الاسباب والدوافع التي تجعل شباب " غزه " يفكرون بالرحيل عنها

موقع مدينه رام الله | اقتصاد :

غزة- الاقتصادي- إسلام أبو الهوى- كان الشاب كمال أحمد( 24 عاما) من مدينة غزة يحلم أن يسجل براءة مشروع اختراعا ليبدأ حياة سعيدة في غزة إلا أنه تفاجأ بعد أيام أن زميله سرق فكرة مشروعه وسجله باسمه.

وحاول أحمد مرات عدة استرداد حقه في المشروع إلا انه فشل فأسودت الحياة في عينيه كما يقول .فقرر الهجرة إلى خارج الوطن ليجد من يقدر كفاءته ويطور ذاته .

في الحرب الأخيرة على قطاع غزة قصفت قوات الاحتلال منزله وقتلت شقيقه واضطر للنزح والعيش  في مدارس الإيواء ما زاد من اصراره على الخروج بأي ثمن .

بعد محاولات عدة نجح أحمد بالخروج من غزة عبر الأنفاق الأرضية التي كانت تربط قطاع غزة مع مصر وما أن وصل هناك حتى بدأ في اجراءات الهجرة بالاتفاق مع المهربين ليستقل السفينة متوجها إلى أي دولة أوروبية إلا أنه سمع عن غرق سفينة المهاجرين الفلسطينين فتراجع عن الفكرة بعد أن تعرض لضغط شديد من العائلة .

وفي طريق العودة اكتشفته السلطات المصرية فاعتقلته وحكمت عليه بالسجن لمدة اربع شهور مع غرامة مالية بسبب دخوله الأراضي المصرية بشكل غير رسمي.

بعد انقضاء مدة محكوميته عاد أحمد بخفي حنين إلى غزة وقد سُدت في وجهه كل أبواب الأمل كما قال.

قصة كمال أحمد تشبه مئات القصص في غزة لكنها تختلف في التفاصيل هنا او هناك، فحلم الهجرة يراود غالبية كبيرة من الشباب الغزي بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة .

\"104\"

ويعتقد الدكتور رفيق التلولي أخصائي علم الاجتماع في جامعة القدس المفتوحة أن الوضع الاقتصادي السيء والبطالة المتفشية والانقسام القى بظلاله على الشباب الغزي فدفعهم  إلى التفكير بالهجرة  وأحيانا دفع عائلات بأكملها .

ولا يملك الشباب في غزة كثير من الخيارات لمواجهة الواقع الصعب الذي يمرون به خاصة بعد أن انفتحوا على العالم من خلال نشاطهم الملحوظ على مواقع التواصل الاجتماعي . وتغيب الاحصاءات الرسمية عن أعداد الشباب الذين نجحوا في الهجرة من غزة بطرق ووسائل شتى عن طريق شبكة من المهربين في غزة ومصر .

ويدفع  كل راغب في الهجرة ما يقارب الثلاث آلاف دولار ليصل إلى السفينة التي ستقله إلى عالم المجهول.

ويؤمن التلولي أن الحرب الأخيرة على غزة وفقدان الأمان الاجتماعي دفع شخصيات مرموقة للتفكير في الهجرة عندما تسنح لهم الفرصة منوها إلى أهمية توعية الناس بخطورة الهجرة وأنها ليس الحل الوحيد.

ورغم دعوته إلى توعية الناس بمخاطر الهجرة إلا أن التلولي يطالب بتنظيم هذه الهجرة لتأمين الناس وحمايتهم ممن يتاجرون بأرواح الناس.

ورغم حوادث غرق السفن التي حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية ما زال الكثير من الشبان ينتظرون الفرصة للخروج من غزة غير ابهين بالمخاطر والمصاعب التي قد يواجهونها خاصة الغرق في عرض البحر.

 المصدر : الاقتصادي