رأى محللون سياسيون أن الزيارة التي يعتزم المستشار الألماني أولاف شولتز القيام بها للصين، الجمعة المقبلة، قد تثير "ردود فعل غاضبة" داخل ألمانيا.
ولفت موقع "إكسيوس" الأمريكي، يوم الثلاثاء، إلى أن شولتز هو أول زعيم أوروبي يزور الصين منذ بداية جائحة كورونا.
وتأتي هذه الزيارة بعد أقل من أسبوعين من حصول الرئيس الصيني شي جين بينغ، على فترة تاريخية ثالثة في منصبه.
ونقل الموقع في تقرير نشره الثلاثاء، عن المحللين، قولهم إن "الزيارة قد ترسل إشارة مربكة حول الطريقة التي يخطط بها أكبر اقتصاد في أوروبا للتعامل مع بكين، لا سيما أن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى تشدد بشكل متزايد مواقفها تجاه الصين".
وأشار التقرير إلى أن المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، كان لها علاقات اقتصادية وثيقة مع بكين، مضيفا أن الصين "كانت الشريك التجاري الأول لألمانيا على مدى السنوات الست الماضية، إذ بلغ حجم التجارة بين البلدين ما يقرب من 245 مليار دولار العام الماضي".
لكن وفقا لاستطلاع حديث أجرته محطة الخدمة العامة الألمانية ZDF، فإن 84% من الألمان يرغبون في أن تخفض الدولة العلاقات الاقتصادية مع الصين.
ونقل الموقع عن نوا باركين، مدير التحرير في مجموعة "Rhodium Group" الألمانية: "راهنت ألمانيا بشكل كبير على الصين.. ولسنوات عديدة، كان يُنظر إلى هذا على أنه مصدر قوة لكنه الآن أصبح نقطة ضعف".
ولفت الموقع إلى تصريحات للمتحدث باسم الحكومة الألمانية الجمعة الماضية، قال فيها إن شولتز "سيحث بكين على فتح سوقها وسيثير مخاوف حقوق الإنسان خلال الزيارة، خاصة أن برلين تعارض الانفصال عن اقتصاد الصين".
ووفقا للموقع، سيرافق شولتز في الزيارة مجموعة من كبار رجال الأعمال الألمانيين، من بينهم الرؤساء التنفيذيون لشركة "فولكس فاجن"، وشركة "بي أ اس اف" العملاقة لصناعة الكيماويات.
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية الأسبوع الماضي، أن الزيارة تأتي بدعوة من رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ.
وقال أندرو سمول من صندوق مارشال الألماني إن "هناك شعورا في الوقت الحالي أن شولتز يحاول تحديدًا الحفاظ على إطار تقليدي معين وعلاقات اقتصادية مع الصين، في مواجهة معارضة قوية من معظم حلفائه ومن الجمهور وبشكل متزايد دول أوروبية أخرى".