توقع رجل الأعمال الأردني طلال أبو غزالة، أن يكن القادم على الاقتصاد العالمي أسوأ مما يعاني منه حاليا، في ظل تحديات صعود الصين، ويلات الحروب، المجاعة ونقص الغذاء والدواء، حروب الطاقة وانقطاعاتها، تحديات العملات الدولية، مخاطر الفجوة التقنية، نظام عالمي غير عادل، الأزمات الاجتماعية، أزمة الكساد والغلاء، حوكمة الإنترنت، أزمة المياه، تحديات الأوبئة، العقوبات الأحادية وارتداداتها، أزمة البطالة والفقر.
وأكد أبو غزالة في مقال رأي نشره في وسائل الاعلام، على حاجة الدول إلى الدّيمقراطيّة، ونظام دولي ديمقراطي ملتزم بميثاق الأمم المتحدة الذي يساوي بين الدول جميعها في حقوقها الكاملة، ويوفر لها الحماية الدولية اللازمة من أي اعتداء، أو تجاوز من أيّ طرفٍ كان.
وشدد على أن ذلك لن يتحقّق دون الاتفاق الصّادق بين ما يسمّى بالدول العظمى على احترام المنظمة الدولية، وقانونها، وميثاقها، وإلغاء حقّ "الفيتو" الذي ميّز خَمْسَ دول عن بقية الدول الأعضاء في المنظمة الدولية البالغ عددها أكثر من 193 دولة.
وأضاف في مقاله: "بغير ذلك سيبقى النظام الدولي مشلولا، وعاجزًا عن تحقيق أيّ قدر من مقتضيات الميثاق، التي من أهمها الأمن والسّلم للدّولتين. ولذلك تنتشر الحروب والصراعات والأزمات الاقتصادية دون أن تحرّك الأمم المتحدة أيّ ساكن، ويستمر تدمير البيئة؛ نتيجة لعدم التزام الدّول المتنفذة بالإجراءات اللازمة لحماية البيئة عندما تتعارض تلك الإجراءات الأساسيّة مع مصالحها الصّناعية والتجارية والاقتصادية بشكل عام".
ووجه أبو غزالة نداء إلى حكماء العالم قائلا: "تعودّنا على ظاهرة “اشتدّي أزمة تنفرجي” أي أنّ الاتفاق بين الأقطاب لا يتحقّق إلا بعد الحروب، وكلفتها، ودمارها، وعندما يهلك المتحاربون يُجبَرون على التّوجه نحو طاولة التّفاوض.. فلماذا لا يعكسون المسار ويتفاوضون بالحكمة والحجة حول طاولة التّفاوض بدلًا من الاحتكام إلى السّلاح أولًا! وبدلًا من التدمير قبل البناء؟.
وتابع: "كل ما أقول إنّه في حال فشل القادة للاتفاق على نظام دولي تنفّذه (منظمة الأمم المتحدة) وأجهزتها المختلفة، فعلى حكماء العالم أن يقولوا كلمتهم.. وعليهم أن يتلاقوا؛ لوضع نظام وقانون لعالمنا أمام القادة؛ لعلهم يبصرون الحكمة ويهتدون بها".
وأكد على أن المضي على ذات الطّريق التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه، هو طريق خطر!، وأن ما ينتظرنا هو أخطر بكثير مما شهدناه! رغم فضاعته، داعيا الى عدم المضي على طريق الهلاك، وضرورة سلك المسار الآخر.
وشدد على أن التحول الرقمي هو ظاهرة حتميّة، يتسارع تحكمه في حياة الإنسان، بدرجة قد تفوق قدرته على التّكيّف معها، محذرا من أنه في حال لم نتخذ الإجراءات اللازمة لمواكبة هذا التطوّر، فإن التّعاملات كلّها بين الدّول والأفراد ستصبح رقميّة دون تواصل بشريّ.
ودعا إلى الاستعداد للثّورة الرّقميّة بكامل تجلّياتها؛ حتى لا نتخلّف، وتتوسّع الفجوة بين التّقليديّ، فاقد الصّلاحية، والحديث الذي يمثّل المستقبل.. إنّها مسابقة مع الزمن ولا مجال فيها إلى الانتظار أو التّراخي.
وأشار إلى أن العالم يواجه اليوم كوارث متلاحقة؛ إمّا نتيجة للحروب والصّراعات، والتي بدلًا من أن تقوم المنظمة الدولية وأعضاؤها المتنفذون بالعمل على إطفائها بحسب القانون الدولي – بدلاً من ذلك تكتفي بالتصريحات الفارغة، وإعلان الأمنيات الباهتة، بينما يتسابق أعضاؤها لـ “صبّ الزّيت على النّار”؛ في حروب متتابعة، التي آخرها كانت الحرب بين روسيا وأوروبا.