رام الله الإخباري
ذكرت صحيفة "القدس العربي" في مقالها الافتتاحي اليوم السبت، أن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدفع ثمن الغاز بالروبل، تحمل تناقضا كبيرا يجعل تأثيرها ضعيفا.
وأوضحت الصحيفة أن المعنى الأساسي للدعوة الروسية قائم على إذعان أوروبا لغزو أوكرانيا، معتبرا أن هذا أمر غير ممكن التحقيق.
وقالت الصحيفة: "تمثل الدعوة مقامرة انتحارية لا يمكن لبوتين تنفيذها فعلا، فوقف الغاز سيتسبب في نقص كبير في الطاقة ضمن أسواق الدول المناهضة لاجتياح أوكرانيا، وهو أمر ستكون له عواقب جسيمة لكنها قابلة للحل، أما الضربة التي سيتعرّض لها الاقتصاد الروسي القائم بمجمله على هذه الواردات، والقائم أساسا على التصدير، فستكون قاضية".
وأشارت إلى أن دول أوروبية كبرى، هي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، قد ردت بالرفض على تهديد بوتين بقطع إمدادات الغاز على "الدول غير الصديقة" ما لم يتم دفع مقابلها بالعملة الروسية.
ولفتت "القدس العربي"، إلى أن قطع بوتين الغاز يعني تعريض عدد من دول العالم التي فرضت عقوبات على بلاده لنقص في واردات الطاقة.
وأكدت الصحيفة أن حيزا كبيرا من الحرب الروسية في أوكرانيا يدور عمليا على السيطرة على موارد الطاقة والغذاء العالمية، خصوصا وأن مجمل صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا يصل أكثر من 80% منه عبر أوكرانيا.
وأضافت: "تبدو خطة الغزو متعاكسة مع مشاريع هائلة روسية سابقة لتجنّب الأراضي الأوكرانية، والتي تمثلت بخطط موسكو الكبرى لبناء خطوط أنابيب أخرى، مثل نورد ستريم 1 و2 تحت بحر البلطيق، و"يامال – أوروبا" وخطوط تحت البحر الأسود".
وتابعت: "عام 2012 اكتشفت موسكو، حسب قول مصادر متعددة، احتمال وجود احتياطيات غاز طبيعي في منطقة البحر الأسود الخاضعة لأوكرانيا، والمتركز حول شبه جزيرة القرم، تقدر بتريليوني متر مكعب، كما جرت اكتشافات لحقول محتملة للغاز والنفط حول دونيتسك وخاركيف في الشرق، وفي الكاربات في الغرب، ومع بدء منح التنقيب لشركات غربية، زاد احتمال تحول أوكرانيا لدولة بترولية تنافس روسيا، كما كان ذلك سيسهل دخولها للاتحاد الأوروبي، ويمكن أن يعتبر هذا أحد الأسباب المباشرة التي أدت لاحتلال شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في إقليم الدونباس، وصولا إلى الاجتياح الحالي".
القدس العربي