الثلاثاء 05 مايو 2015 02:12 م بتوقيت القدس المحتلة
موقع مدينه رام الله الاخباري :
تروي لنا أمل يَدَك، ما حصل مع شقيقتها مها، وفي صوتها وجع لم تستطع أن تخفيه وبين طيات كلماتها ألم يعتصرها: “قبل بيوم اتصلت علي مها عشان أروح عندها عالبيت بيوم الحفل عشان تستعد وتجهز ابنها جود اللي عمره سنة وشهر، كانت شاريتله بدلة ووشاح مكتوب عليه ماما خريجة، كانت مبسوطة كتير”. وتضيف أمل: “يوم الخميس راحت عالصالون وحضّرت حالها، بس أجلو الحفلة للأحد وهي كتير تضايقت. مها حكت يومها أنا مش زعلانة على شيئ إلا على الخمسة وأربعين شيكل اللي دفتعهم بالصالون”.
مها لم تسعها الفرحة في ذلك اليوم، وكانت قد اتفقت مع أختها أمل على أن تلتقط لها الصور في كل زاوية من زوايا الجامعة، وتضيف أمل: “كانت تلف حوَلين زوجها ومبسوطة وتحكيلنا بتشوفوني وما تروحوا الا ليخلص الحفل”.
الغيبوبة
تواصل أمل حديثها عن ما حصل مع مها حسب رواية صديقتها، التي كانت تجلس بجانبها خلال الحفل، فتقول، إنه لم يمض على بداية الحفل سوى عشرين دقيقة أو أقل حتى شعرت مها بدوار وجلست على مقعد. وبعد دقائق فقدت وعيها. حاولت صديقتها وطالبات قسمها إيقاظها، إلا أن جميع محاولاتهن باءت بالفشل، فنقلها أحد الخريجين بسيارته إلى المستشفى العربي التخصصي.
حتى تلك اللحظة، لم يكن لدى أمل أدنى فكرة عما حصل لشقيقتها مها، ثم تلقت اتصالاً هاتفياً من والدها، الذي لم يحضر حفل التخرج، وطلب منها ومَن معها الخروج من الحفل والذهاب للمستشفى حيث ترقد مها.
حفل التخرج بدون طاقم إسعاف؟
وهنا تؤكد أمل لـدوز، أن ما نشر عن إسعاف شقيقتها داخل الجامعة كان خاطئاً ولا أساس له من الصحة، وأنه لم تتواجد أي سيارة إسعاف في المكان معلقةً: “لولا الشاب معه سيارته وأخذها للمستشفى، ولا ما كان موجود ولا سيارة إسعاف تساعدها”.
وعن حالة مها الصحية، تقول أمل، إنه في البداية لم يكن واضحاً سبب ما حصل مع شقيقتها، وبدأت التوقعات باحتمال أن تكون سكتة قلبية أو ذبحة صدرية، ووصل الأمر باعتقاد البعض أنها ضحية الحسد. وباشرت الأجهزة الأمنية في التحقيق داخل المستشفى خوفاً من أن تكون قد تناولت شيئاً ما أدى إلى حصول الغيبوبة، فقاموا بتفتيش حقيبتها للتأكد من عدم وجود أي مادة أو أثر لمادة خطيرة قد تكون قد تناولتها من شخص ما.
طبيب لزوجها: العمر إلك
زوج الخريجة، يوسف صالح، كان حاضراً في حفل التخرج مع ولدهما جود الصادم في القصة حقاً، هو أن مها كانت على وشك أن تسجّلَ “حالة وفاة”، لأن قلبها كان متوقفاً لمدة تزيد عن نصف ساعة، وهنا تقول أمل: “مها وصلت المستشفى وكل شيء فيها ميت. والأطباء حكوا لزوجها: العمر إلك، على أساس إنها حالة وفاة”. وتؤكد أنه بعد ذلك جاء أحد الأطباء وبدأ بعمل صعقات كهربايئية لها حتى عاد قلبها للخفقان. وتضيف أمل: “من كثر ما عملولها صعقات كهربائية الرئة عندها تمزّعت”.
وبعد أربع ساعات على الحادثة لم يستطع المستشفى العربي التخصصي متابعة حالتها لصعوبتها، فقاموا بتحويلها إلى مستشفى النجاح الجامعي، وتقول أمل “مها هلأ عايشة على الأجهزة. لو يشيلوا الأجهزة بتموت. صحيح في نبض، بس عايشة على الأجهزة”.
وتضيف أمل أن الوضع الصحي لمها بدأ بالتحسن، ولكن بشكل بسيط يكاد لا يذكر. وتواصل أمل حديثها أنهم حاولوا نقلها إلى الأردن أو إسرائيل وأرسلوا تقريراً مفصلاً عن حالتها لمستشفيات مختلفة، لكنهم أكدوا لعائلتها، أنهم لن يستطيعوا القيام بأكثر مما يقوم به مستشفى النجاح الآن.
جامعة النجاح تتكفل بالعلاج
وعن التخوفات التي تسيطر على حالة مها الصحية تقول أمل: “يوجد تلف بالدماغ، لأن قلبها توقف لفترة ولم يصل الدم للدماغ، ومش معروف هالتلف على شو أثّر بالزبط والأطباء بيحكوا إنو إذا التلف أثّر على الجهاز التنفسي، رايحه تبقى طول عمرها عايشة على الأجهزة”.
خلال وجود مها في المستشفى العربي التخصصي زار القائم بأعمال رئيس الجامعة ماهر النتشة ورئيس مجلس اتحاد الطلبة سعد جودة وعدد من المسؤولين في الجامعة مها وتعهدوا بالتكفل بكافة المصاريف، التي تلزم لعلاجها، حتى وإن تطلب ذلك نقلها إلى أي مكان آخر.
أمل تؤكد أن صحة مها كانت جيدة ولم يسبق أن عانت من مشاكل صحية غير عادية، وأن العائلة ما زالت تعيش تحت الصدمة مما حصل مع شقيقتها، وتضيف: “الدكاترة حكولنا انتو ما تتخيلوا زي اللي بصير بالأفلام إنها تصحى وترجع مها اللي كنتو تعرفوها، لإنه هاد خارج نطاق الطب”، وأضافت، أن الأطباء لا يمكنهم التنبؤ بشفائها في وقت قريب.