رغم الإدانات الدولية التي تلقتها دولة الاحتلال عقب السلوك الهمجي لشرطتها ضد جنازة الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، فقد كشف مراسل صحفي إسرائيلي عن مفاجأة غريبة تمثلت بإرسال قائد أمني إسرائيلي رسالة "يهنئ" فيها أفراد وضباط الشرطة على ما قاموا به من مهاجمة الجنازة.
وبالاطلاع على نص التغريدة التي كتبها جوش برينير مراسل الشرطة والشؤون الجنائية لصحيفة هآرتس، وجاء فيها أن "دورون ترجمان قائد لواء القدس في شرطة الاحتلال، وبعد الانتهاء من دفن الشهيدة أبو عاقلة، أرسل رسالة إلى ضباطه وعناصره عبّر فيها عن "امتلائه بالشكر لهم، لأنكم عملتم بإصرار كبير، وبشكل يثير الاحترام"".
وقد تسببت هذه التغريدة بردود فعل إسرائيلية غاضبة، حيث اعتبر أحد المغردين أن سلوك ترجمان الهمجي هذا سيأخذه إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وطالب آخر بإقالته على الفور لأنه يريد تدمير إسرائيل، وثالث دعا لترجمة هذه التغريدة إلى اللغة الانجليزية كي تتسبب بفضيحة لإسرائيل، ورابع طلب إرسال التغريدة لوسائل الإعلام الأجنبية لتعميم هذا السلوك "الغبي" على العالم أجمع، ووصفه رد خامس بأنه أكثر خطورة من عضو الكنيست اليميني إيتمار بن غفير، فيما اعتبر رد سادس أن ترجمة هذا السلوك يعني أن ترجمان متعطش للدماء.
وقد سبق لترجمان أن أصدر تعليماته لضباط الشرطة بمصادرة أعلام فلسطين، ومنع رفعها أثناء جنازة أبو عاقلة، رغم أنه لم يكن موجوداً في المكان أثناء الجنازة، بل كان في ألمانيا في إطار بعثة للشرطة، فيما حل نائبه داني ليفي محله في قيادة حملة الشرطة العنيفة أثناء الجنازة.
وقد سعت أوساط الشرطة لإزالة الأعلام الفلسطينية التي تم تعليقها في الشوارع على السيارات، وأخذوها من أيدي المشاركين، وصادروا عدداً منها، وعملوا بالقوة لمنع رفعها، وظهر خلال الجنازة عناصر شرطة واقفون، ويبحثون عن أعلام فلسطين لدى الجمهور عند خروج المشاركين في الجنازة من الكنيسة إلى مقبرة جبل صهيون.