رام الله الإخباري
كشف الصحفي الفلسطيني معاذ حامد، الذي يعمل من أوكرانيا منذ 4 أشهر، عن بعض تفاصيل الحرب الروسية الدائرة هناك منذ الرابع والعشرين من فبراير/شباط الماضي.
وقال حامد في منشور له عبر الفيسبوك: "حتى اللحظة ما زالت الطائرات الأوكرانية تحلق في سماء البلاد، وتشن عمليات قصف ضد اهداف روسية، وهنا لا أتحدث عن الدرون، بل أتحدث عن طائرات الميغ السوفيتية، وشاهدت مشاهد لطرق نقلها بوسائل محلية تثير الاعجاب حقا".
ولفت إلى أن الطيران الروسي حتى اللحظة غير مسيطر على الأجواء في أوكرانيا، وأن كثير من الصواريخ الروسية المجنحة يسقط في الطريق أو لا يصيب أهدافه.
وأضاف الصحفي الفلسطيني: "هنالك مشكلة حقيقية على الأرض لدى روسيا، وهي نقص المعلومات وبنك الأهداف، مثلا، السلاح الغربي يدخل جهارا نهارا من الحدود البولندية ويسير في قوافل حتى يصل أقصى الشرق، لكن الطيران الروسي لا يعترضه، بالرغم من أن السماء زرقاء والعصافير تزقزق".
وأوضح أن الجيش الأوكراني يحرك معداته العسكرية الثقيلة بشكل طبيعي، بقوافل، لكن الطيران الروسي كذلك لا يستهدفه الا ما ندر، مبينا أنه شاهد قوافل مثل تلك بمناطق لا تبعد عن الحدود الروسية سوى 50 كم.
وأعرب حامد عن تفاجئه من أن الجميع هنا يعرف الروسية، وأن مدن الشرق لا تتحدث سوى الروسية، حتى عناصر فرق "أزوف" التي تتهمها موسكو بأنها نازية تتحدث الروسية.
وذكر أن غالبية سكان العاصمة الأوكرانية كييف، تتحدث الروسية كذلك، وأنهم في الشوارع والمطاعم والناس يكتبون ويعلقون بالروسية.
وتابع الصحفي حامد: "الموجة الأولى التي حاولت اجتياح شمال كييف كانت "غبية" بدرجة غريبة، كان الجنود يسرقون مقاعد الحمامات من المنازل وأي شي تقع أيديهم عليه.. أحد المحاضرين الجامعيين قال لي :"غالبية هؤلاء جاءوا من مناطق غير حضرية في روسيا، حتى أنه لا حمامات في منازلهم".
ولفت إلى أن الغباء في الموجة الأولى، وصل لدرجة أن جنود الجيش الروسي قاموا بعمليات حفر في منطقة تشيرنوبل النووية لاخفاء دباباتهم، وبالتالي تعرضوا لإصابة الإشعاعات، وسيموتون في قادم السنوات.
وأكمل الصحفي الفلسطيني: "يبدو أن ما دفع روسيا لارتكاب مجازر بوتشا وإربين الشهيرة.. هي معلومات المتعاونين مع روسيا الخاطئة التي تم تزوديهم بها، حيث يُزعم أن المتعاونين قالوا لروسيا إن السكان سيستقبلونهم بالورود، ولكن بمجرد دخول المناطق السكنية، بدأت عمليات مقاومة ضارية من الجيش والسكان، ففقد الروس الثقة بأي شخص، وبدأوا بإطلاق النار العشوائي على اي شخص يتحرك".
وأشار إلى أن خود الجنود الروس، لا تحمي الرأس من الرصاص، مبينا أنه شاهد خوذا لجنود مقتولين، ثُقبت كالورق المقوى، مضيفا: "طنجرة الضغط الموجودة لدى أمي، تحمي أكثر من خوذ الروس".
وتابع: "هذا يمهد لنا الحديث عن العتاد الروسي البالي الذي يعود لعقود طويلة، والذي طوته صواريخ الغافلين الأمريكية كورق الكرتون، وأن كميات الأسلحة الغربية التي دخلت أوكرانيا، يقول البعض هنا، إنها أضعاف ما دخلت للأفغان خلال حربهم ضد السوفييت".
وأضاف: "الأوكران فعليا استعادوا السيطرة على المناطق الشمالية بشكل تام، والشمالية الغربية كذلك الملاصقة لروسيا وبيلاروسيا، فيما تتجه الانظار نحو الشرق والجنوب، ولدى الأوكران قناعة أنهم سيستعيدون بقية الأراضي خلال هذا الصيف".
وتساءل الصحفي حامد، حول السبب الذي يمنع روسيا من استخدام القوة العسكرية الكاملة في حربها، وأين طائراتها "الشبح" وقاذفاتها الاستراتيجية؟ وأين فخر دباباتها الـ T92 ؟ هل كانت تكذب موسكو في حديثها عن أسلحتها الحديثة؟
رام الله الاخباري