قال صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومستشاره جاريد كوشنر، إنه بعد إعلان ترامب الاعتراف بمغربية الصحراء وبشّر بتوجه المغرب وإسرائيل نحو تطبيع العلاقات، قام في 21 ديسمبر 2020 بالإعداد لرحلة مباشرة نحو تل أبيب من أجل بدء إجراءات التوقيع على اتفاق التطبيع بين المغرب وإسرائيل، لأن أي تماطل قد يؤدي إلى تأخير التوقيع على الاتفاق لعدة أشهر أو قد ينتهي الأمر إلى عدم التوقيع بين الطرفين.
وكشف كوشنر في الفصل السابع والخمسين من مذكراته “Breaking History” الصادرة مؤخرا، بأن المغرب هدّد بنسف اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل التوقيع عليه، بسبب الرغبة الملحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في تضمين بند في الاتفاق يتعلق بفتح سفارة إسرائيلية في الرباط، وسفارة مغربية في تل أبيب.
وأضاف كوشنر أن الرحلة كانت مستعجلة في ظل اقتراب الفترة الرئاسية لإدارة ترامب من الانتهاء، وبالتالي حط بالقدس لبدء المفاوضات مع الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق والتوقيع عليه قبل التوجه إلى العاصمة المغربية الرباط، على متن أول رحلة جوية مباشرة بين الطرفين، لاستكمال إجراءات التوقيع على الاتفاق.
وأشار في مذكراته، إلى أنه عندما بدأ المحادثات مع نتنياهو اصطدم بتعنت الأخير ورغبته في الرفع من سقف التطلعات، من أجل التوقيع على ما وصفها بـ"صفقة أفضل مع المغرب"، وكان يقصد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنذاك تضمين بند في اتفاق السلام مع المغرب يتعلق بفتح سفارتين، الإسرائيلية في الرباط والمغربية في تل أبيب، لأن نتنياهو شعر بخيبة الأمل في الاكتفاء بمكتبي الاتصال فقط.
بدوره، شعر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بالإحباط الشديد بسبب هذا الخلاف المتعلق بطلب نتنياهو، وبالتالي هدّد بإلغاء اتفاق التطبيع للعلاقات مع إسرائيل بشكل كامل.
وبعد مشاورات مع بنيامين نتنياهو لعدة ساعات، حث فيها كوشنر رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوثوق في "حكمه" مشدداً له على أن كل ما يُمكن الحصول عليه من المغرب حاليا هو الاكتفاء بإعادة فتح مكتبي الاتصال.
وأضاف له أن "الخطوة الذكية هي إظهار الثقة لهم وأخذ أقل الآن. أعدك بأنه إذا منحتهم الثقة، فسوف يمنحونك في النهاية أكثر بكثير مما كنت تتمناه".
الجدير ذكره أن المشاورات بين كوشنر ونتنياهو انتهت برضوخ الأخير والتوقيع على الاتفاق النهائي لتطبيع العلاقات مع المغرب وبنوده، دون أن يتضمن فتح السفارتين بين الرباط وتل أبيب في البداية والاكتفاء بمكتبي الاتصال كتمثيلين دبلوماسيين لكليهما.