على أبواب العيد.. حركة تسوق خجولة

رام الله الإخباري

يعج أحد الشوارع الحيوية في مدينة نابلس بأصوات الباعة قرب بسطات الملابس، والمحلات التجارية لبيع الأحذية والملابس وغيرها من كسوة العيد التي يبتاعها المواطنون، توطئة لاستقبال عيد الفطر السعيد.

لكن الأصوات التي تكاد لا تنقطع منذ بداية النهار لأوقات ما بعد العشاء، لم تجلب المردود الذي يبحث عنه أصحاب المصالح، والمحال التجارية.

وفي الواقع، يمكن القول إن الفترة التي تسبق الأعياد، تكون بمثابة كنز لأصحاب المحلات التجارية التي تعرض موديلات الملابس والأحذية للمتجولين. غير أن قول أحد التجار وقد فضل عدم ذكر اسمه لمراسل "وفا"، إننا كمن يصرخ في "قربة مخروقة"، دليل على أن الناس تعاني هذه الأيام من وضع اقتصادي سيء.

أصحاب محلات أخرى قالوا كلاما مطابقا له، ووصفوا أن العملية الشرائية ليست كما يجب.

ويمكن الاستماع من مواطنين يجوبون الشوارع الرئيسية في نابلس قبل أيام من حلول عيد الفطر عن آرائهم بمستوى حركة البيع، أجمعوا أن الوضع الاقتصادي القائم سيئ.

ففي الأيام التي تشهد بالوضع الطبيعي قفزة كبيرة في حجم التسوق، بدا ظاهرا أن نسبة من المواطنين تعاين الأسعار دون شراء.

ويرجع الناطق الإعلامي لغرفة تجارة وصناعة نابلس ياسين دويكات السبب في ضعف حركة التسوق إلى عدة عوامل، أهمها عدم توفر السيولة المادية، والحاجة والرغبة.

لكن في حال الشارع الفلسطيني فيمكن القول إن أزمة رواتب الموظفين التي تعاني منها الحكومة أثرت بشكل واضح على حركة التسوق، فخلال الخمسة أشهر الماضي صرفت الرواتب بنسب متفاوتة.

يقول دويكات: "يعتمد المستهلك الفلسطيني على الراتب بشكل عام، وتذبذب الرواتب يقود إلى ضعف في التسوق".

وأضاف لمراسل "وفا" في شرح بسيط، أن النقصان من الراتب يجعل المواطن يضع سلم أولويات لشراء احتياجاته، فيركز على السلع الأساسية "التموينية"، ويتخلى علن سلع الموضة، والكماليات.

تقول إحدى المتجولات وفضلت عدم ذكر اسمها: "سأشتري لأطفالي ملابس، هذا العيد لن أستطيع أن أشتري للكبار ملابس، فالراتب لا يكفي لكل مستلزمات البيت".

وحتى المواد التموينية التي وضعها المواطنون في أعلى سلم أولوياتهم أصبحت أسعارها جنونية خلال شهر رمضان.

وبالنسبة لدويكات، فإن القفزة الكبيرة على أسعار المواد الأساسية جعل جل المواطنين يتغاضون عن شراء سلع "الموضة"، والكماليات.

لكن يمكن للوضع أن يتحسن في حالة توفر السيولة المادية، وقال دويكات إنه في حل صُرف راتب للموظفين قبل العيد بأيام، فبالتأكيد سيكون هناك نشاط اقتصادي جيد في سوق الملابس والكماليات، لكن ليس بالشكل المتكامل.

ليس موضوع الراتب وحده ما يلعب دورا كبيرا في حجم حركة التسوق، فيمكن القول إن تراجع عدد العمال الذين يقصدون أراضي عام 1948، بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي المختلفة في استصدار تصاريح العمل، وإغلاق الفتحات التي كانت طريقا لآلاف العمل، جعل المعظم في صف البطالة.

"أصبح لدينا جيش من البطالة غير قادر على شراء كسوة العيد" قال دويكات.

باختصار، فحركة التسوق في المدينة التي تشهد هذه الأيام تواجدا بشريا ضخما، مرتبطة بشكل أساسي بوفرة السيولة المادية.

ويمكن التماس تباينا واضحا بين آراء المتجولين حول الحركة السوقية في المدينة التي يعرف بأنها مركز تجاري كبير في الضفة الغربيةـ فتشي المداخلات التي أدلى بها المتجولون أن البعض جاء ليلقي نظرة على البضاعة دون الشراء، فيما قال بعضهم إنهم اشتروا ملابس لكن بشكل محدود.

وفا