تحتفل العلامة التجارية اليابانية «هوندا» هذا العام بمرور 5 عقود على طرح طرازها «سيفيك» لأول مرة، والذي تم تطويره ليكون «سيارة للعالم بأسره»، وقد تم بيع أكثر من 27.5 مليون سيارة سيفيك في 170 دولة حتى الآن. ومع دخولها العقد السادس وطرحها للجيل الحادي عشر من السيارات، تواصل سيفيك مسيرة التألق بإطلاق معايير مميزة تتخطى توقعات العملاء.
وتعتبر الشعبية التي اكتسبتها سيارة سيفيك شهادة راسخة على العمل الرائد الذي قام به مهندسي هوندا على مدى العقود الخمسة الماضية، حيث ساهم كل جيل في تطوير تصاميم وتقنيات متقدمة وتعزيز أداء سيفيك، مع الحفاظ على هدفها الأساسي المتمثل في تقديم سيارة مدمجة واسعة وترسيخ متعة للقيادة.
جرى تطوير هوندا سيفيك كـ«سيارة للعالم» تناسب جميع الأسواق وتوفر تجربة قيادة يومية استثنائية، وكانت من أولى سيارات هوندا التي تم بيعها على مستوى العالم حيث لاقت استحسان الناس نظرًا لتصميمها المدمج وكفاءتها في استهلاك الوقود وسهولة استخدامها. وكانت سيفيك من أولى السيارات المجهزة بمحرك احتراق CVCC، الذي يتطابق مع معايير الانبعاثات الأكثر صرامة في العالم في ذلك الوقت وقانون الهواء النظيف في كاليفورنيا لعام 1970 الذي وضع معايير لأهداف الانبعاثات المستقبلية عبر صناعة السيارات العالمية. أُنتج الجيل الأول من سيفيك لأول مرة في مصنع سوزوكا في اليابان. وبلغ حجم الإنتاج المتراكم مليون سيارة خلال السنوات الأربع الأولى.
وأبصر الجيل الثاني من طراز سيفيك النور في عام 1979 حيث جاء مجهزًا بمحرك CVCC-II بسعة 1.3 لتر الذي يوفر الطاقة بطريقة أكثر سلاسة ويؤمن كفاءة أعلى، وأضافت هوندا في هذا الجيل للمرة الأولى خيار السيدان والواجون إلى جانب فئة هاتشباك بسعة 1.5 لتر، بالإضافة إلى ناقل حركة يدوي بخمس سرعات. وقدمت هوندا هذا الطراز بتصميم جديد ومميز يتألف من صندوقين مع شبك أمامي ومصابيح أمامية تأخذ شكل الزاوية، لكن هذا الشكل لم يدم الشكل طويلاً نظرًا إلى أن شعبية سيفيك تنامت، فتحتّم تطوير طرازات جديدة لتلبية طلب المستهلكين على السيارات الأكبر حجمًا.
وطُرح الجيل الثالث من سيفيك في عام 1983 باختلافات طفيفة مع قاعدة عجلات أوسع وتصميم يأخذ شكل الزاوية، وتم تبني نهج جديد للتطوير هو «الحد الأقصى للإنسان والحد الأدنى للآلة» يركز على الإنسان في التصميم ويضمن وضع التكنولوجيا والتصميم في خدمة السائقين والركاب، ولا يزال هذا النهج حتى اليوم يساعد في تحديد وتطوير جميع طرازات هوندا بما يضمن توفير المساحة وسهولة الاستخدام التي يتوقعها السائقون.
ومع اقتراب فجر التسعينات والثورة التقنية التي شهدها عالم السيارات، قدمت هوندا الجيل الرابع من طراز سيفيك دعمته بمحرك جديد بسعة 1.6 لتر من الكربوهيدرات المزدوجة ونموذج حقن الوقود بسعة 1.5 لتر (في بعض البلدان). وبدأ سباق «Hot Hatch»، مع دورات في التسلق للحصول على «متعة القيادة» في نهاية المطاف.
وبحلول عام 1991 قدمت هوندا سيفيك الجيل الخامس بتصميم أكثر أناقة وديناميكية وانسيابية من أجل ضمان جاذبية رياضية والحفاظ على الوظائف اليومية التي أصبحت ملازمة للسيارة، وأضاف الباب الخلفي المنقسم بعدًا جديدًا لوظيفة سيفيك. وتم دعم الطراز بنظام VTEC (توقيت الصمامات المتغير والتحكم الإلكتروني في الرفع) الشهير والخاص بهوندا الذي أحدث ثورة في تكنولوجيا المحرك كونه قدم أداءً أفضل عند الدورات العالية واستهلاكًا محسّنًا للوقود عند الدورات المنخفضة، وقد حصلت سيفيك على العديد من الجوائز بفضل هذه النظام.
