كاتبة سويدية: أسعى لكشف معاناة الفلسطينيين بسبب الاحتلال

رام الله الإخباري

آتية على طول الطريق من السويد، مع الكثير من الإلهام والتوقعات، إلى فلسطين، لتعيش وتوثق حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى يراها العالم بأسره ويفكر بها.

وكالة "وفا" أجرت مقابلة مع الصحفية والمصورة والكاتبة السويدية لينا إم فريدريكسون، التي زارت الأراضي الفلسطينية مرات عدة، كانت إحداها للعمل على كتاب مصور وثائقي عن حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال، والذي أصدرته لاحقًا تحت عنوان: " كل شيء هادئ على الضفة الغربية؟ العيش في ظل احتلال طويل".

"أنا في فلسطين حاليا لمتابعة بعض الحالات ولرؤية أشياء جديدة، قبل عامين، أصدرت كتابا عن العيش في ظل الاحتلال "، قالت فريدريكسون خلال زيارتها الحالية لفلسطين، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من زيارتها منذ أربع سنوات بسبب جائحة "كورونا".

وتابعت فريدريكسون: "لقد أصدرت كتابا بعنوان (كل شيء هادىء على الضفة الغربية؟ العيش تحت ظل احتلال طويل) منذ عامين ونصف، وأعمل الآن على إضافة بعض الأشياء إليه من أجل إصدار كتاب جديد بالكامل منه. وزارة الإعلام الفلسطينية قالت إنها ستطبع النسخة الجديدة من الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية وأنها ستوزع الكتاب على الوفود التي تزور فلسطين".

اهتمام فريدريكسون بفلسطين جاء بالصدفة، كما وصفته، من خلال صديقة لها، لكن رد فعلها على الوضع في فلسطين وعلى حياة الفلسطينيين تحت الإحتلال لم يكن شيئًا متوقعا.

"اقترحت صديقة لي كانت قد درست الصحافة معي أن أقوم برحلة دراسية إلى فلسطين، وتحديدا الى بيت ساحور في عام 2011"، قالت فريدريسكون، وتابعت: " لقد شعرت بالضيق الشديد عندما رأيت الفصل العنصري والظلم هنا، لذلك أردت أن أكتب مقالات عن الوضع في فلسطين.

في ذلك الوقت، لم تكن وسائل الإعلام في السويد مهتمة تمامًا بكتاباتي عن فلسطين بسبب انشغالها بقضايا أخرى، حيث قالوا ان لديهم ما يكفي من أحداث آتية من ذلك الجانب من العالم".

لكن هذا لم يمنع فريدريكسون من استكشاف اهتمامها وإلهامها في فلسطين، فقررت إيجاد طريقة لتروي قصص الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال من خلال الصور والتوثيق.

قالت فريدريكسون: "كان لدي الكثير من المواد والمقابلات والحالات والصور لذا قلت بأنني سأقوم بإعداد كتاب "وتابعت: "ليس الغرض من الكتاب أن نوضح للفلسطينيين أنفسهم كيف يعيشون تحت الاحتلال، بل أن نظهر للعالم أجمع كيف يعيش الفلسطينيون تحت الاحتلال.

الكتاب عبارة عن كتاب مصور، فيه العديد والعديد من الصور الموثقة بداخله. لقد قمت بتضمين صور من جميع المناطق الفلسطينية التي زرتها، الخليل وبيت لحم والقدس ورام الله، ونابلس، وأريحا، وجنين".

بالنسبة لعنوان الكتاب، قالت فريدريكسون إنه استوحي من رواية بعنوان " كل شيء هادىء على الجبهة الغربية؟" للكاتب إريك ماريا ريمارك، الذي كان محاربًا ألمانيًا مخضرمًا في الحرب العالمية الأولى.

فهي تعتبرها لعبة بسيطة على الكلمات مع اضافة عنوان فرعي يقول" العيش في ظل احتلال طويل.

