"إسرائيل" تتهم حماس بشن حملة تحريض عنيفة بشأن الأقصى

رام الله الإخباري

اتهم الكاتب الإسرائيلي في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، نداف شارغاي، حركة حماس بالوقوف وراء إعادة حملة التحريض تحت عنوان الأقصى في خطر والتي شاركت فيها أيضاً الحركة الإسلامية في الداخل المحتل بجناحيها الشمالي والجنوبي.

واعتبر شارغاي في مقال له بالصحيفة العبرية، أن حشود المرابطين والمرابطات من أبناء فلسطيني الداخل المحتل والقدس المحتلة، الذين تصدوا لاقتحامات المستوطنين للأقصى هو جزء من التحريض والتحشيد والذي نجحت حماس في إنجازه في ساحات الأقصى.

ومن وجهة نظر شارغاي فإن الحراك الفحماوي والنساء المرابطات من القدس ومن الداخل المحتل هو دليل على حملة كبيرة تحت عنوان “الأقصى في خطر” تسعى حماس من ورائها لإشعال جبهة القدس والضفة الغربية والداخل المحتل.

وقال شارغاي: “في الأيام القليلة الماضية، دأبت وسائل الإعلام التابعة لحركة حماس على مهاجمة الأجواء المحيطة، داعية الجمهور إلى القدوم وحماية المسجد من اليهود، وتظاهر ممثلو الفصائل الفلسطينية في غزة قبل أيام، حاملين نماذج لقبة الصخرة، وحذروا من اقتحام اليهود وإقامة شعائرهم التلمودية وذبح القرابين في الأقصى”.

كما أن مفتي القدس السابق الشيخ عكرمة صبري قد دعا المسلمين إلى حماية الأقصى بكل قوتهم، وحتى لمنع خطط اليهود للنفخ في البوق “قرون الأكباش” “الشوفار” في المسجد الأقصى خلال مناسبات تلمودية لليهود ومن ضمنها ما يسمى يوم الغفران “الكيبور”.

واعتبر شارعاي أن حماس ضمت معها في حملتها التحريضية -كما يقول- الفصائل الفلسطينية الأخرى، وأطراف إقليمه لحماية الأقصى.

فقد دعا الشيخ صفوت فريج رئيس مجلس شورى القائمة العربية “راعام” لحماية الأقصى، ودعت جمعية الأقصى المصلين إلى المرابطة وتحصين أنفسهم في المسجد الأقصى بهدف حمايته.

ووصفت وزارة الأوقاف الأردنية اقتحام اليهود للأقصى بأنه “استفزاز عنصري”.

واعتبر شارغاي أن الحملة التي تقودها حماس تتناغم مع المعركة التي تقودها مقاومة الضفة الغربية في جنين ضد قوات جيش العدو وفي تناسق للأدوار مع حركة الجهاد الإسلامي والتي يقود عناصرها معركة مسلحة ضد جيش العدو في أزقة جنين.

إن دور حماس لم يتوقف عند التحريض والتحشيد الإعلامي الكبير، بل تخطاها إلى الاعداد والتوجيه والتخطيط وتجنيد العناصر لتنفيذ عمليات ضد لعدو ومستوطنيه، وذلك ضمن المعادلة التي نجحت حماس وفصائل المقاومة من فرضها منذ معركة سيف القدس أن الهدوء على جبهة غزة يقابله الرضوخ للمطالب في القدس.

وذكر شاراغاي أن حماس حذرت من قضية النفخ في البوق “الشوفار” عند جدران المسجد الأقصى والتي تعتبرها جزء أساسي من الأقصى مع المطالبات بمنعها.

كما حذرت حماس وليس للمرة الأولى، من قصة “البقرة الحمراء” والتي يعتزم اليهود ذبحها في الأعياد القادمة، عند حائط البراق أو في المسجد الأقصى للسماح لأعداد كبيرة من اليهود بتطهير أنفسهم بالرماد استعداداً لهدم المسجد الأقصى.

وأشار شارغاي إلى أنه في الأشهر الأخيرة، وصلت خمس “أبقار حمراء” من منطقة تكساس، بالتنسيق مع معهد تيمبل في القدس، إلى حظيرة في منطقة بيت شيان وتهدف الخطة إلى تكاثر جيل جديد من الأبقار الحمراء هناك في السنوات القادمة، والتي تتوافق مع سلسلة من قواعد الهالاخا (الشريعة اليهودية) الصارمة، استعداداً لتقديم قربان البقرة الحمراء.

جنين القدس

يتوقع المسؤولون الأمنيون في كيان العدو أن حملة التحريض لحماس ستعيد المسجد الأقصى إلى بؤرة مشهد الصراع، خلال ما يطلق عليه “عطلة تشري” وهي مناسبات تلمودية خلال شهر تشري العبري ومن بينهما رأس السنة العبرية وكيبور وسوكوت.

المقال الذي يأتي ضمن حملة تحريض شديدة تقوم بها وسائل إعلام العدو المختلفة ضد حركة حماس والتي من بينها ما نقلته القناة ال12 العبرية من التهديدات التي أطلقها رئيس الشاباك ضد قائد حماس في غزة يحيى السنوار متهماً حركته بالتحريض والمساهمة بيما يحدث في الضفة الغربية والقدس المحتلة من واجهات واشتباكات ضد جيش العدو ومستوطنيه.

إضافة لما نشرته وسائل إعلام عبرية من طلب حكومة العدو من أطراف إقليمية من حركة حماس بالتخفيف من خطابها التحريضي ضد العدو والتحذيرات من اقتحام الأقصى وتدنيسه من قبل المستوطنين.

وتأتي التحذيرات خلال خطاب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري ربطه بين جنين والقدس عبر تثبيت المعادلة التي فرضتها المقاومة عندما خاضت معركة سيف القدس، بأن أي انتهاكات في الأقصى سيقابلها عمليات ضد العدو ومستوطنيه في الضفة الغربية وجنين وقطاع غزة.

الهدهد