رام الله الإخباري
أكد رئيس الوزراء محمد اشتية أن الحكومة تدعم بكل الوسائل نضالات الأسرى من أجل كرامتهم وعزة نفسهم، مُحمّلاً حكومة الاحتلال مسؤولية المساس بحقوقهم التي أقرتها اتفاقيات جنيف والقوانين الدولية الإنسانية.
وطالب رئيس الوزراء، في كلمته في مستهل جلسة مجلس الوزراء، (173) التي عقدت في مدينة رام الله اليوم الإثنين، بالإفراج عن الأسرى المرضى والأسيرات والأسرى الأطفال.
من جهة أُخرى، أشار رئيس الوزراء إلى أن وزارة الأوقاف، وبتوجيه من الرئيس محمود عباس، ستبدأ حملة تبرعات لمساعدة منكوبي باكستان والسودان.
وتقدم اشتية باسم مجلس الوزراء إلى رئيسي وزراء الباكستان والسودان وأركان حكومتَيهما والشعبين الباكستاني والسوداني بالتعزية بضحايا الفيضانات، مشيراً إلى أنه سيطلب من وزارة الصحة والدفاع المدني تحضير فريق لإرساله لمساندة أهلنا في الدولتين الشقيقتين.
وعن افتتاح العام الدراسي، قال رئيس الوزراء: "افتتحنا اليوم العام الدراسي الجديد في بلدة أبو قش، بحضور وزير التربية والتعليم وطاقم الوزارة والمديرية، وقد أسعدني طابور الصباح مع الطلاب، وعزف النشيد الوطني الذي وقف له جميع الطلبة في كل أنحاء فلسطين، التهنئة للطلبة الأعزاء (1.385 مليون) طالب وطالبة، وقد أعلنا افتتاحنا (20) مدرسة جديدة، وهناك (120) مدرسة جديدة تعمل على الطاقة الشمسية، و(140) روضة أطفال جديدة، وتم توزيع 10 ملايين كتاب من المنهاج المقرر".
وأكد اشتية أن "معركتنا التعليمية هذا العام في القدس التي أحيي طلبتها وجميع الطلبة، ومعلميها وجميع المعلمين، والطواقم الإدارية في جميع المدارس الفلسطينية".
وكان رئيس الوزراء د. محمد اشتية افتتح، اليوم الإثنين، العام الدراسي الجديد، من مدرسة "بنات أبو قش" الثانوية في مدينة رام الله، بحضور محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، ووزير التربية والتعليم مروان عورتاني، وعدد من كادر الوزارة وطاقم المديرية والشخصيات الرسمية.
وقال رئيس الوزراء: "اليوم فرح بالنسبة لنا جميعاً، الذي يبدأ فيه العام الدراسي، وباسم السيد الرئيس محمود عباس، نتقدم من أبنائنا الطلبة بكل التهاني، والشكر موصول لوزارة التربية والتعليم، ومعلميها وكادرها الإداري، وأولياء الأمور، ورجال الأمن الذين يوفرون هذا المناخ الإيجابي للطلبة، سواء أكان ذلك في العملية التعليمية أم في الامتحانات وغير ذلك".
وأضاف: "القدس بالنسبة لنا ليست فقط عاصمتنا، ولكن هي رمز للمقاومة الفلسطينية بشكلَيها الشعبي والرسمي، وهي تواجه عدواناً إسرائيلياً ممنهجاً على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ومصادرة الأراضي وعلى المنهاج الفلسطيني، الاحتلال يحاول أن يزور هذا المنهاج ويحاربه".
وقال رئيس الوزراء: "أنشأنا صندوقاً لدعم المدارس في القدس، وجرت هناك حوارات مكثفة مع أولياء الأمور والمدارس، ونحن نعلم أن حجم التهديدات في القدس كبير، وتحاول إسرائيل أن تسحب تراخيص بعض المدارس".
وتابع: "المدارس في فلسطين لا تحتاج ترخيصاً من الجانب الإسرائيلي، نحن نعمل بسياسة الأمر الواقع، وبعض هذه المدارس أقدم من دولة إسرائيل، ولذلك فإن كل الدعم والتأييد وكل ما نستطيع أن نعزز به صمود أهلنا في مدينة القدس سوف نقوم به مادياً ومعنوياً، والمنهاج الفلسطيني هو الذي سيسود في المدارس الفلسطينية وإذا أراد الاحتلال أن ينقل مربع الصراع حول المنهاج فنحن جاهزون لذلك".
وشكر رئيس الوزراء "الاتحاد الأوروبي الذي لم يخضع للابتزاز الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال"، وقال: "نحن نتواصل مع كل العالم من أجل أن تكون هناك حملة كبيرة متواصلة لحماية المدارس في القدس والمنهاج الفلسطيني، ولحماية أبنائنا وتحصينهم وطنياً ودينياً وسلوكياً وأخلاقياً".
