أكد قائد كبير في حزب الله اللبناني أن المقاومة الإسلامية في لبنان تواصل عملها منذ حرب حزيران 2006 "ليس فقط في سياق بناء قوة قادرة على صدّ أي عدوان جديد وتدميره بالكامل، بل إلى أبعد من ذلك بكثير لتصل إلى القدرة على الهجوم وما بعده".
وشدد القيادي، في حديث مطول مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية، على أنه خلال 16 عاماً انتقلت المقاومة إلى مستوى جديد ومختلف جذرياً عما كانت عليه عام 2006، موضحا أن مشاركة كوادرها وعناصرها في معارك سوريا والعراق، منحتهم خبرات كبيرة، وأمكن خلالها التعرف على تكنولوجيا وأسلحة جديدة، وتم تحصيل كميات كبيرة من الأسلحة النوعية التي وضعت في خدمة برامج المقاومة، إلى جانب رفع قدرات العاملين في التشكيلات العسكرية، بل في مستوى جديد من العمل الأمني والاستخباري من نوعيات تشبه ما تقوم به دول كبيرة.
وأضاف "وصلنا إلى مرحلة تعرف فيها المقاومة عن العدو أكثر بكثير مما يعرف هو عنها، وهي علامة فارقة سيكون لها دورها في أي حرب مقبلة مع إسرائيل،وربما يأتي اليوم الذي نخبرهم فيه ابتداءً عمّا يوجد في قاعة شرفة غولدا داخل ديمونا".
وتابع "المهمة الجديدة التي ألقيت على عاتقنا بعد الحرب تركزت على بناء القدرة النوعية القادرة على تدمير الجيش الإسرائيلي، وليس فقط منعه من تحقيق أهدافه".
وواصل "منذ انتهاء حرب تموز حتى اليوم، نعرف، بدقة، أن كل التقييم الذي قام به العدو ينتهي الى خلاصة بأننا متقدّمون عليه في مجالات لم يكن يعتقد أننا وصلنا فيها الى مراحل متقدمة. ومنذ صدور تقرير «فينوغراد» حول الحرب، مروراً بكل المناورات الكبرى، حتى مناورة مركبات النار الأخيرة، كان العدو يصل إلى خلاصة مفادها أننا متقدمون عليه، رغم سعيه الدائم لمعالجة الثغرات لديه".
الأسلحة الدقيقة
ويوضح أن المقاومة عملت بعد عام 2000 على تطوير البنية الصاروخية بهدف الردع من جهة، وإيذاء العدو من جهة أخرى.
ويقول القائد الكبير "أخيراً، اكتشف العدو أن الأسلحة الدقيقة التي في حوزة المقاومة لم تصل إلينا في الوقت الذي اكتشف فيه الأمر، بل تأكد بأنها كانت عندنا قبل ذلك"، موضحا أن الاحتلال حينما كان يعلن أن بحوزة "حزب الله" 20 صاروخا دقيقا كان يدرك أن بحوزتنا المئات لكنه "صمت وأخفى ذيله واختبأ".
ويلفت إلى أن" من حق العدو الافتراض بأن لدى المقاومة - على صعيد سلاح المسيّرات مثلاً - كل ما لدى إيران. لكن الحقيقة الكبرى هي أن لدى المقاومة في لبنان قدرات تتناسب مع حاجاتها، وهي قدرات غير موجودة حتى في الجمهورية الإسلامية".
وأعرب عن اعتقاده أن المعركة مع العدو "لم تتوقف رغم كل الظروف، ولن تتوقف في يوم من الأيام. العدو يدرك هذه الحقيقة، وهو يسعى جاهداً من أجل عدم الوصول إلى الحرب، لأنه إذا أوصلَنا إلى الحرب فسنخوضها بقوّة، وستكون مدمّرة له بكل ما للكلمة من معنى، ولن يستطيع مواجهة حزب الله في كل الميادين".
وواصل "إذا كان يهددنا بالدمار كعادته دائماً، فإننا نؤكّد أن الدمار في الكيان سيكون أكبر مما يتصوّر. على العدو أن يعلم أن الحرب مع حزب الله تعني هذه المرة تدمير البنية التحتية للكيان الإسرائيلي، بما يحوّل حياة المستوطنين الى جحيم حقيقي لا يمكنهم العيش فيه تحت النيران والدمار".
وأضاف متوعدا "نحن على يقين بأن العدو سيعمل على سحب الجثث من تحت الأنقاض خلال الحرب. هذا لم يجرّبه هو وشعبه من قبل".
ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه حماية البحر، وهو غير قادر على حماية منشآته الحيوية ولا حتى على حماية الحدود البرية، ولا يستطيع حماية الجبهة الداخلية من القصف، حتى إنه لا يستطيع حماية نفسه، وفق رأيه.
وتابع مشددا "في اللحظة التي تقع فيها الحرب، لن نخوض حرباً دفاعية. لأول مرة في تاريخها، سيكون على إسرائيل الدفاع عن نفسها في أراضي 1948. نعلم أن العدو يخطط لإخلاء المناطق الحدودية بعمق 5 كلم على الحدود، وهذا بحد ذاته نعتبره انسحاباً مسبقاً، فكيف والعدو يعلم علم اليقين بأن كل مرابضه ومواقعه ستكون ضمن نيران المقاومة".
وبحسب تقديرات القائد الكبير فإن "أكثر جهة لا تريد الحرب، هي الجيش الإسرائيلي نفسه، لأن المستوى العسكري يعرف أن إسرائيل استمدت قوتها من حالة التفرقة في محيطها، ومن قدرتها على الاستفراد بالجبهات واحدة بواحدة. لكن الصورة باتت اليوم معكوسة".
وواصل "إسرائيل اليوم تخاف من المقاومة، وهي تعيش خلافات داخلية لم يكن لها مثيل من قبل، بينما تقابلها مقاومة ذات عزم وإرادة قوية للقتال، وإسرائيل تعمل وفق خطة دفاعية لحماية نفسها وهي منكشفة أمام المقاومة التي تحضّر نفسها للهجوم عليها".