وأوضحت فريدريكسون: "من المفترض أن يُظهر الكتاب الحياة اليومية للفلسطينيين. لست شخصاً يحفظ التاريخ، ولكن المشاعر والناس هم الأكثر أهمية بالنسبة لي". وتابعت: "ما أفعله هنا هو أنني أحاول إظهار الحياة اليومية للفلسطينيين، والأسرة الفلسطينية العادية، كيف يعيشون؟ كيف هي المدرسة؟ ماذا يحدث عندما يذهبون إلى حاجز تفتيش؟".

تذكرت فريدريكسون زيارتها الأولى لفلسطين في عام 2011، مشيرة إلى أنها اكتشفت أن الوضع في فلسطين كان أسوأ بكثير مما كانت تعتقد على الرغم من أنه كان لديها بعض توقعات قبل زيارتها.

"كان الوضع أسوأ مما كنت أتخيله، لكن الفلسطينيين كانوا أفضل بكثير مما كنت أتخيل؛ رحبوا بي كثيراً. قالوا مرحبا كيف حالك؟ شكرا لقدومك. "إنهم لطيفون للغاية".

ثم تحدثت الكاتبة عن توقعاتها بزيارة مخيمات اللاجئين لأول مرة.

"عندما زرت مخيما للاجئين لأول مرة، لم أكن أعرف ما إذا كان عليّ أن أخاف أم لا. فأنا لا أبدو فلسطينية، وكنت أخشى أن يظنوا انني إسرائيلية، أو يعتقد الناس أنني ثرية لأنني أمتلك كاميرا كبيرة. لذلك كنت حذرة في المرة الأولى. ولكن بعد ذلك اكتشفت أنني بخير. كان الناس لطفاء جدا. ثم بعد عدة زيارات لفلسطين، مكثت مع عائلات في مخيم اللاجئين. شعرت وكأنني في منزلي".

ومع ذلك، شعرت فريدريكسون كيف يمكن أن تكون الحياة غير سارة في مخيم اللاجئين، وخاصة في ظل الاحتلال.

"إنه لأمر محزن أن يعيش الناس بهذه الطريقة. فهناك ازدحام وبطالة مرتفعة. وسمعت أن مدارس الأونروا لم تعد تحصل على الكثير من التمويل ولذلك ليس هناك الكثير من المعلمين وليس هناك الكثير من المواد للأطفال وهذا فقط يزعجني".

ثم تابعت الصحفية السويدية في القول إنه من المهم زيادة الوعي بفلسطين.

"يتم تضليل الكثير من الناس. أنا شخص يقرأ كثيرًا وأعرف انه ليس الجميع يقرأ. أعتقد أن معظم وسائل الإعلام في السويد حريصة وخائفة من أن تكون قاسية للغاية على إسرائيل. "الشعب الفلسطيني هنا يشكرني على مجيئي إلى هنا، لكنهم يطلبون مني أيضًا أن أخبر العالم عن وضعهم وهذا ما أريد أن أفعله."

تمامًا كالصحفيين في جميع أنحاء العالم، صُدمت فريدريكسون أيضا عندما علمت باستشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بنيران القوات الإسرائيلية أثناء تغطيتها لإقتحام عسكري إسرائيلي على مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة في مايو الماضي.

قالت فريدريكسون: "كنت مستاءة وحزينة للغاية، بالطبع، وفكرت في عائلتها". "قال الإسرائيليون في البداية إن الفلسطينيين أطلقوا عليها الرصاص، ولكن لدينا إجابة تبين أن الإسرائيليين أطلقوا عليها الرصاص عن قصد".

"تحدثت مع شخص من نقابة الصحفيين في بيت لحم وقال إن صحفيا آخر اغتالته إسرائيل. إنه أمر مزعج حقًا. يجب أن تتمتع الديمقراطية بحرية التعبير وحرية الإعلام حتى تتمكن من معرفة ما يحدث."

أعربت فريدريكسون عن آمالها للشعب الفلسطيني.

آمل أن تكون هناك حرية وأن ينتهي الاحتلال. آمل أن يُسمح للفلسطينيين بالعيش بسلام كما يحلو لهم.

وفا