رام الله الإخباري
التقى وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، اليوم الخميس، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في لاهاي، وأطلعه على الجرائم الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل بأدواتها المختلفة من مسؤولين سياسيين وعسكريين ومستوطنين ضد شعبنا الفلسطيني، بما فيها جريمة الابارتهايد، الجريمة ضد الانسانية، والتي تقع ضمن اختصاص المحكمة الجنائية وسلمه بلاغا تكميليا رسميا حول ارتكاب اسرائيل لهذه الجريمة وواجباتها للمساءلة والمحاسبة، وإنصاف الضحايا.
وشدد المالكي على ان القيادة والشعب الفلسطيني يتابعون باهتمام ما تقوم به المحكمة الجنائية الدولية باركانها المختلفة، بما فيها مكتب المدعي العام، واننا لن نسمح لاي جهة كانت بتجاهل الحق الفلسطيني، خاصة في ظل سياسة المعايير المزدوجة للمجتمع الدولي وانتقائيته في القانون الدولي، مؤكدا مواصلة القيادة الفلسطينية السعي لتحقيق العدالة لشعبنا، لان ذلك حقنا وواجبنا، في ذات الوقت.
وتطرق المالكي لكيفية حماية ابناء شعبنا وردع المجرمين الاسرائيليين من ارتكاب الجرائم، وصولا الى محاسبة ومساءلة مجرمي الحرب الاسرائيليين، وتحقيق العدالة والإنصاف لابناء شعبنا، هذه العدالة الغائبة لاكثر من 74 عاما من الاضطهاد بحق الشعب الفلسطيني.
وتساءل وزير الخارجية والمغتربين عن تأخر العمل والتحقيقات بالشأن الفلسطيني، مطالبا المدعي العام بأن تكون القضية الفلسطينية أولوية في التحقيقات وعدم التأخر في احقاق العدالة لان العدالة المتأخرة تعني عدالة غائبة، ومنح المجرمين فرصا اكبر لارتكاب جرائمهم، والسماح بسقوط المزيد من الضحايا من ابناء شعبنا.
وقال المالكي: "صحيح ان فلسطين بحاجة للمحكمة، لكن المحكمة بحاجة أيضا إلى فلسطين، وقد دافعنا عن المحكمة اثناء الهجوم عليها ضد البلطجة والتنمر ولن نقبل بتقويضها."
كما أكد أن فلسطين هي أهم اختبار للقيم العالمية التي تأسست المحكمة من أجلها، وان مصداقية المحكمة على المحك.
وسلم المالكي المدعي العام للمحكمة الجنائية نتائج التحقيق الرسمية لدولة فلسطين، في جريمة الاحتلال في اعدام الشهيدة الصحفية شيرين ابو عاقلة، باعتبار انها ترقى الى جريمة حرب، وطالبه بالعمل من اجل جلب المجرمين المسؤولين عن ارتكاب هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي تستهدف المدنيين، والاطفال، والنساء، والصحفيين، والاطباء وغيرهم من الفئات المحمية، الى العدالة الدولية إحقاقا للعدالة.
كما سلم بلاغا تكميليا حول جريمة الابارتهايد، الجريمة ضد الانسانية.
وقال: "إسرائيل ترتكب الجرائم في وضح النهار وتتفاخر بجرائمها وتقر القوانين التي تنص على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتتبنى الميزانيات وتضع السياسات وكل ذلك في العلن وتقتل امام اعين الكاميرات فماذا ينتظر المدعي العام للمضي قدما في التحقيق بشكل ملموس وواضح".
و دعا الى ضرورة اتخاذ المدعي العام خطوات ملموسة تدل على الجدية في التعامل مع جرائم الاحتلال في فلسطين، لخطورة هذه الجرائم وحجمها وطبيعتها وهي جرائم مستمرة.
ووجه المالكي دعوة للمدعي العام لزيارة فلسطين.
بدوره، أكد المدعي العام الدور المستقل للمحكمة الجنائية الدولية في تحقيق العدالة، والمساءلة والمحاسبة على الجرائم الأشد خطورة، وأن فلسطين هي احدى الحالات التي تنظر إليها المحكمة في مرحلة التحقيق، وانه يعمل وان الفشل ليس خيارا.
وفا