دعا عدد من الشخصيات الأردنية، الشعب الفلسطيني، الى مقاطعة الرحلات الجوية عبر مطار رامون الإسرائيلي، معتبرين أنها محاولة إسرائيلية لجعل الشعب الفلسطيني يطبع في معاملاته مع "إسرائيل" حتى في التنقل.
ويرى الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن الأردني، أن الخطوة الإسرائيلية في غاية الخطورة، محذرا من انعكاس مباشر لها على الفلسطينيين بفرض التطبيع عليهم من خلال استخدام هذا المطار للتنقل والسفر.
كما حذر الملتقى في بيان له، من توجيه هذه الخطوة ضربة قاسية للأردن، نظرا لأنها تمثل مساسا بالسيادة الأردنية والعلاقة مع الفلسطينيين والتواصل معهم من خلال حركة التنقل والسفر بين المناطق المحتلة والأردن.
وأضاف الملتقى في بيانه: "ستترك هذه الخطوة تأثيراً مباشراً على الاقتصاد الوطني الأردني، بضرب نشاط أهم المرافق التي يستخدمها المسافرين بين الأردن وفلسطين المحتلة ومنها الى دول العالم عبر مطار الملكة علياء".
ولفت الى أن الخطوة الإسرائيلية تأتي في ظل الاندفاع الرسمي للتطبيع مع "إسرائيل" وتوقيع الاتفاقيات معه وآخرها مشروع بوابة الأردن.
وجدد الملتقى الوطني، التأكيد على الموقف الشعبي باعتبار التطبيع خيانة تشكل أكبر خدمة لـ"إسرائيل" لتسويق نفسه على أنه يقدم تسهيلات إنسانية للفلسطينيين، مناشدا الفلسطينيين بعدم استخدام هذا المطار الإسرائيلي.
كما طالب الملتقى الحكومة الأردنية، بوقف كل أشكال العلاقات والتطبيع مع "إسرائيل" وطرد السفير الإسرائيلي من عمان واستدعاء السفير الأردني من "إسرائيل" رداً على هذه الخطوة التي تعكس الصلف والعدوانية الإسرائيلية اتجاه فلسطين والأردن.
ودعا الملتقى الحكومة الأردنية الى المبادرة بتقديم التسهيلات للمسافرين عبر الجسور والمطارات بين فلسطين المحتلة والأردن وانهاء معاناة الازدحام والانتظار التي يعانون منها.
بدوره، استنكر وزير الاعلام الأردني الاسبق سميح المعايطة، هذه الخطوة الإسرائيلية، متوقعا ان تتوالى الرحلات الجوية على حساب مطار الملكة علياء.
وفي تغريدة على "تويتر" قال المعايطة: "خطوة إسرائيلية لخدمة مصالحها بالتوافق مع سلطة رام الله التي قدمت خدمة لاسرائيل على حساب الاردن الذي تريده في الازمات".
من جانبه، حذر الكاتب الأردني ياسر الزعاترة من الغضب الأردني من صمت السلطة على سفر الفلسطينيين عبر مطار رامون، في ظل الحديث عن ضرر اقتصادي للأردن.
وأوضح الزعاترة في تغريدة على "تويتر"، أن ذلك ربما بسبب الانخراط الأردني في اتفاقات عديدة مع "إسرائيل، مؤكدا أن قضية مثل "رامون" تسهم في تسهيل تصفية القضية عبر "سلام اقتصادي".
وبالأمس، قالت وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية، إنه لا يوجد مقارنة بين مطاري رامون واللد "بن غريون"، مؤكدا أن هناك حوار مع الأردن لتخفيف إجراءات السفر.
ونقلت شبكة "معا" عن الناطق باسم الوزارة، موسى رحّال، تأكيده أنه لا يمكن المقارنة بين السفر عبر مطار اللد ومطار رامون، مبينا أن مطار اللد هو مطار فلسطيني تم تأسيسه من عشرات السنوات ليخدم الشعب الفلسطيني "وهذا حق لهم".
ونصح رحال، المواطنين الفلسطينيين، بعدم استخدام مطار رامون الإسرائيلي، كونه مصلحة اقتصادية إسرائيلية فقط، ويشكل مسّا بالسيادة الفلسطينية.
وبحسب رحال، فإن جميع الاتفاقيات الدولية تمنح الفلسطينيين الحق في السفر عبر مطار خاص بهم مثل مطار القدس الدولي، الذي تم تدميره ولم يسمح الاحتلال بإعادة تشغيله.
كما أشار الناطق باسم وزارة النقل، إلى أن الاتفاقيات الدولية تسمح بإنشاء مطار خاص شرق الضفة الغربية بإدارة فلسطينية.
وفي ذات السياق، أوضح رحال أن هناك حوارا فلسطينيا مع السلطات الأردنية، في محاولة لتخفيف الإجراءات على الفلسطينيين للسفر.
ولفت إلى أن الحوار مع الأردن يشمل تقليل التكاليف والوقت خلال السفر، خصوصا عقب الاتفاق على تشغيل معبر الكرامة طوال ساعات اليوم.
وفي وقت سابق، كشف أصحاب مكاتب السياحة والسفر الأردنية، عن تخوفات عديدة، قبيل تنفيذ قرار سلطات الاحتلال بالسماح للفلسطينيين بالسفر عبر مطار رامون الدولي في جنوب فلسطين المحتلة، أبرزها الاستغناء عن العبور من المعابر الأردنية.
ومن المقرر أن تكون أولى الرحلات عبر المطار الإسرائيلي خلال نهاية شهر أغسطس الحالي، إلى المطارات التركية، تنطلق مرتين في الأسبوع، ومن ثم ستنطلق رحلات الى أوروبا، مما أثار قلق قطاع السياحة الأردنية.
وقال ياسر عبده، صاحب مكتب سياحة وسفر: "إن تشغيل مطار رامون الإسرائيلي سيؤثر علينا، لأن قرابة 50% من ركابنا من الضفة الغربية، حيث أنهم يستخدمون مطاراتنا وفنادق وشقق مفروشة وتأجير سيارات المجتمع المحلي كله يستفيد من المسافر الفلسطيني".
بدوره، أكد أمجد أبو غربية، صاحب مكتب سياحة وسفر، على أن هناك ما لا يقل عن 500 مكتب سفر وسياحة اردني يتعاملون بشكل يومي مع المسافر الفلسطيني، مبينا أن السوق الفلسطيني يشكل 50% من الذين يحجزون في هذه المكاتب.
من جانبها، طالبت جمعية مكاتب السياحة والسفر الأردنية، الجهات الرسمية باتخاذ موقف بخصوص تشغيل مطار رامون الدولي.
وقال باسم الغلاييني، أمين سر الجمعية، إنه "للأسف لا يوجد أي تحرك رسمي بحجم المشكلة الكبيرة، ولكن التحرك خجول، نطالب الحكومة بأخذ إجراءات قوية بحكم المشكلة التي نحن فيها"، مبينا أن الفترة القادمة سيكون هناك تأثير كبير على القطاع السياحي بشكل كامل.