انتقد رمضان قديروف الزعيم الشيشاني المعيّن من قبل الكرملين، قيادة الجيش الروسي بعد أن بدت عليه مظاهر الوهن والتراجع ضد المقاتلين الأوكرانيين في عدد من جبهات القتال شمال شرقي البلاد.
وأوضح قديروف في رسالة نُشرت على قناته في “تلغرام” امس الأحد، أن الكرملين قد يواجه تداعيات خطيرة بسبب فقدان الأراضي التي صرحت إدارات الجيش الروسي مرارًا بأنها تخطط للاحتفاظ بها إلى الأبد.
وقال قديروف إن الرئيس فلاديمير بوتين قد لا يكون على علم بالحالة الحقيقية لما يجري.
وأضاف “لقد ارتكبوا أخطاءً وأعتقد أنهم سيستخلصون النتائج الضرورية”.
وهدد قائلًا “إذا لم يتم إجراء أي تغييرات في الاستراتيجية اليوم أو غدًا، فسأضطر إلى التحدث مع قيادة وزارة الدفاع وقيادة البلاد لأشرح لهم الوضع الحقيقي على الأرض”.
وقال قديروف “يبدو أن الأوكرانيين مسلحون بأسلحة جديدة وذخيرة ومعدات ثقيلة من أحدث جيل”.
وأضاف “حان الوقت لاتخاذ قرار ملموس وبدء عملية واسعة النطاق في جميع الاتجاهات على أراضي أوكرانيا، وأنا شخصيًا لديّ تكتيكات واستراتيجيات تمكنت من تطويرها ضد الإرهابيين يمكن الاستعانة بها”، على حد قوله.
وتابع “حسب فهمي، فإن التكتيكات المختارة في أوكرانيا بطيئة للغاية، وتستغرق وقتًا طويلًا، والأهم من كل شيء أنها غير فعالة”.
يذكر أن رمضان قديروف المتمرد السابق الذي تحول إلى حليف الكرملين بعد تنصيبه حاكمًا لجمهورية الشيشان القوقازية، يحكم بلاده بقبضة من حديد.
ومنذ التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، ركز الكرملين على إسكات الأصوات المنتقدة للحرب، ولكن مع تدهور الأمور في ساحة المعركة، يواجه بوتين انتقادات حادة بشأن ما يجب فعله لحسم الأمور في أوكرانيا.
وشاركت عدد من الوحدات الشيشانية في العمليات العسكرية الروسية داخل أوكرانيا.
ورغم أن قديروف شديد الولاء لموسكو، إلا أنه من الشخصيات السياسية الروسية القليلة التي عجز الكرملين عن السيطرة بشكل كامل على رسائلها.
وتتجه الأنظار في الأيام القليلة المقبلة إلى كيفية استجابة بوتين للتراجع المسجل في أداء وحداته العسكرية في أوكرانيا بعدما تجاهل في السابق مزاعم بأنه أخطأ في التقدير عندما اعتقد أن الجيش الروسي يمكن أن يجتاح أوكرانيا في غضون أيام.
وكان بوتين قد صرح في آخر ظهور له بأن روسيا “لم تخسر شيئًا” خلال الحرب، لكن الخسائر الكبيرة في الأيام الأخيرة قد تكون أكثر صعوبة في إقناع السكان الروس بما يجري على جبهات القتال في أوكرانيا.