أفادت صحيفة "ذا تايمز"، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر بتدريب عسكري نووي على خط المواجهة في أوكرانيا، بهدف إظهار استعداده لاستخدام أسلحة الدمار الشامل من خلال تجربة نووية على حدود أوكرانيا.
ولفتت الصحيفة إلى تزايد المخاوف بشأن تلميحات بوتين، إلى أنه قد يلجأ لتصعيد نووي، وذلك بعد الكشف أمس الاثنين، عن أنباء تفيد بأن القطار الذي تديره الفرقة النووية السرية الروسية تحرك باتجاه الحدود مع أوكرانيا.
يشار إلى أن هذا التطور تزامن مع أخبار أخرى تقول، إن حلف شمال الأطلسي "ناتو" حذر أعضاءه من أن بوتين يحضر لعمل يظهر من خلاله استعداده لاستخدام أسلحة الدمار الشامل، وذلك من خلال تجربة نووية على حدود أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة أن موسكو ما فتئت تكشف عن نيتها الإقدام على تصعيد كبير في الحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا مع تنامي خسائرها في ساحة القتال.
ونقلت الصحيفة عن المحلل الدفاعي المقيم في بولندا كونراد موزيكا قوله، إن القطار الذي تم رصده وسط روسيا، مرتبط بالمديرية الرئيسية الـ12 لوزارة الدفاع الروسية، وإنه يمثل الموقع المخصص "للذخائر النووية وتخزينها وصيانتها ونقلها وتقديمها للوحدات".
ونقلت "تايمز" عن مصدر دفاعي رفيع المستوى قوله، إن التحرك الأكثر احتمالا لاستعداد بوتين لاستخدام الأسلحة النووية قد يأتي من البحر الأسود.
وأضافت أن ذلك هو المرجح بين المحللين، غير أنهم لا يستبعدون كليا أن يقدم بوتين على استخدام سلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا، لكن مثل ذلك الخيار ينطوي -حسب رأيهم- على مخاطر جمة، إذ "يمكن أن يخطئ الروس وأن يضربوا بطريق الخطأ مدينة روسية قريبة من الحدود الأوكرانية مثل بيلغورود.
كما نقلت "تايمز" عن جيمس روجرز مدير الأبحاث في معهد المجلس البريطاني الجيوإستراتيجي (Council on Geostrategy) قوله، إنه لا يستبعد لجوء روسيا لتوجيه ضربة نووية إلى القوات الأوكرانية المتقدمة مهما بدا ذلك مستبعدًا.
وتساءلت الصحيفة، كيف سيرد الغرب على ضربة نووية لأوكرانيا، لكن روجرز يرى أن دول الناتو ربما تلجأ لهجمات إلكترونية واسعة النطاق، علاوة على خنق روسيا اقتصاديا ومدّ أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة.
وفي وقت سابق، رأى الدكتور دان جوري نائب رئيس معهد ليكسينغتون لأبحاث السياسة العامة الأميركي، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست"، أن بوتين يصعد في حرب تقليدية لن يكون بإمكانه الانتصار فيها إذا استمر التحالف بين القوى الغربية كما هو عليه الآن. فقد بدأ الغرب توسعا صناعيا وعسكريا من شأنه أن يقلب التوازن الإستراتيجي ضد روسيا.
وقد اضطرت روسيا لمواجهة ذلك من خلال طلب المساعدة من حليفين ضعيفين هما إيران وكوريا الشمالية، وإعلان التعبئة الجزئية، لكن تلك الخطوة لن توفر للجيش الروسي الوسائل اللازمة لتغيير الوضع في ساحة المعركة كما ستؤدي إلى زيادة المعارضة لنظام بوتين داخل روسيا.