رام الله الإخباري
أكد خبراء أمنيون وعسكريون إسرائيليون، أن مدينة جنين ومخيمها، مازالا يشكلان مأزقا كبيرا للجيش الإسرائيلي، بذريعة أنها مصدرا أساسيا للعمليات الفلسطيني ضد الأهداف الإسرائيلية، حتى أن أغلب منفذي العمليات الأخيرة بالداخل المحتل، خرجوا منها.
وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال يواصل تنفيذ عمليات عسكرية في المدينة ومخيمها، إلا أن الخبراء الأمنيون يرون أنه لا مفر من خوض ما اسموه "معركة فاصلة" لتفكيك أجنحة المقاومة هناك وخصوصا حركة الجهاد الإسلامي و"كتيبة جنين".
وخلال ورقة بحثية لمعهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، يرى الخبراء أن معركة واسعة ضد جنين ستحصد أثماناً عالية من المقاومين، وتصيغ قواعد اللعبة من جديد.
وبحسب الباحثان كوبي ميخائيل، وأوري فارتان، فإنه لابد من معركة برية واسعة جدا في جنين، لتقويض صورة التخوف الإسرائيلي من استخدام القوة، وتُظهر قوة الردع الإسرائيلية.
واتفق الباحثان على أن النشاط الإسرائيلي المتقطع في جنين أدى الى رفع منسوب التوتر والاحتكاك والجرأة الفلسطينية، وتسبب في إطلاق نار كثيف، قُتل خلاله جندي في وحدة اليمام الخاصة وأصيب عشرات المواطنين والجنود.
وأكدا على أن جنين باتت حاضنة للمقاومة الفلسطينية، ومكاناً مريحاً، وفيه حيّز حرية نسبية للجهاد الإسلامي، الفصيل الأنشط في هذه المنطقة، بالتنسيق مع حماس وكتائب الأقصى، والجبهة الشعبية.
ويرى الباحثان أن الانتعاش الاقتصادي الذي حدث في المدينة خلال الفترة الماضية، ثبت أنه غير صالح، وأن فكرة المقاومة ما تزال تنبض في المنطقة.
وانتقد الباحثان السياسة الإسرائيلية المترددة، والحذرة في جنين، مبينين أنها ترفع من مستوى الدافعية والتصميم لدى الجيل الفلسطيني الشاب على الانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل.
وقال الباحثان في ورقتهم البحثية: "العمل العسكري الاسرائيلي من دون نشاط شامل يهدف إلى تجفيف المقاومة هناك، سيبقى يسمح للفلسطينيين المسلحين في المنطقة بتنظيم أنفسهم بسهولة نسبياً، وتركيز جهودهم وقوة نيرانهم للتصدي لدخول القوات الخاصة الإسرائيلية.
كما اتفق الباحثات على أن الأخطر هو أن العمليات الخاصة تؤدي إلى رص الصفوف والشعور بالوحدة في أوساط النشطاء الفلسطينيين، كما تؤدي إلى قضم قدرة الردع الإسرائيلية.
وأشار الباحثان إلى أن الأصوات التي تنتقد عملية واسعة، تبرر انتقادها بالخطورة الكامنة في الانجرار إلى حرب على عدة جبهات.
واعتبرا الباحثان الاسرائيليان أن الخوف من عملية واسعة في جنين، يفسر كضعف إسرائيلي، ويشجع المقاومة في جنين.
عربي 21