ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، اليوم الأحد، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أفقده "الشهية" على عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ عام 2014 الماضي.
ونقلت العديد من وسائل الاعلام الإسرائيلية عن لابيد قوله: "هاتفت الرئيس أبو مازن لأقدم له تهنئة قبل أسابيع لمباركته بمناسبة أحد أعياده، لكني أعترف أنني فقدت الشهية، وغضبت جداً بعد تصريحاته في برلين حول الـ 50 محرقة".
وأضاف لابيد: "أنا ابن أحد الناجين من المحرقة، واللحظة الأكثر تذكرّاً عندي القصص المرتبطة بالمحرقة. لا يوجد أي لقاء لي مع عباس قريبا".
وبخصوص التسوية وحل الدولتين قال لابيد: "لم أقل إن تسوية الدولتين ستحدث غدا. ولكن غلطة اليمين الإسرائيلي، الذي يعتقد أنه إذا لم نفعل شيئا سيكون كل شيء على ما يرام، رغم وجود علامات شكّ حول وجود أغلبية يهودية بين البحر والنهر".
وأشار الى أن الفلسطينيين غير مغادرين لأي مكان آخر، وأن كل الأحاديث عن إدارة الصراع وصيانة الصراع ستقود في نهاية المطاف لدولة واحدة، معتبرا أن هذه كارثة على الصهيونية، وعلى الهوية اليهودية لـ"إسرائيل".
وتابع لابيد: "هناك غلطة ثانية لليسار الصهيوني، الذي يتحدث بمصطلحات "نهاية الصراع"، بحيث نوقعّ ورقة ما وعندها سيتعانق الجميع. لا هذا سيحدث ولا ذاك. الذي نريده هو اتفاق صارم للانفصال عن الفلسطينيين في دولتين، وبينهما جدار واتفاقات أمنية تحرس أمن "إسرائيل".
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على ضرورة العمل في عالم الواقع والحقيقة، مبينا أن هذا ما يقوم به "رجال المركز".
وجدد لابيد ادعاءاته بأنه يؤيد تسوية الدولتين، موضحا في الوقت ذاته أن هذا لن يتحقق غداً صباحاً، في ظل عدم تلقيهم أبدا الضمانات التي يحتاجونها.
ولفت الى أن تسوية الدولتين تعمل على حماية "إسرائيل" من التحول لدولة ثنائية القومية، التي تعني نهاية الصهيونية.
ولفت لابيد الى أنهم في حالة تواصل مستمر مع السلطة الفلسطينية، مبينا أن ما يجري في الضفة الغربية نتيجة لضعف السلطة هناك.
وأضاف: "بسبب ضعف السلطة الفلسطينية نحن ندخل الضفة الغربية وعند ذاك يقتل فلسطينيون، وعندها تضعف السلطة الفلسطينية أكثر فأكثر، لأن الفلسطينيين يوجّهون لها إصبع الاتهام. هذه حلقة مفرغة مضرّة، والآن نقوم بمحاولة تثبيت الأوضاع وجعلها تستقر".
وفيما يتعلق بعملية عسكرية في الضفة الغربية تشبه السور الواقي، أكد لبيد، أن حكومته لم تشطب هذا الخيار من طاولتها، غير أنه استبعد حتى الآن الذهاب الى هذا الخيار.
وتابع: "المؤسسة الأمنية تتعاون كل الوقت، والحملة القادمة ستكون مختلفة تماماً عن السور الواقي، ونحن بالطبع لن نقبل بالقيام بعمليات تخريبية ضد المستوطنين والجنود في الضفة الغربية أو داخل إسرائيل في الطرقات".
وبخصوص إمكانية إحراز أي تسوية مع قطاع غزة، أوضح لابيد أنه كان قد سبق وطرح خطة اقتصادية مقابل الأمن، مجددا اتهام حماس بأنها حركة إرهابية مرعبة، ولا سامية ودموية.
وشدد على أن "إسرائيل" لا تتفاوض مع "منظمات إرهابية"، مبينا أنه يمكن التوصل لتسوية طويلة الأمد تقوم على مبادلة الاقتصاد بالهدوء الأمني واستعادة الأسرى.
واستبعد لابيد أمر عقد مفاوضات مع حركة حماس بشكل مطلق، مضيفا: "تتحدث إسرائيل مع حماس منذ سنوات، ولكن من خلال طرف ثالث، وأفضل الإبقاء على ذلك".