تصادف اليوم الخميس، العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر، الذكرى السنوية الثانية لرحيل المناضل الوطني صائب عريقات.
ولد الدكتور صائب محمد صالح عريقات يوم 28 أبريل 1955 في بلدة أبو ديس بالقدس، وتلقى تعليمه في مدينة أريحا؛ وسافر في سن السابعة عشرة إلى الولايات المتحدة، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة سان فرانسيسكو عام 1978.
أرسلته جامعة "النجاح الوطنية" إلى جامعة برادفورد في المملكة المتحدة، وحصل منها على درجة الدكتوراه في دراسات السلام عام 1983.
بعد تخرجه عمل محاضرًا في جامعة النجاح الوطنية بين عامي 1979 و1990؛ كما عمل صحفيًا في صحيفة القدس الفلسطينية لمدة 12 عامًا.
عين عريقات نائبا لرئيس الوفد الفلسطيني إلى مؤتمر مدريد عام 1991 وما تلاه من مباحثات في واشنطن ما بين عامي 1992 و1993، ومن بعدها أصبح رئيسًا للوفد الفلسطيني "المفاوض" عام 1994، كما عين وزيراً للحكم المحلي ضمن حكومات الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) الخمس في الفترة من عام 1994 وحتى 2003.
كان أحد المقربين من الرئيس الراحل ياسر عرفات إبان اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في طابا عام 2001. واحتفظ بمقعده في المجلس التشريعي بالانتخابات البرلمانية في عام 2006.
وفي عام 2009 انتخب عضواً للجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وهي أعلى هيئة قيادية في الحركة؛ ثم اختير بالتوافق في نهاية 2009 عضوا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وفي عام 2015 كلفه الرئيس محمود عباس، بأمانة سر اللجنة التنفيذية للمنظمة.
في عام 2017 خضع الدكتور عريقات لعملية زراعة رئة في الولايات المتحدة الأميركية؛ وفي 9 أكتوبر 2020، أُعلن عن إصابته بفايروس كورونا؛ ثم نقل في 18 أكتوبر 2020 إلى المستشفى مرة أخرى لتلقي العلاج، وبتاريخ 10/11/2020 أعلن رسميًا عن وفاته.
نعاه الرئيس محمود عباس قائلاً: "إن رحيل الأخ والصديق، المناضل الكبير الدكتور صائب عريقات، يمثل خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا، وإننا لنشعر بالحزن العميق لفقدانه، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية".
وأضاف الرئيس، "تفتقد فلسطين اليوم، هذا القائد الوطني، والمناضل الكبير الذي كان له دورٌ كبير في رفع راية فلسطين عاليا، والدفاع عن حقوق شعبنا وثوابته الوطنية، في المحافل الدولية كافة.
وأمس، 9 تشرين الأول، منح الرئيس، نجمة الشرف من الدرجة العليا للقائد الوطني الكبير د. صائب عريقات، تقديراً لمسيرته النضالية والوطنية المشرفة دفاعاً عن القضية الفلسطينية وتثميناً لجهوده ومثابرته وتمكسه بالثوابت الوطنية الفلسطينية طوال سنوات نضاله، من أجل نيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته ذات السيادة بعاصمتها القدس.
وقالت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ "فتح"، في الذكرى الثانية لرحيله: إنّ المناضل الوطنيّ الكبير الدكتور صائب عريقات، علامةٌ تاريخيّةٌ بارزةٌ في مسيرة الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، مضيفةً انّ (عريقات) لم يتوانَ خلال مسيرته النضاليّة والسياسيّة عن تأدية دوره الوطنيّ والتنظيميّ في سياق الدفاع عن الحقوق الوطنيّة المشروعة لشعبنا، المرتكزة على الثوابت التاريخيّة.
كما أطلقت وزارة الثقافة، على هامش معرض فلسطين الدولي للكتاب الثاني عشر الذي اٌيم في الفترة ما بين 14-24 أيلول المنصرم، كتاب "انتصار الحياة لا يعني هزيمة الموت"، للمناضل الوطني الراحل صائب عريقات.
ويقع الكتاب في 340 صفحة من القطع المتوسط، ويروي فيه الراحل عريقات إصابته بمرض تليف الرئتين ورحلة العلاج وزراعة الرئة في الولايات المتحدة الأميركية، ويقدم فيه دروساً ونصائح في الحياة والكفاح في مواجهة المرض وتبعاته النفسية، ومجموعة من خلاصات التجارب حول الصبر ومواجهة الموت.
وفي العام الماضي، 2021، خلال حفل إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيله، افتتح ميدان وشارع "صائب عريقات"، قرب مبنى المحكمة في أريحا.