعوته بالعمل من أجل إنهاء إجراءات الإغلاق المفروضة على غزة وتحسين الظروف المعيشية لجميع الفلسطينيين، منوها إلى أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لا تزال شريان حياة بالغ الأهمية بالنسبة للاجئين الفلسطينيين. متوجهاً بالشكر إلى كافة الجهات المانحة لما تقدمه من دعم، حاثاً الجميع على أخذ المبادرة وتوفير الموارد المالية اللازمة حتى تتمكن الأونروا من الوفاء بالولاية المنوطة بها كاملة. مشدداً على أن الأمم المتحدة موقفها واضح في هذا الشأن وهو: لا بد للسلام أن يتقدم- ولا بد للاحتلال أن ينتهي. ونحن ثابتون في التزامنا بتحقيق رؤية قيام دولتين - إسرائيل وفلسطين- تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، على أن تكون القدس عاصمة لكلتا الدولتين.

وقال المقود: لا تزال الأمم المتحدة ملتزمة بدعم الفريقين الفلسطيني والاسرائيلي لحل الصراع وإنهاء الاحتلال بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي سعيًا إلى تحقيق رؤية دولتين: إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، متصلة الأراضي وقادرة على البقاء، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود آمنة معترف بها، على أساس خطوط ما قبل عام 1967، مع القدس عاصمة للدولتين.

وفي كلمة مملكة البحرين أكد السفير الطريفي، موقف مملكة البحرين الثابت بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في دعمه الدائم لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير والعودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967. وفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وأعرب عن تقدير مملكة البحرين لجهود لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، منذ إنشائها في عام 1975، ودعمها لمساعي دولة فلسطين الشقيقة للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتعزيز مكانتها القانونية والدولية، مع تأكيد ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس.

وجدد الطريفي التأكيد على أن مملكة البحرين ستظل دائمًا على عهدها في دعم القضية الفلسطينية العادلة، باعتبارها القضية المركزية الأولى في قلب العالم العربي والإسلامي، ومساندتها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وتطلعها لتكثيف جهود المجتمع الدولي في إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، كخيار استراتيجي لتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وضمان حقوق شعوبها كافة في الأمن والسلم والرخاء.

وفي كلمة فلسطين، أكد سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، خالد عارف، أن العالم أجمع في هذا اليوم يتضامن مع الشعب الفلسطيني، دعما لحق شعبنا الثابت والواضح وضوح الشمس، وأن امتنا العربية والإسلامية  تؤكد في كافة المناسبات والمحافل ان القضية الفلسطينية ما زالت هي القضية المركزية للامتين العربية والاسلامية ولكل احرار العالم، وأن شعبنا الفلسطيني بصبره وعزيمته وإرادته القوية واثق من النصر ومن نيلة لحريته واستقلاله واقامة دولته الفلسطينية الحرة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها الابدية القدس، تحت ظل قيادته الشرعية وعلى راسها سيادة الأخ الرئيس محمود عباس.

وقال: إن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالقهر والظلم، وسيواصل كفاحه المشروع ضد الاحتلال الاستعماري لأرضنا وشعبنا.

كما القى السفير عارف على مسامع الحضور الكلمة التي ألقاها السيد الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة في هذه المناسبة، والتي أكد من خلالها أنه لا يمكن ترك حل الدولتين رهينة لإرادة المحتل، لان هذا يعتبر تخليا عن هذا الحل. ولذلك فإننا نؤكد أهمية الاعتراف بدولة فلسطين ودعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة تجسيدا للحق الأصيل والطبيعي للشعب الفلسطيني كسائر شعوب الأرض، كما لا بد من عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة ويحتكم للشرعية الدولية، بهدف إنهاء الاحتلال وحل قضايا الوضع النهائي كافة، وتحديد رزمة من الضمانات لتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترة زمنية محددة، لتحقيق سلام عادل وشامل، يؤدي إلى نيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتضمن المهرجان عرضا لفيلم وثائقي بعنوان "عمر"، بالتنسيق مع تلفزيون فلسطين، الذي تناول قصة الشاب عمر الذي تم انتشاله من تحت الانقاض، ويروي الفيلم قصة استشهاد عائلة عمر بالكامل جراء القصف والعدوان الإسرائيلي الإرهابي على غزة، كما افتتح السفير عارف والحضور معرض صور النكبة الفلسطينية ويحتوي على 350 صورة تمثل بدايات مرارة النكبة والهجرة القسرية، وقسوة اللجوء في المخيمات في فلسطين ولبنان والأردن وسوريا، وتجسد الصور واقع الهجرة واللجوء والحياة الصعبة في مخيمات اللاجئين.

وفا