في أعقاب عملية "إلعاد" التي وقعت الليلة الماضية، وأسفرت عن مقتل 3 مستوطنين إسرائيليين، تجددت المطالبات في "إسرائيل" بضرورة شن حرب جديدة على قادة المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى رأسهم قائد حماس يحيى السنوار، الذي يتهمونه بالدعوة لمثل هذه العمليات.
وخلال مقابلة إذاعية، طالب قائد فرقة غزة السابق ومسؤول شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال "يسرائيل زيف"، الجيش بضرورة شن حرب جديدة على القطاع لتغيير الواقع الحالي، معتبرا أن اندلاع حرب جديدة أفضل من الواقع الراهن الذي يخشى فيه سكان تل أبيب من الخروج من منازلهم.
وشدد على ضرورة تصفية رئيس حماس في غزة يحيى السنوار بتهمة التحريض على تنفيذ العمليات الأخيرة ومن بينها الدعوة لحمل البلطات لقتل اليهود,
وأضاف: "لقد تحوّل السنوار إلى حلقة من حلقات تنفيذ العملية ودمه مهدور"، داعيا إلى أن تكون عملية الاغتيال مفاجئة لحماس بالتوقيت المريح للكيان.
وحذرت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، اليوم الجمعة، الاحتلال الإسرائيلي، من اغتيال أي من قادة المقاومة، مشددين على أنها ستكون "حماقة سترتد تداعياتها في وجه قادة إسرائيل المأزومين".
وأكدت الفصائل في بيان لها، على أن التهديدات التي يطلقها الاحتلال باغتيال قادة المقاومة "تثبت حالة التخبط والإرباك التي يعيشها الاحتلال"، مباركة العملية التي وقعت في "إلعاد" أمس.
واعتبرت الفصائل أن عملية إلعاد جزء من رد شعبنا على غطرسة وإجرام الاحتلال بحق المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، وتؤكد أن المساس بالمسجد الأقصى ومحاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني سيشعل المنطقة برمتها.
وأعربت الفصائل عن فخرها بمنفذي هذه العملية "الذين أذاقوا الاحتلال الويل في قلب كيانهم المزعوم وأثبتوا أن شعبنا الفلسطيني لا يمكن أن يتنازل عن حقه في الدفاع عن مقدساته بكل ما يملك".
وأكدت فصائل المقاومة أن "هذا الرد العملي والطبيعي هو خيار شعبنا بالتحدي والمواجهة لهذا الاحتلال الذي لا يفهم إلا لغة القوة والحراب".
واعتبرت الفصائل أن العملية نصرٌ جديد لانتصار المرابطين في المسجد الأقصى، وتعزز من رباطهم وصمودهم ومعنوياتهم.
وبعد ساعات قليلة من عملية "إلعاد" التي وقعت الليلة الماضية وقتل فيها 3 مستوطنين، دعا أعضاء كنيست وصحافيون وكتّاب إسرائيليون، لتحميل حركة حماس في قطاع غزة المسئولية.
ووفقا لما نقلت وسائل الاعلام الإسرائيلية، فإن التحريض الأساسي كان على استهداف واغتيال رئيس حماس في غزة يحيى السنوار، نظرا لخطابه الأخير قبل يومين "التحريضي" لمواصلة تنفيذ عمليات بالداخل المحتل حتى بعد انتهاء شهر رمضان.
وأول المحرضين، كان عضو الكنيست المتطرف "ايتمار بن غفير"، الذي طالب الجيش الإسرائيلي بضرورة إلقاء قنبلة على منزل السنوار بصفته المحرض الرئيسي على موجة العمليات الأخيرة. على حد تعبيره.
أما عضو الكنيست ايلي أفيدار، فدعا القيادة الإسرائيلية إلى إبلاغ مصر اليوم أن حصانة السنوار تقترب من نهايتها.
وقال: "إذا لم نبدأ بجبي ثمن شخصي من قيادة غزة فإن الدافع لمواصلة الدعوة إلى العمليات في "إسرائيل" سوف يستمر بل ويزداد، كما يجب الاستمرار في تشديد التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية".
بدورها، نقلت إذاعة 103fm الإسرائيلية عن الوزير الإسرائيلي السابق، عضو الكنيست يسرائيل كاتس من الليكود قوله: "يجب اغتيال يحيى السنوار والعودة إلى سياسة الاغتيالات لقادة المنظمات في غزة، هذه هي الطريقة الوحيدة لردع العمليات ووقفها".
بدوره، قال مراسل صحيفة "معاريف" العبرية، بن كاسبيت: "لا زال هدفنا الاستراتيجي هو إبعاد الجولات القتالية مع حماس عن بعضها البعض قدر الإمكان، لكن حتى الآن لم يقوم أي رئيس حكومة باتخاذ قرار بإسقاط حكومة حماس في غزة والخروج نحو عملية عسكرية لنسميها" السور الواقي 2" بين رفح وخانيونس، وما دام الوضع على هذا الحال ولم يتغير فيجب علينا احتواء هذا الضغط القادم من غزة والخروج منه بأقل ضرر".
وأضاف: "برك الدم التي خلفتها العملية الصعبة والمؤلمة في إلعاد لم تجف بعد - يمكن أن يكون من الجيد جدا أنه قد حان الوقت لجبي الثمن من "السنـوار".
أما حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت "يمينا" فتساءل قائلا: "من الغبي الذي أفرج عن السنوار؟
بدوره، قال نوعم أمير من قناة مكور ريشون: " يجب أن يتزامن أي قرار باغتيال السنوار مع القضاء على حكم حماس في غزة وتبني استراتيجية سياسية حول السياسة التي ستنتهجها "إسرائيل" في اليوم التالي لذلك، وما الذي سيحدث في غزة".
وأضاف: "إن مسألة اغتيال السنوار هذا أمر سهل، لكن المسألة الأهم من ذلك هو أنه لا يوجد اليوم قائد في "إسرائيل" يستطيع أن يقول لنا ما مصير غزة، وما الذي سيحدث بعد ذلك في غزة.