رام الله الإخباري
نقلت وسائل إعلام أمريكية، مؤخرا، عن وسائل إعلام صينية وقريبة من الحزب الشيوعي، وقادة في وزارة الخارجية الصينية، اتهامهم للولايات المتحدة بأنها تقود المنطقة إلى التهلكة.
ووفقا لتقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية، فإن المسؤولين الصينيين اتهموا واشنطن للسعي إلى بناء كتلة شبيهة بحلف شمال الأطلسي في منطقة التقاء المحيطين الهندي والهادئ.
وأوضح التقرير الأمريكي أن مسؤولا صينيا حذر بكل وضوح من "عواقب لا يُمكن تصوُّرها" إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن لي يوتشنغ، نائب وزير الخارجية الصيني، قوله خلال مؤتمر عقده في بكين، الأسبوع الماضي: "إن الأزمة الأوكرانية يُمكن استخدامها كـ"مرآةٍ" لعرض الوضع الأمني في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
وأشار يوتشنغ بشكل واضح إلى "استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ"، وهي الخطة التي كشفت عنها إدارة بايدن الشهر الماضي، وغرضها تعزيز دور أمريكا في المنطقة، وخصوصا تايوان.
وأوضح يوتشنغ أن بناء "دوائر أو مجموعات صغيرة مغلقة وحصرية في المنطقة أمرٌ خطير، يشابه استراتيجية الناتو للتوسع شرقاً في أوروبا"، مبينا أنه إذا سُمح لذلك التوسع بالاستمرار دون رادع، فسيكون له عواقب لا يمكن تصورها.
يذكر أن انتقادات الصين لحلف شمال الأطلسي قد جاءت في أعقاب محاولتها تصوير نفسها جهةً فاعلة محايدة في الأزمة الأوكرانية، ورفضها استنكار الحرب الروسية.
ووفقا لخبراء غربيين، فإن الصين تسعى إلى استخدام الأزمة الحالية في أوكرانيا لغرضين، أولهما: تضخيم تصويرها للولايات المتحدة، محرِّضاً على الصراع في أوروبا وآسيا، وثانيهما: التحذير من العواقب إذا تحالفت الولايات المتحدة ودول منطقة المحيطين الهندي والهادئ على معاداة الصين".
وكما تقول CNN، فإن الولايات المتحدة تزعم أن تركيزها على منطقة المحيطين الهندي والهادئ جاء في وقتٍ جنحت فيه الصين إلى "سياسة خارجية عدوانية.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن لي مينغجيانغ، أستاذ العلاقات الدولية في معهد "إس راجاراتنام لدراسات الشؤون الدولية" (RSIS)، التابع لجامعة نانيانغ في سنغافورة، أن "نية الصين واضحة، وهي أن تبعث برسالة إلى الولايات المتحدة ودول المنطقة بأن استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ والتحالفات الأمنية الأمريكية يمكن أن تولد أزمات أمنية مماثلة لتلك التي نشهدها في الوقت الحالي بين أوروبا وروسيا".
وتأتي هذه الرسالة أيضاً قبل قمة الناتو "غير العادية" يوم الخميس 24 مارس/آذار، التي اجتمع فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن بزعماء الحلف في بروكسل لمناقشة الوضع في أوكرانيا، والتدليل على تضامن الكتلة الغربية معها في أزمتها.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد في جاكرتا، يوم الإثنين الماضي، ردَّد سفير الصين في "رابطة دول جنوب شرق آسيا"، التحذيرات نفسها التي قالها نائب وزير الخارجية الصيني بشأن مخاطر الحضور الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
عربي بوست