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تم عقد عدة اجتماعات مع مديري المدارس وأولياء الأمور في القدس، قائلا: "كان هناك موقف موحد من مختلف العاملين في العملية التربوية في المدينة، وإذا أرادت اسرائيل إغلاق بعض المدارس في القدس فسنواجه ذلك، الطلبة سيكونون على مقاعدهم، ونحن في الحكومة ووزارة التربية والتعليم وبتوجيه من السيد الرئيس محمود عباس على تماس يومي مع كل مكونات هذا العمل، وإن لجأ الاحتلال إلى هذا الإجراء فسنواجهه بكل الطرق المتاحة أمامنا سياسياً وقانونياً وشعبياً".
وأوضح أنه "مع انطلاق العام الدراسي الجديد التحق مليون و385 ألف طالب وطالبة بمقاعد الدراسة في جميع محافظات الوطن، بما فيها مدارس القدس، ومدارس فلسطين في رومانيا وتركيا وقطر ومختلف مناطق الشتات الفلسطيني، وأضاف: "كما افتتحنا اليوم 20 مدرسة جديدة في أنحاء فلسطين، إضافة إلى استكمال عملية توزيع 10 ملايين كتاب مدرسي لجميع المستويات، وتركيب الألواح الشمسية في 120 مدرسة، من أجل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لنكون في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال".
وبحث مجلس الوزراء مشاريع استراتيجية تتعلق بإنشاء صوامع للقمح، ومحطات لتخزين الوقود، وأخرى للطاقة الشمسية لتزويد البلديات والمخيمات بالكهرباء، وإنشاء سدود، وبناء محطات لتكرير المياه العادمة.
واستمع مجلس الوزراء إلى تقرير من وزير النقل والمواصلات حول الإجراءات التي تقوم بها الوزارة للحد من الأزمة المرورية وذلك بتقييم استيراد المركبات المستعملة، وإلغاء الشركات غير الملتزمة بشروط وتعليمات الاستيراد، والعمل على تخفيض أعداد المركبات المستوردة بنسبة 20%، وإعادة النظر في آلية وشروط إصدار تصاريح لحاملي الهوية الفلسطينية لقيادة مركبات مرخصة من الجانب الإسرائيلي، وأشاد مجلس الوزراء بالجهود التي تقوم بها شرطة السير لمحاربة ظاهرة السيارات المشطوبة، وقدم الوزير مقترحا لإنشاء شركة للنقل العام بالتعاون بين القطاعين العام والخاص.
واستمع المجلس إلى تقرير حول بدء العام الدراسي في مدينة القدس المحتلة، والإجراءات التي قامت بها الوزارة لتقديم الدعم والإسناد للقطاع التعليمي في المدينة المقدسة لمواجهة محاولات الأسرلة وتحريف الكتب المدرسية.
وأقر المجلس تقديم مساعدات لمربي الثروة الحيوانية، ممن تعرضت مواشيهم للأضرار بسبب إصابتها بالحمى القلاعية.
واستمع المجلس إلى تقرير حول الجهود الدبلوماسية لإعادة تفعيل طلب العضوية الكاملة لفلسطين في مجلس الأمن الدولي.
وقدم وزير الخارجية عرضا للجهود التي بذلتها الوزارة لتقديم المساعدة للباكستان لمواجهة الكارثة التي تتعرض لها بسبب الفيضانات، وما قدمته الوزارة لإجلاء وإغاثة الطلبة الفلسطينيين والأردنيين في مناطق الفيضانات وتقديم المساعدات لهم بالتعاون مع السفارة الأردنية في الباكستان. وكذلك التجهيزات التي تقوم بها الوزارات المختلفة لتقديم العون والإغاثة للشعبين الباكستاني والسوداني للتخفيف من آثار الفيضانات التي تجتاح البلدين الشقيقين.
وقرر المجلس ما يلي:
1- اعتماد عدد من المشاريع الاستراتيجية وتكليف جهات الاختصاص الحكومية وضع الدراسات وخطط العمل التنفيذية لها وهي: صوامع تخزين القمح، ومحطات تخزين الوقود، وسدود المياه، ومشاريع الطاقة الشمسية للمخيمات، ومحطات تكرير المياه العادمة.
2- تقديم مساعدات مالية لمربي الثروة الحيوانية الذين تعرضوا لخسائر الحمى القلاعية.
3- اعتماد الإطار العام لخطة معالجة الأزمات المرورية وتكليف وزارة النقل والمواصلات والدوائر الحكومية الأخرى بوضع خطط تنفيذية لمعالجة حالة السيارات المخالفة للقانون، والنقل الذكي، وموضوع استيراد السيارات، وإنشاء شركة للنقل العام.
4- تخصيص مبالغ مالية لدعم صمود المقدسيين لمواجهة إجراءات الاحتلال الخاصة بتراخيص البناء والضرائب.
5- المصادقة على خطة تشغيل مركز صحي في عين البيضا في الأغوار الشمالية لخدمة المواطنين في المنطقة وتقليل عناء السفر للحصول على الخدمات.
6- إحالة عدد من التشريعات للسادة أعضاء مجلس الوزراء لدراستها.
وفا