كتب العقيد لؤي ارزيقات : بالإمكان ..

العقيد لؤي ارزيقات

كتب العقيد لؤي ارزيقات الناطق باسم الشرطة الفلسطينية : 

إزعاج وضوضاء وإطلاق رصاص، وإصابات وبتر أطراف وحوادث سير، أخبار تنقلها الشرطة وإسعافات تنقل المصابين للمشافي بعد لحظات من إعلان نتائج الثانوية العامة في كل عام وفي جميع أنحاء الوطن رغم التحذيرات  .
لكن !!! 

 بالإمكان أن نحتفل جميعاً بنجاح طلبتنا وأبنائنا في إمتحان الثانوية العامة دون أن نؤثر على أحد ودون أن نزعج الاخرين ودون أن نُغضب أقاربنا وجيراننا ومن هم حولنا ودون أن نفتعل الإشكاليات والشجارات ونتسبب بالأذى لأبناء حيّنا وبلدتنا ومدينتنا ومخيمنا وقريتنا .

 بالإمكان أن نحتفل دون أن نساهم في قتل نفس بشرية او نتسبب بإصابتها ودون أن نساهم في بتر أطراف وأيادي أطفالنا وشبابنا او أن نفقأ عيونهم ونزلزل بيوتاً ومنازل سكنها شيوخ مرضى جافى النوم أعينهم من شدة آلامهم و أوجاعهم ولم يتذوقوا طعمه الا بعد تناول الادوية .

وأطفال فِزعت من نومها بعد أن كانت  آمنة مطمئنة، ونساء إرتجفت فرائصهن وإرتعبت افئدتهن من أصوات الرصاص المُطلق بكثافة في ساعات الليل المتاخرة، ومفرقعات أنطلقت من أسطح مئات المنازل وساحات الاحتفالات ومكبرات الصوت ترعد بالاغاني والأصوات الصاخبة حتى ساعات الفجر .

 بالإمكان الاحتفال دون التشحيط والتفحيط وحوادث سير قاتلة بمركبات مشطوبة وسقوط الأطفال والشباب من مركبات فارهة سُلمت لشباب طائش يقودها بطيش وسرعة جنونية دون الإكتراث بنتائج أفعالهم الخطرة .

بالإمكان الإحتفال دون أن نهدر المال ودون أن نُعرض أنفسنا للمساءلة القانونية والتعارك مع الأجهزة الأمنية ودون أن نتسبب بأي إحراج لنا ولابنائنا ودون أن نُحبس او نتسبب بإنهاء إحتفالاتنا بكارثة حقيقية نوقعها ونصنعها

بايدينا أثناء هذا الإحتفال او ذاك ودون أن نرسم لحظة حزن على وجنتي أم مرت من شارع او زقاق برفقة طفلها قبل أن تُصيبه رصاصة طائشة من محتفل غير واعٍ بفعلته وقبل أن تفقأ عينه من مفرقعات عبث بها طفل او شاب إبتهاجاً بنجاحه في الثانوية العامة وبمباركة والديه وبلا مسؤولية مجتمعية.

بالإمكان أن نحتفل دون أن نهدر المال هباءً منثوراً لنزعج به طفلاً ونسيء لشيخ ونوجع إمرأة امنه وقد نحرق بيتا او زرعاً او شجراً بهذه المفرقعات ذات الثمن الغالي   .

لما لا نجمع هذا المال لنبن مدرسة أو نساهم في رفعة مجتمع يحتاج لكل شيء .. لماذا لا نجمع هذا المال وندعم به طالباً فقيراً لا يستطيع دفع أقساط الجامعة، وقد يكون مهندساً او طبيباً أو معلماً ..الخ 

لماذا لا نجمع هذا المال لنبن مستوصفاً طبياً في قرانا وبلداتنا أو ندفع ثمن دواء قد يُحيي نفساً بشرية أو نساهم في شراء مركبة اسعاف، ونساهم في تطوير مؤسساتنا التعليمية والصحية .

بالإمكان أن نتعظ من أخطاء الماضي ونعتبر مما جرى في سنوات سابقة كانت فيها الإصابات صعبة وشواهد ومناظر تقشعر لها الأبدان .

لنحتفل كما احتفل سلفنا عندما كانوا يحتفلون بهدوء ومحبة وأخوية وإحترام وتشارك الجميع .

وأخيراً هل بالإمكان مساهمة الجميع والمساعدة في أن لا ننقل ولا نستقبل خبراً صعباً نتحدث فيه عن إصابة شخص او بتر يد طفل او فقأ عين شاب ..أتمنى أن لا أنقل هذا الخبر في هذا العام كما كان في الأعوام السابقة .