وتم تطوير الجيل السادس من سيفيك لخلق قيمة مضافة في فئتها، حيث تضمنت تحسينات على معدل استهلاك الوقود وإجراءات بيئية أكثر أهمية. وتضمن هذا الطراز محرك بسعة 1.5 لتر. وقد استحوذت درجة SiR في سيفيك مع DOHC VTEC المقترنة بناقل الحركة اليدوي على سوق دول مجلس التعاون الخليجي.
وطرح الجيل السابع من هوندا سيفيك في العام 2000، حيث جرى تقديم التكنولوجيا الهجينة لأول مرة في العالم. في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تم تقديم طرازi-VTEC بسعة 1.6 لتر، واعتبرت سيفيك أكثر سيارات البنزين ذات الخمسة مقاعد كفاءة في استهلاك الوقود في العالم مع وفرة تبلغ 29.5 كلم / لتر.
وفي عام 2006، دخل الجيل الثامن من سيفيك إلى دول مجلس التعاون الخليجي بعد أن أعادت هوندا إرساء القواعد الخاصة بسيارة سيدان المدمجة وتحسين كفاءة استهلاك الوقود بالإضافة إلى مزايا وتقنيات أخرى وكماليات تعزز الراحة ومحرك i-VTEC SOHC بسعة 1.8 لتر، وقد تم تقديم فئة R الفائقة الأداء التي لا تزال تلفت الأنظار.
وأضيف إلى الجيل التاسع من سيفيك المزيد من التحسينات على الكفاءة والأداء، حيث جهزت بمحرك i-VTEC بسعة 1.8 لتر وبمقياس سرعة رقمي ونظام ترفيه بشاشة مزدوجة وميزات أمان محسّنة تعزز تنافسيتها. وضع هذا الطراز معايير جديدة وفريدة في التصميم الخارجي المستقبلي والتكنولوجيا المتقدمة والأداء الرائع.
ووصل الجيل العاشر من سيفيك المعاد تصميمه بالكامل في عام 2016 حيث تم وضع معايير أعلى في أسلوب وأداء السيارة المدمجة. وقد تمكنت هوندا بفضل الخطوط الأنيقة والرياضية وتحسين قوة السيارة نسبة إلى وزنها من تعزيز متعة القيادة وتقديم سيارة جذابة وواسعة وأنيقة. وتم تجهيز السيارة بمحركين فعالين في استهلاك الوقود بسعة 2.0 لتر مع فئة LXi وEXi ومحرك قوي بسعة 1.5 لتر من طراز DOHC بحقن مباشر VTEC Turbo مع فئة RS. وفاز الجيل العاشر من سيفيك بجائزة «أفضل سيارة في الشرق الأوسط لعام 2017» ضمن فئة "أفضل سيارة مدمجة.
وفي عام 2018، تم دعم مجموعة المنتجات لدول مجلس التعاون الخليجي بمحرك سعته 1.6 لتر، مع فئات DX وLX وLX Sport، حيث ضمنت مجموعة الدرجات الإضافية توفير المزيد من الخيارات لتلبية احتياجات عملاء السيارات المدمجة، مثل محرك سيفيك 1.6 لتر SOHC i-VTEC الذي ينتج قوة حصانية قصوى تبلغ 123 عند 6500 دورة في الدقيقة وعزم دوران يبلغ 152 نيوتن متر عند 4300 دورة في الدقيقة.
واستفادت شركة هوندا من إرثها العريق الذي بنته على مدى العقود الخمسة الماضية، لإطلاق الجيل الحادي عشر من سيفيك في دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2022 حيث جمعت بين الأداء القوي والكفاءة ومعايير الراحة العالية والجاذبية البصرية وسهولة الاستخدام. ويتميز هذا الجيل بتصميم داخلي حديث وراقٍ يتضمن مقصورة داخلية ذات تقنيات عالية محورها الإنسان ومجهزة بأنظمة أمان متقدمة نشطة وغير نشطة. تم تصميم هوندا سيفيك الجديدة كليًا بنظام التعليق الرياضي والمحرك سعة 1.5 لتر مع ناقل الحركة المتغير باستمرار بقوة 180 حصانًا و6000 دورة في الدقيقة. ويعكس هذا الطراز الجديد مسيرة شركة هوندا الإبداعية في التصميم وديناميكية القيادة الرائدة في فئتها، حيث ساهمت هذه الخصائص مجتمعة في منح سيفيك الجديدة كليًا لقب سيارة العام 2022 في أمريكا الشمالية.
وبالإضافة إلى إطلاق الجيل الحادي عشر، ستقدم هوندا الطراز R الجديد كليًا في هذه المنطقة في أوائل العام المقبل. وقد سجل الجيل القادم من هوندا سيفيك فئة R رقماً قياسياً جديداً في سباق السيارات ذات الدفع الأمامي في حلبة سوزوكا المشهورة عالمياً في اليابان، حيث قطعت 5.8 كلم في دقيقتين 23 ثانية، وكانت أسرع بمقدار 0.873 ثانية من سابقتها هوندا سيفيك فئة R المحدودة الإصدار 2021.